(1) نشرتُ في زاويتي "مدارات حرة" يوم الاثنين الأول من شباط الجاري مناشدة لأهل الإحسان والخير لإسعاف طلب المواطن العراقي همام ريسان وهو نازح من الفلوجة إلى بغداد ومستأجر غرفة مع أربع بنات وصبي وزوجة بـ"250" ألف دينار شهريا تعرضت له طفلة وهي "اخر العنقود" واسمها ناهدة إلى حادث فظيع ومأساوي عندما انفجرت سيارة مفخخة في منطقة سكنهم وكرد فعل من الطفلة التي كانت تقف على سلم لم يكتمل وبقيت سياخه الحديدية بارزة سقطت على "شيش حديد" اخترق جهازها التناسلي ومزقه ثم اندفع الشيش الى منطقة الشرج واحدث أضرارا هائلة في جسد الطفلة من مواليد 2013 وفي بغداد أوقفوا النزيف لكنهم عجزوا عن ترميم الطفلة فاضطر والدها الشاب وهو عامل بناء فقير إلى السفر إلى أربيل وعرض طفلته على الأطباء الذين قرروا إجراء ثلاث عمليات تجميلية وترميمية للطفلة مقابل "7" ملايين دينار ولما كان والدها لا يملك هذا المبلغ فقد جاءني لعرض مشكلته وهو يذرف دموعا ساخنة مما دفعني أن اكتب في عمودي أناشد أصحاب الضمائر الحية بمد يد العون للطفلة ناهدة ولم تمض ساعات على نشر المناشدة حتى اتصلت بي سيدة فاضلة من أهالي بغداد تعرض مساعدتها للطفلة وتحملها نفقات العمليات الجراحية حبا لله وبالفعل اتصلت بوالد الطفلة ودبرت لقاءا في غرفتي بالمشرق بين فاعلة الخير وهمام ريسان وسلمتني السيدة الفاضلة التي طلبت مني عدم الإفصاح عن اسمها "7" ملايين دينار بحضور والد ناهدة وقمت بدوري بتسليمها له ونحن عاجزون عن شكر فاعلة الخير جزاها الله ألف خير وعوضها بالجنة وشفى زوجها من مرضه وله تمام العافية والعمر المديد ولفاعلة الخير كل الشكر والامتنان.
هذه السيدة الفاضلة التي وهبت والد الطفلة ناهدة سبعة ملايين دينار خلال خمسة دقائق أكدت أن العراق ما زال بخير وان أهل الخير أقوى من الأشرار وان الكريم هو أشجع الشجعان وهي الماجدة العراقية الأصيلة أحبها الله ورزقها كل الخير والأمان والعمر المديد للعمل الصالح.
(2) حضرنا يوم 6 شباط افتتاح "متحف الزعيم عبدالكريم قاسم" في بيت تراثي عريق يقع على نهر دجلة وضم أجنحة مختلفة احتوت على مقتنيات الزعيم والهدايا التي قدمت له في زمانه من ضيوف العراق والشخصيات والمواطنين الذين أحبوه وان وزارة السياحة والآثار – دائرة التراث العامة مشكورة بشخص وزيرها الأستاذ عادل فهد شرشاب وكبار موظفيها الذين بذلوا قصارى جهودهم في تنظيم المعرض الرائع، كما بودي أن أثمن جهود الشابين إيهاب علي وعلي الصالحي اللذين كانت لهما بصمات واضحة في إنجاح المعرض واسهما في تقديم الصور النادرة للزعيم وشخصيات عصره وظهرت أيضا جهود الزميل هادي الطائي في جناحه بالمتحف حيث عرض للحضور صحفا نادرة ووثائق تاريخية وصورا لفترة حكم الزعيم.. مبادرة طيبة أن يقام متحف لزعيم عراقي مهما اختلفنا في تقييم قيادته للعراق فقد كان الرجل نزيها عفيف اليد واللسان وعمل قدر استطاعته لخدمة البلاد.
وكانت فرصة لي أن التقي مع الأخ عبدالله حامد قاسم والأستاذ مؤيد محمد صالح نجل شقيقة الزعيم وتبادلنا الحديث بالمناسبة وبصراحة كان لي منذ فترة تقييمي الخاص لبعض أفراد عائلة الزعيم وأقاربه ويتلخص أنهم جميعا رجالا ونساء في منتهى التواضع والكياسة والتهذيب كما كانت فرصة أن أكون وجها لوجه مع السيد احمد نجل المرحوم اللواء الركن احمد صالح العبدي رئيس أركان الجيش والحاكم العسكري في عهد الزعيم..
مقالات اخرى للكاتب