في كل يوم جمعة على الاقل يطل علينا ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي من خلف منصة الخطابة والذي لا يُرى الا جزء بسيط من وجهه وعمامته الناصعة البياض وذلك لتزاحم العشرات من ميكروفونات المحطات التلفزيونية، يطالب الحكومة ورئيسها بالاصلاحات، ولا نعرف اي اصلاحات يريدون؟ وهل ممثل المرجعية عنده خطة للاصلاح قدمها للحكومة والحكومة لم تلتزم بها؟ اعتقد ان ممثل المرجعية لم يعرف اصلا ماهي هذه الاصلاحات التي يريدها، وانما هي كلام عام لتبرءة الذمة لا غير ولا فائدة منه وحالة ركوب لموجة المظاهرات العفوية التي خرجت ضد الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة والتي طالبت رئيس الحكومة بتشخيص المفسدين واقالتهم، وبما ان المرجعية تعتبر نفسها هي الراعي الحقيقي للشعب فلماذا لا تقدم خارطة طريق لاخراج العراق من هذا المأزق، لان الحكومة وحدها لا تستطيع ان تقوم بالاصلاح حيث ان معضلة العراق اكبر من ان تحل بخطابات عصماء ومطاليب أنية تنتهي حدتها اذا قضيت الصلاة فتنتشر الجموع في الارض يبتغون من فضل الله ويذكرون الله كثيرا لعلهم يفلحون.
اين كانت المرجعية من الحكومات المتعاقبة طيلة 12 سنة والتي لم تجلب للشعب سوى الفساد والقتل والسرقات واحتلال الارض وسوء الوضع الصحي والصناعي والتربوي والخدمي والتعليمي، وما هو دور المرجعية في السرقات والجهل المستشري في كل المجتمع وماذا قدمت من برامج لتقضي على الامية المنتشرة والفقر وقلة المدارس ام هذا ليس من اختصاصها وانما اختصاصها ينحصر فقط في مواقيت الأهلة؟ الم يرى ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي بعد انقضاء الصلاة والانتشار في الارض جموع الفقراء في كربلاء والايدي المتسولة والممتدة ليل نهار لتتسول رغيف خبز لسد رمق العيش او قطعة قماش لستر الجسم، والشيخ يجلس في مكتب بالحضرة الحسينية جدرانه مغلفة بالرخام الاخضر ذو العروق الذهبية والذي هو من اغلى انواع الرخام يستقبل الضيوف ويتجاذب معهم اطراف الحديث والخدم وملك اليمين منهمكون في اعداد ما لذ وطاب من المشروباب والعصائر الطبيعية والاغذية الطازجة ليتناولها الشيخ مع ضيوفه تحت انوار الكهرباء ومكيفات الهواء التي لا تتوقف دقيقة واحدة وعلى سجاد الكاشان.
هنيئا لكم شيخنا الجليل ونشكركم وبارك الله مسعاكم في طرح ومطالبة الحكومة بالاصلاحات في خطب الجمعة، ولكن اي اصلاحات؟
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً [الإنسان : 8]
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً [الإنسان : 9]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [التوبة : 34]
يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ [التوبة : 35]
مقالات اخرى للكاتب