كتب: صحيفة DW الالمانية
ترجمة وتحرير العراق تايمز
عندما قام الجنود الامريكيين والعراقيين بالاطاحة بتمثال صدام حسين في بغداد قبل عشر سنوات، لا احد حينها استطاع ان يتصور كم ستدوم الحرب أو الى اين ستؤدي عواقبها.
بعد عشر سنوات من سقوط الدكتاتور العراقي صدام حسين والوضع في العراق أصبح كما رسم له الذين اتفقوا على غزو هذا البلد في عام 2003، حيث ضعف المؤسسات، والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان، بالاضافة الى تعزيز تنظيم القاعدة الإرهابي .. انها السمة التي تطبع بلاد الرافدين اليوم.
الانتقاد يوجه بالاساس للجكومة الأمريكية، على الرغم من التصريحات المثيرة للجدل الذي أدلى بها وزير الخارجية الامريكي جون كيري خلال زيارته الاخيرة للعراق حيث قال " الآن وللمرة الاولى في حياة العراقيين يمكنهم التعبير عن آرائهم بحرية وباستطاعتهم انشاء تنظيمات سياسية بكل حرية ".
وأضاف: "لا يجب الانكار انه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به."
"ايرين ايفيرس" الناشطة الاميريكية بمنظمة "هيومن ووتشرايتس" أعطت مثالا سيئا على سياسة حقوق الإنسان في العراق، حيث اعتبرت ان المعاملة المهينة للسجناء العراقيين في سجن أبو غريب هو مجرد مثال واحد على ذلك. وقالت في تصريح لـDW" "ان الوضع لم يتحسن ابدا في عهد إدارة باراك أوباما" مضيفة "في سنة 2009 قرر أوباما عدم محاسبة المسؤولين عن سجن أبو غريب أومساءلتهم عن جرائمهم، وذلك كان خطأ كبيرا جدا".
وفيما يتعلق بالأوضاع الامنية في العراق فهي ضعيفة ومتدهورة للغاية،ووفقا للاتفاق بين الحكومتين العراقية والامريكية، نهاية عام 2013 فقد نص على ابقاء حوالي 5100 عسكريا امريكيا في العراق، بما في ذلك الموظفين الدبلوماسيين والعاملين في الشركات الأمنية الخاصة وإدارتها.
الا انه لم يبقى هناك أي جندي أمريكي في اطار مهمة عسكرية منذ نهاية عام 2011 بسبب فشل الاتفاق حول ابقائهم هناك.
وقال "بيتر فيفر"،من جامعة ديوك، في محادثة مع DW أن "رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، كان على استعداد لمنح الحصانة للقوات الامريكية، ولكن الادارة الامريكية أصرت على أن يصدر هذا القرار من طرف البرلمان".
وهكذا يمكن القول بأن المالكي لم يستطع ضمان ذلك، لهذا فشلت المفاوضات.
وعلى صعيد آخر لاتزال الهجمات الإرهابية تتوالى في العراق وتتسبب في سقوط العشرات من الضحايا من المدنيين يوميا، والوضع الحالي متوتر جدا يشمل بشكل خاص من 18 الى 20 محافظة في وقت يتزامن مع اقتراب الانتخابات في 20 أبريل.
الاطاحة بصدام حسين لم يحسن شيئا من حالة الشعب العراقي، وتقول إيفرز ايرين. "الكثير من الناس يعتقدون أن يعيش في ظل نظام صدام حسين كان فظيعا، ولكن على الأقل كان العدو حينها واحدا، وإذا لم يحصل حينها الشعب على المشاركة في العملية السياسية، يمكنه أن يعيش حياة طبيعية إلى حد ما".
مضيفة " الآن، العكس تماما، الكثير من العراقيين يعتقدون أن الخطر الأكبر هو أقل بكثير ما يمكن التنبؤ به مستقبلا، وهذا ما يؤثر على جميع مجالات الحياة".
وقال جيم فيليبس،التابع لمؤسسة المحافظة على التراث، لـ DW "إن لم تكن الولايات المتحدة الامريكية غزت العراق قبل عقد من الزمن، فإن صدام حسين حتما سيكون باق في السلطة، وسيكون من المرجح جدا أنه سيتسبب في حرب أخرى التي سينتج عنها قتل المزيد من العراقيين.
وخلصت دراسة قام بها معهد PEW الى نتائج تظهر أن 44 في المئة من الامريكيين يعتقدون ان حرب العراق كانت خطأ، في حين أن 41 في المئة يعتقدون أن القرار كان صائبا. ومن جانب آخر، فان 46 في المئة يعتقدون أن الولايات المتحدة الامريكية حققت أهدافها على نطاق واسع في حين ان 43 في المئة، يعتقدون أنها فشلت.
يقول جيم فيليبس"لا يجب ان ننسى ان الأميركيون دفعوا الثمن باهظا لغزو العراق، اذا ان تكاليف الحرب لم تكن سهلة، ووفقا لدراسة حديثة أجرتها جامعة براون، فان التكاليف تجاوزت 2200 مليون دولار. "ناهيك عن الضرر الذي لحق بصورة الولايات المتحدة في العالم العربي واهتزت علاقته مع حلفاءه في أوروبا. "
الولايات المتحدة الامريكية أصبحت أكثر حذرا بشأن التدخل العسكري، حيث يمكن أن نرى بوضوح موقفه المتحفظ للغاية عندما يتعلق الأمر بسوريا.
ومع ذلك، بيتر فيفر الخبير في العلوم السياسية يشير إلى أنه ليس من الممكن بعد إجراء تقييم نهائي لحرب العراق، والتي تعتمد على كيف ستتطور الامور في البلاد. لكن جيم فيليبس نفسه يرد بملاحظة تقول: " تحقيق السلام أصحب بكثير من كسب الحرب."
المصدر:
http://www.dw.de/las-largas-sombras-de-la-guerra-de-irak/a-16727717