للأم منزلة خاصة في الاديان السماوية والقوانين الوضعية جميعا كيف لا وهي من وضعت الجنة تحت اقدامها ، الام هي الاسرة هي المجتمع هي المحبة والعطاء والايثار هي اللبنة الاولى في بناء المجتمعات والحضارة العالمية فالمهمات التي وضعت على عاتقها مهمات ثقيلة وكبيرة تحملت المسؤولية في تربية الابناء والحفاظ على كيان الاسرة كما وجاء الدور الاكبر في تحمل الاعباء من خلال ممارسة دورها الاجتماعي في اعداد أسرتها واولادها اعداد صحيح وسليم وفق ادوارانسانية ومشاركة الاب في حل المشاكل المتوقعة بغية تخفيف حدتها ومخاطرها .
كما وللأم دور بارز في مجال التعليم بعدها المربية الاولى للأبناء والمعلمة التي تضع اولى خطوات الابن على طريق النجاح في مسرح الحياة ، فهي من تحب وتفزع وتهتم بميولهم واذواقهم الذاتية والعامة.
كل ما في هذا الكون من موجودات ونظريات قابلة للتغيير سلبا او ايجابا الا مكانة الام العظيمة ستظل كما هي من المستحيل ان يشوبها الشك لأن الام هي صاحبة المهمات النبيلة والأمينة على بيتها ومنبع الابداع لإنشاء جيل صالح فعال وحيوي في مختلف نواحي الحياة.
فهي من تحدت نفسها وواقعها وطورت من ثقافتها وحملت شهادة جامعية فكانت الطبيبة و المهندسة و الاستاذة الجامعية من اجل ابراز الدور النسوي في كل مجالات العمل الادبي والعلمي لاسيما ودورها في منظمات المجتمع المدني والعمل في التنمية الاجتماعية ومطالبتها المستمرة من اجل الحصول على دعم و تشجيع الحكومة لممارسة دورها وحصولها على فرص عمل لتكريس جهودها في بناء الوطن والمواطنة . الام هي الارتباط الروحي للأبناء في الارض وهي الماء والهواء فكلما كبرت الام كبر معها حبنا وازدادت بها قوتنا واتسعت بها فرحتنا ليس ذلك فحسب بل هي الحصن المنيع والسلاح المحافظ على البناء الحياتي مدى الايام في مواجهة تحديات العصر وما يخلفه من ازمة وتوتر وقلــــق تؤدي الى تفكك الاسرة والمجتمع لذا كـــــــــان يوم 21/3 هو اليوم الفريد المميز اليوم الذي كرمت فيه الام فكان عيدها العالمي فما كان علينا الا ان نقدم الهدايا عرفانا لها بالجميل .
كم انت رائعة ايتها الام اي كلمات شكر واي وصف يختصرك انت الا فرحة في جرح تغور في اعماق الروح لزرع نبتة السعادة في قلوبنا ومركب نجاة في لحظات الحزن والالم . ولكن هذه القوة الروحية التي غيرت مجرى الحياة والتأريخ لابد لها وان تمر بمراحل العمر لتصل الى سن الشيخوخة لنجد ان نظرة الابناء قد تغيرت في عصرنا هذا عصر اللا رحمة حيث رأينا التهميش والحرمان وعدم الاعتناء بها فأصبحت العلاقة بينها وبين ابنائها علاقة تخــلو من الإنسانية والرحمة.
غير مبالين ناسين انها هي الدعوات الصادقة في وجودهم ومن خلال هذا الوضع القائم نجد الاكتئاب من القادم يلازم الام في كبرها فالمرض والضعف والهوان والهزال سيجبرها بالتخلي عن عرشها الجميل في بناء الاسرة وترابطها فنجدها اخيرا مرمية في دار العجزة منسية لتبدأ رحلة جديدة رحلة الوحدة والمرض والخوف وتلك الهواجس المربكة والقلقة التي سترافقها في حياتها الجديدة بعد ان تركها الكل في لحظة ضـــــعف وعدم تحملها عكس ما تحملت على وهن تسعة اشهر وعمر كامل تعطيهم من دمها وصحتها ليكبروا لتمنحهم الامل والحب.
تلك هي عظمتها يجب عليكم تقبيل يديها فالحياة من دونها مقبرة في عيونكم فأين انتم لا يحق لكم فعل ذلك عليكم بالتوبة من اقتراف الذنوب كيف تتجردون من عواطفكم بهذه البساطة تجاه من هي رحمة الله على ارضه ووتد الامان لهذا الكون .
نعود لنحمل المنظمات النسوية ووسائل الاعلام مسؤولية كبيرة في اخـــــــراج الام من مأزقها بأدارة مشتـــــركة متعاونة فعالـــــــة في توعية الابناء والمــــــــــساعدة في تغير سلوكياتهم لبــــــــناء علاقة حيوية مع بعضهم البعض مع وضع هوية مخــــــــــتلفة لصورة الام تليق بها.
ونعيد صياغة ملامح جديدة لمجتمع يمنح الام هيبتها وكرامتها لتكــــون قدوة في بناء مجتمع مترابط تميزه الاخـــــلاق العالية في احترام الذات الانسانية .
مقالات اخرى للكاتب