الموقف الاول:
ما الذي يشبه الموت؟ في الموقف العقلي لا شيء يشبه الموت، حتى آلام الوضع التي تعاني منها النساء واللواتي قيل عن آلامهن أنها تقترب من الموت، تبقى لا تشبهه. ولست هنا لاعيد إستذكار تجاربي في فلسفة الموت التي بحثتها سابقاً ولكن لايجاد تفسير عقلاني لاستلاب روح الإنسان سعياً لتحقيق غاية علوية أو دنيوية.
الموقف الثاني:
القيمة الاصيلة للموت تكمن في الإنتقال الكوني من عالم الوجود إلى عالم البرزخ، وهناك سيتم تعيير الافعال الإيجابية والسلبية وفق المعايير الإلهية حيث تسقط حسابات البشر، وتتوقف عناصر الرغبة والشهوة، أمام حقيقة الحق.
الموقف الثالث:
عندما يحدث الانتقال، يختزل عالم البرزخ حقيقة الإنسان، فهناك يتجسد مطلق الفعل الإيجابي في مقابل مطلق الفعل السلبي، فيكون الابيض نقياً لا تشوبه شائبة الاسود، والاسود نقياً لا تشوبه شائبة الابيض، حيث تتجلى الحقيقة الكونية أمام العقل الكلي المعرفة.
الموقف الرابع:
قد يقول بعض مدعي الفلسفة، أن الموت هو الموت فما الفرق؟ حيث أننا كلنا سنموت، فالعالم يموت كما الجاهل، والمضروب بالسيف يموت كمن تصيبة رصاصة في راسه!! وذلك لانهم يروه مفردة لغوية لا يراد منها أن تتحول لموضوع فلسفي!!
الموقف الخامس:
إذا كان الموت يشكل جسراً للعبور إلى عالمِ أرقى بنية، فلماذا يرحب به آخرون من أجل تحقيق قضية ما؟ ويكرهه آخرون لاجل الهروب من قضية ما؟
ووفق ذلك لو أردنا أن نقدم سرداً للمواقف لوجدنا ان الطريق لا ينتهي، ولكننا هنا لانقدم بحثاً بقدر ما هي رؤية عقلية لحادثة تاريخية عجزت الإنسانية عن تفسير كنهها لعلو قيمتها في اللانهائي.
وفي حمئة تقطيع الرؤوس كنوع من الإصرار على إستنساخ الموت ظلماً، يعاد تناسل الموت في كل مكان، وكأن كربلاء الحسين (ع) تأبي إلا ان تتكرر ليس في القلوب والنفوس فقط، ولكن في تقطيع الإجساد وجز الرؤوس، تأكيداً للنزعة القديمة في استهواء القتل.
من قابيل ومروراً بكل المقاتل وبكل الطفوف كانت ولا تزال في الأرض مساحة كافية للحياة والتعايش، فعبادة الخالق والتوجه له في شمال الكرة الارضية لا تختلف عنها في جنوبها لانه هو في كل مكان.
قد لا يستطيع النخل المقطع الرؤوس أن يحيا، ولكن هذا لايعني ان فسائلة ستموت.
مقالات اخرى للكاتب