Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المقدس
الأربعاء, آذار 9, 2016
حسن متعب

الجزء الاول

يدرك الكثير ممن يتحدث في السياسة وفي علم الاجتماع في العراق حقيقة الازمة في البلاد ، ولكن بعضهم يتجنب الخوض فيها لاسباب تتعدى الخوف من النطق بها الى الخوف من القائمين عليها والتمسك بها كاداة لتجهيل الناس وتغييب عقولهم والتسلط عليهم ونهب ثرواتهم، ولكنها تبقى واضحة وضوح الشمس، وهي عموما ليست مشكلة العراقيين لوحدهم بل هي مشكلة العالم الاسلامي كله، وقبله كانت مشكلة العالم اجمع، الا ان العالم الحر اليوم ونتيجة لعظم مأساته ومعاناته السابقة منها، انتبه اليها وقام بثورته ضدها فانفتحت امامه افاق التطور والتقدم والحضارة التي تجاوزت الحدود الجغرافية لتصبح حضارة كونية متفاعلة مترابطة مفتوحة ثرة، تلك هي مشكلة سيطرة رجال الدين على شؤون ومفاصل الحياة السياسية ووالاقتصادية والادارية للمجتمع والتي ادت وتؤدي الى نشوء طبقتين اجتماعيتين لاثالث لهما وهي طبقة الاثرياء التي غالبا ما تتكون من غالبية رجال الدين والسياسيين الفاسدين والتجار المستغلين لضعف القوانين وفقدان العدالة ثم طبقة عموم ابناء المجتمع من الفقراء والمعدمين من عمال وفلاحين وصغار الموظفين، وتاريخ الغرب، الذي تجاوز تلك المشكلة بعد الثورة الفرنسية وقيام الجمهورية عام 1792 وما تلا ها من تغيرات سياسية واجتماعية في اوروبا، معروف للجميع ولا نريد الاستفاضة فيه بقدر مايهمنا اليوم هو تاريخنا وواقعنا نحن العرب والمسلمين المكتوين بنار رجال الدين ودجلهم واساليبهم الشيطانية في السيطرة على عقول الناس وسلبهم لثروات الناس وعقولهم، والغريب في الامر والمخالف لكل القوانين الطبيعية والتاريخية في نقل الحضارة والتاثر والتاثير ان العرب والمسلمين يسيرون بالاتجاه المعاكس تماما حتى لحركة تاريخهم وحضارتهم التي تمكنت ابان العهدين الاموي والعباسي من التفاعل مع الحضارات الاخرى ونقل العلوم والاختراعات والاكتشافات المهمة منها واليها، ولكنهم اليوم يقفون عاجزين عن التفاعل وركب موجة الحداثة والتطور والسبب واضح واكيد وهو ان التقدم والتطور يلقي برجال الدين جانبا، وينتهي تاثيرهم واثرهم على الادارة والسياسة، ولذلك فان الدور الرئيسي لرجال الدين العرب والمسلمين هو الاجتهاد بتجهيل الناس وايقافهم عن استخدام عقولهم وتقييد حركتهم ونشاطهم عبر اساليب شيطانية وفتاوى معدة في دهاليز الصهيونية والغرب عن الحلال والحرام ، ولكن رجال الدين العرب والمسلمون لم يقرأوا التاريخ جيدا ولم يفهموا حركته بشكل صحيح ولم يعرفوا ايضا الفارق الجوهري بينهم وبين القساوسة والكهنة المسيحيين واليهود مع انهم جميعا تشاركوا بصفات عديدة منها قمع التقدم وتعذيب واعدام واحراق العلماء والمفكرين بحجج الكفر والالحاد والزندقة ، والتحالف مع النبلاء والاقطاعيين واصحاب رؤوس الاموال والفاسدين والعصابات على امتصاص دماء االفقراء واستغلالهم، ولكنهم واقصد رجال الدين المسلمين اختلفوا مع غير المسلمين بشان واحد وهو ان القساوسة والكهنة رغم كل ماقاموا به، لم يجعلوا من انفسهم محط السخرية والتندر والاستخفاف عبر فتاوى شيطانية مثيرة للسخرية والسخط احيانا، وحين حصلت الثورة الفرنسية وماتلاها، لم يفقد هؤلاء احترامهم الكامل وبقي المجتمع المسيحي يدين لهم بالاحترام والتقدير واعطاهم المكانة التي تليق بهم وسمح لهم باداء الدور الديني والاجتماعي دون ميزات عن الاخرين، اما رجال الدين المسلمون فانهم سيواجهون مصيرا لايمكن تخيله حين يصحو المجتمع المسلم

ويستكمل شروط الوعي المتحضر وتنضج ثورته الفكرية التي كانت لها صولة واضحة في منتصف القرن الماضي ابان انتشار الافكار القومية والشيوعية التي وللاسف لم تتعامل مع المجتمع العربي والمسلم وفق فوارق مايزيد عن قرن من الزمن بين ثورة الغرب المسيحي ضد رجال الدين وبين انطلاقة النهضة الاسلامية والقومية العربية وسيطرة رجال الدين المسلمين على مفاصل الحياة، فنقل الشيوعيون فكرة الالحاد جاهزة كماهي دون تمحيص وتدقيق، ففي الوقت الذي كان فيه الغرب ومازال مستعدا للتعامل مع فكرة الالحاد بعد معاناة من تسلط رجال الدين ادت الى استعداد الناس للكفر بدينهم، كان العرب تحديدا ومازالوا تحت سطوة وتاثير رجال الدين ودجلهم، الذين اتخذوا قضية الالحاد ذريعة قوية لانهاء المد الشيوعي في العالم المسلم، ولذلك تجد اليوم مئات الالاف في مختلف بقاع العالم الحر من الذين لايؤمنون بدين ولايتحرجون من ذلك مادام النظام الاجتماعي يحفظ لكل فرد حريته الكاملة في العبادة..
ومع قوة وسطوة رجال الدين المسلمين فهناك مايمكن الاشارة اليه وبقوة وهو انخراط الالاف من الشباب المسلم المثقف والمتعلم في التنظيمات القومية الثورية والشيوعية في العراق ومصر وسوريا ولبنان واليمن والسودان والجزائر وغيرها، نتيجة وعيهم لحجم معانات شعبهم، واستبسالهم في الدفاع عن مبادئهم بل والتضحية من اجلها باعتبار ذلك تضحية من اجل الوطن والشعب وحريته في الاساس، والمفارقة المهمة التي تستوجب الانتباه هي ان الكثير من الشيوعيين امنوا بالشيوعية كوسيلة للتخلص من الظلم والاضطهاد ولتحقيق العدل والمساواة، ولم يتخلوا بشكل مطلق وكامل عن ايمانهم الديني ، فكثير من امواتهم نطقوا الشهادتين عند وفاتهم، وكلهم وعلى الاطلاق يجيبوك ب ( الحمد لله) حين تسال عن احوالهم، وكان الرجل شيوعي في حين ان زوجته تؤدي بعض طقوسها الدينية، فالدين امر مختلف تماما عن رجال الدين وممارساتهم البعيدة عن روحه وقيمه ، وكل الاديان وقيمها الروحية والانسانية انما تدعو اساسا الى العدل والمساواة والحرية، والثورات التي قام بها كل الانبياء والمرسلين انما كانت ثورات ضد الظلم والقهر والاستعباد، وبعد كل ماجرى عبر تاريخ الاديان المقروء منه والذي يمتد الى اكثر من الفي عام ثبت للجميع ان الانسان بلا دين هو انسان بلا هوية، فالدين هو الهوية الاولى والاقوى التي يتخذها الفرد في مواجهة تحديات الحياة قبل ان يمتلك هويات اخرى تحدد وضعه الاجتماعي، كأن يكون الفرد طبيبا او مهندسا او عاملا او فلاحا او سياسيا، فتلك هويات مضافة اخرى للهوية التي سيعود اليها في ظروف شتى واخرها الموت، وهي هويته الدينية، ولو لم تكن الهوية الدينية بهذه القوة لما طغت على الهوية الوطنية في بلدان اوروبا ابان الحروب والصراعات الطائفية انذاك، ولما طغت الان في العراق ولبنان وسوريا وليبيا واليمن وغيرها ، ولو لم تكن هذه الهوية هي الاقوى ايضا لما وجدت طبيبا جراحا يتعامل مع الجسد وتكوينه الخارق ومع العلوم باعلى صورها او اكاديميا (يفترض انه متنور) يأتمر بامر رجال دين بعضهم سفهاء مجرمون، امتلكوا قلوب الناس دون عقولهم وبنوا لانفسهم كيانا قائما على قوة عصاباتهم وميليشياتهم، وبعضهم شياطين امتلكوا ناصية البلاغة والحديث وحفظوا الكثير من القصص والايات والاحاديث وبرعوا في الدجل وفن المحاججة والجدال والتحريف ، فيتحول الطبيب والمهندس والاكاديمي اضافة الى بسطاء الناس الى ارهابيين وانتحاريين وميليشياويين، ولو كان الطبيب الانتحاري فكر لحظة بهويته كطبيب وان واجبه انقاذ الناس ومداواتهم وحفظ حياتهم لما انساق وراء اهواء البائسين الذين جعلوا الجنة تحت اقدامه وحور العين تحف به، أو اقتنع تماما ان قتل الاخرين من الطوائف الاخرى فيه الاجر والثواب ونصرة للطائفة والمذهب.
اذن فرجال الدين حرفوا الدين عن مساره الانساني وجعلوه رداء فرقة وسببا رئيسيا في الحروب والنزاعات العقائدية وجرائم الارهاب المدمرة، بدل ان يعززوه كرداء وحدة كما اراده وانزله الله تعالى، واصبحوا وسيلة من وسائل خلق الازمات الاجتماعية والسياسية والصراعات الطائفية وبذلك جعلوا من حوار الاديان المنشود امرا بعيد المنال ليحل محله صراع الاديان من جهة وصراع المذاهب والطوائف من جهة اخرى وادخلوا العالم الاسلامي في صراع عميق ومدمر داخلي وخارجي يستهدف الهوية الاساسية للانسان وهي دينه خدمة للمخططات الصهيونية والغربية ، ولو لم يكن الغرب مستفيدا من هذه الصراعات الان لكان قد عمل على اعتقال ومحاكمة الكثير من رجال الدين الذين افتوا بالحروب والارهاب والتفجيرات بتهم الابادة الجماعية او الارهاب او جرائم ضد الانسانية وهم يعملون في الهواء الطلق وعبر الفضائيات ويتنقلون من دولة الى اخرى بحرية ويعملون في مؤسسات دينية واجتماعية وسياسية معروفة، وبعضهم يتبجح علنا بقيادته لميليشيا معينة، ولكن الغرب لم يقدم على ذلك لان وجودهم الان يخدم اهدافه في تدمير الهوية الاسلامية ودفع المسلمين الى الكفر بدينهم كما فعل المسيحيون قبلا ، والغرب وعبر دوائره المختلفة على اطلاع تام بالمناهج الدراسية في الازهر بمصر التي تحث على التكفير والقتل والارهاب وعلى علم برجال الدين الوهابيين الذين انتشروا عبر الاموال السعودية في كل بقاع الارض وعاثوا فيها فسادا وارهابا، وكذلك على معرفة واتصال دائم مع امراء الحروب والميليشيات في افغانستان والعراق وايران وليبيا واليمن وغيرها ، ولعلنا لانأتي بجديد ان قلنا ان اميركا تحديدا هي التي صنعت القاعدة وتنظيماتها الارهابية الاخرى، فقد اتفق الغرب ورجال الدين المسلمين من كلا المذاهب وعبر اساليب ووسائل مختلفة،بارادتهم وبوعي منهم او دون ذلك، على هدف واحد وهو منع قيام الحريات بما تمثله من نشر للعدالة والمساواة وتحقيق التقدم والنمو والتحضر، فقيام مجتمع عربي مسلم حر متعلم يعني نهاية لمصالح الغرب وغاياته، وهكذا كانت حرب اميركا والصهيونية ضد العراق منذ العام 1980 من اجل ايقاف النمو والتقدم المتسارع فيه انذاك وتدميره لاحقا، وهكذا كانت اهداف ما سمي بالربيع العربي والفوضى الخلاقة، وهكذا هي اهداف مايحصل الان في سوريا واليمن وليبيا وتونس وغيرها والعراق قبلا.

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44549
Total : 101