لعل أغلب المتابعين للواقع العراقي؛ يتصور بأن الشيعة هم من يمسكون قيادة البلاد, وأنهم الممثلون عن الحكم, لكن حقيقة الامر أن رجالات ألسلطة ألحالية لا يمثلون ألا أحزابهم وأنفسهم مستغلين هذا الثقل الانتخابي, الذي يمثلهُ الشيعة.
سياسيو اليوم؛ أتخذوا من سياسة ألتلاعب بمشاعر وعواطف ألشعب وسيلة لتوظيف (القضية الحسينية) في العمل السياسي, وذلك لكسب العواطف قبل العقول, كونها تجيد فن العزف على هذا الوتر الحساس, وهو أيمان الجمهور المطلق لأهل البيت عليهم السلام, ناهيك عن أستغلال السنوات الجسام على مر السنين, وألكبت الذي كان يعاني منهُ الأغلبية المظلومة أبان فترة الحكم الصدامي الطاغي, الذي أباد كاهلهم في الحقبة المنصرمة.
وبهذا تجد شيعة العراق, بين نارين, أما التخوف من أنتخاب أناس قد لا يمثلونهم, وأما ألكتل التي تحمل الصبغة الشيعية, معتقدين بذلك الحفاظ على (البيت الشيعي).. لكن الغريب في الأمر أن هذهِ الكتل بعد فوزها بأغلبية تأتي بشخوص غير كفؤوين, وتضعهم في أماكن تنفيذية وهم لا يستحقون, أنما المصلحة ألحزبية والتوافقات تتطلب ذلك, كما هو الحال الأن.
الشيعة اليوم؛ هم أكثر المتضررون من الحكومة الحالية, التي تمثل شيعة أنفسها وليس شيعة العراق.. وأما الحسين (ع) منهم براء! كونه خرج من أجل أنصاف المظلوم بوجه الظالم, وليس من أجل التسلط وفرض سياسة تخدم مصلحتهُ, كما يفعلوا قادة البلاد الحاليين, همهم ألوحيد هو الاستحقاق ألانتخابي وحصد الأصوات من أجل أبقاءهم في رحم قيادة العراق, فعلى ألجميع أن لا يخلط بين شيعة السلطة وشيعة العراق.
ألسنة في العراق متهمون؛ كون تسمية الارهاب تلاحقهم, هذا ما جاءت به الفتاوي التكفيرية.. بأسم ألدين مستغلون من المذهب السني غطاء يختبؤون تحت عباءتهُ, ولكن المستفيد الوحيد هو القاعدة, والايادي الخفية, والاجندات الخارجية التي استغلت بعض النفوس الضعيفة من سنة العراق, بحجة تخوفها من الحكم الشيعي, لكن الحقيقة أن هذهِ هي جميعها أجندات تحاول خلق الفتنة الطائفية, حتى يستغل المستفيدون في الحكومة الاوضاع من أجل تحقيق مصالهم بعيداً عن أنظار الشعب.
النتيجة: أن الخاسر الأكبر هو الشعب العراقي بكلا الطائفتين فالسياسيون يلعبون على اوتار تؤثر في نفس الشارع العراقي الذين وضع كامل ثقتهُ في أناس ليس أهلاً للثقة, بل جمعتهم مصالحهم الشخصية والحزبية في هذا الوطن.
مقالات اخرى للكاتب