سئلت في يوم من الأيام من قبل قناة الجزيرة ماذا يعني لك التاسع من نيسان ؟ فأجبت : أنه أول يوم أشعر فيه بالإنتماء الى وطن إسمه العراق وهو أول يوم أشعر بأني أنتم الى وطن محرر خالي من الغزاة الذين سيطروا على بلدنا أكثر من 35 عاما , وهو أول يوم بدأ الفكر الوطني ينمو في داخلي بعدما سيطر على نفسي فكر كاره لكل شيء اسمه العراق بسبب ممارسة البعث وصدام حسين الذين عاثوا بالعراق فسادا وبطشا وقتلا وتدميرا وإجراما وكل مالايخطر ببال الإجرام كان يحدث ويفعله حزب البعث بكل إعترافية ولو سئلت اليوم عن شعوري بهذا اليوم لأجبت بنفس الإجابابات السابقة
لكن هذا لايعني إني راض عن مماراسات ساسة العراق الجدد الذين عاثوا بالارض العراقية فسادا ودمارا وتفجيرا بسبب فشلهم في إدارة الدولة وهم يتحملون جزءا كبيرا من فقدان الفرحة التي ساهموا في ضياعها في هذا اليوم العظيم
لم يبق شيئا يمكن أن نفتخر به في عراق مابعد صدام حسين حتى أصبحنا نخشى الدفاع عن اراءنا السابقة بسبب الفشل الواضح الذي يمارسه "سياسيو الصدفة "
عن أي شيء نفتخر وماهو الملف الذي نتمسك به وندافع عنه بقوة هل ندافع عن الخدمات ؟ فهي لازالت تحت الصفر ! هل ندافع عن الكهرباء ؟ فهي لازالت تحت الصفر! هل ندافع عن إنتصار المذهب ؟ فلازال علماء المذهب ومراجعه يعانون معاناة كبيرة من سياسة الدولة ! هل ندافع عن الوضع الإجتماعي ؟ فهو يسير نحو الإنحطاط ! هل ندافع عن الحرية ؟ فهنالك الكثير من المنع يمارس على أبسط الحريات ؟ هل ندافع عن الصحافة ؟ فقبل إسبوع تم مهاجمة أربع صحف في يوم واحد ! هل ندافع عن إجتثاث البعث ؟ فهاهي الحكومة تعيد الكثير من البعثيين الى عمليات صنع القرار وتعطيهم إمتيازات عظيمة تفوق ماكان يعطيهم صدام ! إضافة الى التعامل الإنتقائي في هذا الملف فهنالك قيادات كبيرة من البعث تدير الدولة وهنالك بعثي بسيط محارب ومجتث ! هل ندافع عن المصداقية والصراحة ؟ فهاهم الساسة الجدد أصبحوا رموزا للكذب الواضح أمثال مهلة الــ 100 يوم وتصريحات وزير الكهرباء نموذجا ! هل ندافع عن النزاهة ؟ لودافعت عن النزاهة فأنك سوف تصبح مسخرة أمام مناظريك وهم محقون في ذلك لأن رائحة الفساد المالي والإداري أصبحت تزكم الأنوف ! هل ندافع عن حقوق السجناء والشهداء ؟ فلازال الكثير من المعاملات المحقة غير منجزة والى اليوم سجناء رفحاء لم يحصلوا على أي شيء يذكر سوى الوعود التي تشتد في الإنتخابات وتختفي بغيابها ! هل ندافع عن صناديق الإنتخابات ؟ فالتآمر بدى واضحا على تلك الصناديق وتمثل ذلك في أجتثاث الحبوبي من منصب محافظ كربلاء والذي حصل على أكثرها لكنه إجتث بطريقة التفافية على الدستور وعلى النظام الإنتخابي وكذلك الإلتفاف على القائمة العراقية التي فازت بأعلى الأصوات وبالتالي إنتهى بها المطاف الى التهميش والإلتفاف الدستوري عليها ! هل ندافع عن حرية التظاهر ؟ فأين الشهيد هادي المهدي ؟ ولماذا اعتقل الشباب في مظاهرات ساحة التحرير ؟! هل ندافع عن تطبيق الدستور ؟ فهاهو الدستور يخترق في أكثر من واقعة وقضية مشعان الجبوري واحدة من تلك الوقائع ! هل ندافع عن نظافة السجون وسلامة أوامر الإعتقال ؟ فهاهي الحكومة وعلى لسان نائب رئيس وزرائها يعترف بإن هنالك العديد من السجناء إعتقلوا عن طريق الخطأ وهنالك الكثير من تم تعذيبهم لإنتزاع الإعتراف تحت التعذيب ! هل ندافع عن المصالحة الوطنية ؟ فلم يتحقق من هذا الملف سوى التقاط الصور والملايين من الأموال التي هدرت بدون أية جدوى من هذه الأموال الطائلة ! هل نتحدث عن التعليم العالي ؟ فها هووزير التعليم لم يعمل شيء سوى مطالبته بفصل الأناث عن الذكور ولازالت جامعاتنا غير معترف بها بسبب مايشوبها من فساد وفشل ! هل نتحدث عن التربية ؟ فهاهي المدارس الطينية شاهد حي لايقبل الشك وكذلك الاساليب المتخلفة التي تمارس في عملية التربية ! هل ندافع عن الأخلاق السياسية ؟ فهاهم ساسة العراق يعطون درسا في المكر وإنحطاطية التعامل السياسي في مابينهم فأحدهم يعمل بالحكومة ويسرق وينهب الأموال بمافيه الكفاية ومن ثم يخرج علينا كمعارض لسياسة الحكومة ! هل ندافع عن الأمن ؟ فلازال العراق يخرج من بيته وكأنه ذاهب الى الموت لايعلم في أية لحظة يفقد حياته ! ودليلنا أكثر من عشرين سيارة تنفجر في يوم واحد!
وهنالك العديد من الملفات التي تسير من السيء الى الأسوأ
لهذه الأسباب أحمل ساسة العراق الجدد ضياع هذا اليوم العظيم وأحملهم سرقة الفرحة التي يفترض أن يفرح بها الشعب العراقي المظلوم في هذا اليوم .
مقالات اخرى للكاتب