خلقت لأعبد الله وقلت للأزهار ما شاء الله … تبارك الله جل علاه ونبينا محمد ما أحلاه … وأنا لست سوى طفلة غبية هكذا رأيتموني لأني لدي كلمات تؤلمني وهي الوحدة خير من جليس سوء . ومازلت اؤمن في كياني إن الأسوأ للأسوأ والطيب للطيب والخبيث للخبيث .
فلما هذه هي الحياة القوي يتقوى على الضعيف ؟
ولماذا في كياني ابحث عن المستحيل؟ وفي صميمي أود ايجاد الدليل فياللويل هذا ليل يهرب من ليل ولكني مستمرة نحو الابداع والتقدم واخيرا ستقلع سفينة الشراع وتتقدم .فاحترموا قدمي لأنها داست على تراب الشهداء .
هكذا وجدوا جثتها وقربها هذه الكلمات فاستعانوا بشاهد عيان فروى لهم قصة ما حدث وقال :-
لقد كان هذا حواري معها سمعتها تقول : يا رب خذ روحي لاني سأموت موتة الأبطال . فيا الهي بيدك روحي خذها ساعة تشاء ولكن دعني اموت شهيدة .
– أهلا كوكوش ســـــمعتك تقولين أنا كوكوش بـــــــنت العراق الذي صنع التاريخ . اذا هذا يعني إن العراق من صنع الابطال . أين تودين الهروب والرحيل؟
– نعم انا كوكوش والرحــــــــيل هو الضياع الحقيقي والعمر الذي انتهى . فكم عمر مني قد ضاع وانتهى بسبب الوهم . هذه هي الحياة وهم وضياع والهروب هو الحل الأمثل . ويسرني أن أقول إنه هذا هو اليوم الذي انتــــــــــظرته يوم الفراق يوم الرحيل والموت بشهادة من اجل حبي للعراق.
– كلامك صحيح وبصحيح العبارة لو كان الضياع غير موجود لكان العالم بخير .
– دعني أقول لك إن الضياع والرحيل مركزان . مركز خير ومركز شر وأما الحياة عبارة عن أماني ضائعة . لأننا نتنفس غاز الاوكسجين عبر الهواء الطلق ونفرز مع الفضلات غاز ثنائي اوكسيد الكاربون , أما الأزهار الجميلة فهي تستنشق ثنائي اوكسيد الكاربون . ورائحتها الجميلة تبث إلى الهواء غاز الاوكسجين الذي نحتاجه .
فالهواء النقي موجود في كل مكان فيا ليتني أرمي نفسي لمرة واحدة في نهر دجلة وأتنفس الهواء المذاب في الماء لكي احرر الأوكسجين , ولكني إن مت فالأوكسجين الذي كنت أخذه سأوفره للطبيعة التي تحتاجه اكثر مني.
لقد كان هذا حواري معها رغم اني لم أفهم منه شيئا سوى القليل ولكني فوجئت سمعتها تقول كلاما أغرب بل وتطلق هتافات وهي -:
أنا ?و?وش الهاربة من عصري … أنا كوكوش الهاربة من امي وأبي … فهل عرفتم امي وأبي من هم ؟ امي بغداد وأبي العراق … فسلاما يا بلد الخالدين سلاما من كل الحاقدين … أنا اخترت مصيري لأرى بعيني المتمردة أنا فتاة تعشق العراق وأنا لا شيء امام أبطاله . لست سوى فتاة هاربة وفي صمتي حنين لوطني …
وفي ذكرياتي عبق من ياسمين بلادي … أنا كوكوش تلك التي لا تريد سوى الشهادة فيا بلد الاحرار دع أبناءك يقولوا عني لست محاربة القدر … لست طائفة من البشر … لست ضائعة بل مجرد فتاة حثتني الحياة السير على جثث الشهداء لتقبلهم , فقد مسوا كرامتي وكرامتي كانت وطن اسمه العراق .
لأجلك يا عراق أموت ولأجلك اصلي صلاة التقديس في حبك … ولأجلك أقول لا وألف لا للموت بمهانة … إلا الرفعة والكرامة وإلا حياة التي لا فيها عز سوى شخص عزيز اسمه العراق …
فيا عراق لك سلامي ولن اكون تلك التي عشقتك بل تلك التي قالت عنك : إن من الصعب أن أختار اسما يرافقني في قبري ويكون ملاذي سواك .
فهل فهمت لا اريد شيئا سوى أن أتصور اني فتحت على نفسي ابواب من نعيم وأغلقت ابواب الجحيم في وجه الظلم , لأنه هو الجحيم بعينه و الظلم الذي قد طالك لسنين ذهب دون عودة والله ولي المحسنين …
فدعني اقبل ترابك لعلي ادفن وبضعة من ترابك فوق جسدي . ولعل ترابك الطاهر يختلط بدمي لأنه اطهر من دمي مادام من اجله ماتوا أجدادي وتصلبت اجسامهم .
فاليوم جسمي اقدمه لك جثة ليست هامدة بل جثة دائمة في عشقك . حتى بعد الموت هنالك حياة انها حياة التجسيد والعطاء حياة الخلود في حبك. حياة ترتيل الاناشيد في حبك لعل الاموات يستمعوا لأناشيدي في قبري وأنا تلك كوكوش الهاربة فسلاما.
أقتلوا قلبي مزقوني أصلبوني كما صلبوا المسيح يسوع … أقطعوا رأسي كما قطعوا رأس الحسين لعل الحسين يجيء ثانية ليشهد جنازتي فأحشر معه , لأن روحي ستصعد الى السماء على امل ان القاه يوم المحشر .
وحتى هذا اليوم سأكون جثة أدوي اغنية الموت ولكني لن اعود مجددا الى حافة الهاوية فسلاما من قلبي لك يا عراق.
مقالات اخرى للكاتب