أكثر الدول التي تنادي بحرية الشعوب ونشر الأنظمة الديمقراطية في بلدان العالم الثالث وأحترام حقوق الإنسان هي الدول ذاتها الأكثر إجراماً في العالم وهي التي تقتل وتدمر وتضطهد وتنشر الفساد والإجرام ما بين شعوب العالم الثالث وهي الأجرأ في إنتهاك حقوق الإنسان والداعم الأول لكل الدكتاتوريات في هذه المعمورة ، والأمثلة على هذه القضية بالمئات بل بالألاف ولا تاخذ منك وقتاً لكي تتحقق من الأمر ، فهذه الإزمة السورية المستمرة لأكثر من عامين والتي يدير كل ملفاتها القوى الكبرى بل هي في واقع الأمر حرب حقيقة ما بين هذه القوى ، وقد أشتركت فيها عدة ملفات منها المواقف الجريئة للحكومة السورية الداعمة للمقاومة وألإكتشافات النفطية الكبيرة التي ظهرت على الأراضي السورية بالإضافة للموقع الإستراتيجي التي تتمتع به سوريا ومن خلاله يمكن أن تمد أنابيب الغاز الخليجي والإسرائيلي الى أوربا لكي يتم بها ضرب الإقتصاد الروسي ، كل هذه الملفات جعلت القوى الكبرى تتجه بمخططاتها القذرة من أجل السيطرة على هذا البلد من خلال تغير حكومته بأخرى تنفذ مخططاتهم وتحافظ على مصالحهم بشكل عام ، أرادوا أن يبدأ التغير عن طريق ثورة شعبية ولكن لصعوبة التحرك الجماهيري في سوريا بسبب الكثير من العوامل خلقوا ربيعاً عربياً حتى تصل شرارة الثورة الى مدن الدولة السورية وبالفعل لقد أكل بعض المغفلين الطعم وخرجوا الى الشارع ، ولكن محدودية التحرك جعل الأمريكان والغرب يشجعوا المقاتلين من جميع بلدان العالم لكي يتوجهوا الى سوريا ويقوموا بالعمل الذي عجزت عليه القوى الكبرى وهو تدمير سوريا ومن ثم تغير النظام ، فكانت الحاجة لوعاظ السلاطين وألأعمدة التي تستند عليها الأنظمة الجائرة كعلماء السعودية والقرضاوي ومن لف لفهم من علماء السوء لكي يعملوا فتاوي تشحذ همم فاقدي العقول من الشباب المسلم ، وكان ما ترجوا هذه القوى وأصبح الرئيس بشار بين ليلة وضحاها كافراً يجب أن يقتل وأن يتم إنقاذ أهل السنة من ظلمه الجائر ، ففتحت جميع الدول التي تدعي حقوق الإنسان ودفاعها المستميت عن الحريات الشخصية بالإضافة الى سعيها في نشر الأنظمة الديمقراطية في العالم أبوابها لخروج القتلة والمجرمين من اراضيها لكي يلتحقوا بالثورة السورية بالإضافة الى أغلب الدول العربية والإسلامية سهلت إلتحاق المقاتلين من أجل تغير النظام السوري، ويتم تدريب هؤلاء المقاتلين وتسليحهم ونقلهم الى الأراضي السورية تحت إشراف هذه القوى ، وقد قام هؤلاء المقاتلون بأبشع الجرائم وأسوء ما عرفه التاريخ في تدمير الحضارة الإنسانية ، حتى أصبحت المدن السورية عبارة عن ركام تخرج منه رائحة الموت ، ولم يعرف التاريخ البشري ثورة يقوم بها مجرمون من دول مختلفة تقتل وتدمر وتنشر الفساد تحت الغطاء الديني والشرعية الدولية كالإزمة السورية ، وهذه الجرائم جميعها تتم تحت أنظار وأسماع ودعم وتأييد الدول المتقدمة ، وإعلام هذه الدول يعطي غطاءاً قانونياً لهذه الجرائم ويشرعنها ، وفي كثير من الأحيان لقذارة هذه الأعمال ولقسوتها يلصقها بالحكومة ويحاول تنصيل مجريمي القاعدة منها ولكن بسبب كثرت الأدلة التي ترافقها تصبح هذه الحركات مجرد مناورات غربية لكي تعطي صورة مغايرة للحقيقة لما يحدث في سوريا ، وقد أصدرت الدول المصدرة للمجرمين بتوقيف أي مجرم يعود من سوريا الى أراضيها وبعضها هددت بسحب الجنسية منهم كأستراليا لأنهم مجرمين وقتلة لا يمكن أن يدخلوا أراضيهم وهم الذين يدربونهم ويسلحونهم وينقلونهم ويغذونهم بجميع المعلومات التي تسهل القتل والتدمير في سوريا ، وفي نفس الوقت ترفض أن يعود هذا المقاتل الى أراضيها كمواطن يرضخ لجميع قوانينها بل تفتح له السجون لأنه غير مرغوباً فيه لأنه إرهابياً وقاتلاً ومجرماً ، وقبل أيام كان ثورياً وبطلاً وشريفاً يريد تحقيق العدالة المزعومة وتقدم له جميع التسهيلات من أجل تحقيق مهمته ، علماً كل هذا الإجرام في سوريا أو في العالم لم يحدث إلا بتعاون جميع المجرمين كألدول الغربية والحكومات العربية وخصوصاً السعودية وقطر بالإضافة الى تركيا ، فهؤلاء جميعهم مجرمون يجب أن يحاكموا كمجرمي حرب لأنهم أنتهكوا حقوق الإنسان وقاموا بجرائم إبادة ودمروا الحضارة الإنسانية وخدعوا البشرية وخصوصاً شعوبهم وسوقوا لهم معلومات تخالف الحقيقة ، حتى ثبت للعالم بشكل واضح لا يحتاج الى تحقيق لكثرت الحقائق والأدلة على أن أكثر الدول التي تنتهك حقوق الإنسان في العالم هي القوى الكبرى وتدعم كل حكومة تقوم بهذا الفعل أما بصورة مباشرة أو غير مباشرة .
مقالات اخرى للكاتب