اجراءات ضرورية لانقاذ الكرد الفيليين من التلاشي:
1. مخاطبة الامم المتحدة لاعتبار اللهجة الفيلية من اللهجات المهددة بالانقراض والسعي الى الحصول على الدعم المادي والمعنوي للتاسيس لمشروع اعادة احياء هذه اللهجة والحضارة الفيلية.
2. العمل على تأسيس التجمع العالمي للكرد الفيليين لجمع الفيليين واحصاء اعدادهم وكفاءاتهم وبياناتهم في كل انحاء العالم من اجل بلورة مركز قوة لهذه الشريحة تقوم على السعي لتحقيق مصالحهم والمطالبة بحقوقهم داخل وخارج العراق وتمثيلهم في اية انتخابات برلمانية قادمة.
3. اعادة الجنسية العراقية الى من صودرت منهم بغير حق في زمن النظام السابق وذلك من خلال اصدار قانون يقره مجلس النواب باعادة الجنسية بشكل آلي وليس اشتراط تقديم طلب من قبل الكردي الفيلي وانما يتم الاعلان رسميا عن اعادة الجنسية والمباشرة باصدار هويات الاحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية دون وضع اية تاشيرات خاصة او وضعهم ضمن قسم التبعيات كما هو الحال عليه ليومنا هذا.
4. الضغط على حكومة اقليم كردستان باعتبارها الراعي الاساسي للكرد الفيليين حاليا لتاسيس مدارس فيلية تدرس فيها اللهجة الفيلية الى جانب السورانية والعربية اضافة الى مطالبة الحكومة المركزية لاعتبار الكرد الفيليون جزءاً لا يتجزء من كردستان العراق والكف عن نعتهم بالاصول الفارسية.
5. نشر الوعي العام لدى الفيليين بان الانتماء المذهبي لا يتعارض مع الانتماء القومي وانه ليس من العيب ان تكون كرديا وشيعيا في الوقت ذاته, فان تكون شيعيا لا يحتم عليك سلخ جلدك وادعاء العروبة والعكس ان تكون كرديا لا يفرض عليك ان تكون سنياً بل ان اقليم كردستان يحتضن الفيليين بشكل كبير حالياً وان تأخر الاخوة في التحالف الكردستاني كثيرا وأضاعوا الكثير من الفرص الكبيرة التي لو استغلت في بداياتها لكان للفيليين شأن اخر غير الذي هم عليه الان ولكن سوء الحسابات وانشغالهم بتقسيم الحصص وتجاهلهم للوجود الفيلي وما قد يشكلوه من ثقل في الاصوات ادى الى تشتيت الاصوات وضياع للكثير من الحقوق.
6. الطلب من الاحزاب السياسية التوقف عن تشتيت الصف الفيلي من خلال تأسيس واجهات واحزاب ومنظمات تحمل الاسم الفيلي في حين انها لا تمثل سوى فروعا لتلك الاحزاب من اجل النيل ببعض المغانم السياسية من شريحة الكرد الفيلين ومصادرة اصواتهم والصعود على اظهرهم.
7. الاهم من كل ما ذكرنا هو ما سيقوم به الكردي الفيلي, علينا ان نباشر فورا بتعليم ابنائنا لهجتنا الجميلة التي عمرها اكثر من 6 الاف سنة, واقول لمن لايجيد الفيلية, ان تتكلم بنسبة 30% خير لك من ان لا تتكلم, نعم استخدم الكلمات العربية عندما لا تعرف معنى كلمة او عبارة بالفيلية ولكن لا تنسى ولا تستحي ولا تتقاعس من ان تسأل من هو اكبر منك سناً او من يجيد اللهجة لكي تتعلم منه. دعونا نستفيد من كبار السن فهم اعمدة اللهجة الفيلية فلنستغل معرفتهم باللهجة ونتخذ منهم معلمين لنا ولابنائنا, فلنستمع الى كبارنا والى قصصهم الجميلة وبطولاتهم, فهي تحي الذاكرة وتقوي اللغة لدينا, فاية لغة في العالم ان لم تتحدث بها ستنساها بعد حين, ولا تقول انك تعلم ابنائك لهجة النبي الاكرم عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام ولا تقول ان تتحدث بلهجة أئمة اهل البيت عليهم السلام وتكتفي بذلك, ف40 مليون فارسي شيعي في ايران لا يتحدثون العربية و20 مليون باكستاني شيعي لا يتحدثون العربية وكذلك بضعة ملايين من الافغان وعشرين مليون شيعي علوي في تركيا واذربيجان ودول اخرى لا يتكلمون العربية فلماذا انت بالتحديد ايها الفيلي الشيعي تتنكر لقوميتك ولهجتك الاقدم في التاريخ, اين موطن الخلل؟ لنسأل انفسنا لماذا لا نتحدث مع ابنائنا بلهجتنا التي دفعنا ضريبة غالية جدا من انفسنا وارواحنا وممتلكاتنا وحياتنا من اجلها وحين دقت ساعة الحقيقية اخذنا نتهرب منها فاستعرب البعض واستفرس اخرون وتنكر الباقي.
أهمية الكرد الفيليين في المعادلة العراقية:
على الكرد الفيليين ان يعوا جيداً المثل المعروف "ما حك جلدك مثل ضفرك" وانه مهما قدموا من تضحيات جسام للمذهب وللاحزاب السياسية الان انه عندما يحين وقت تقسيم الحقوق يتنكر هؤلاء لكل هذه التضحيات ليستمر مسلسل هظم الحقوق والظلم لهم, وعليه فان منح الاصوات في اية انتخابات قادمة لغير الكرد الفيليين يعتبر خيانة للقضية الفيلية على الاقل من وجهة نظر الكاتب ومساهمة مباشرة في استمرار هذه الكارثة الانسانية.
أن اهم عقبة تواجه الكرد الفيليين هي عقدة العقيدة والمذهب. ان حب وولاء الفيليين لاهل البيت ولّد لهم شعورا أنيا بالانتماء للعرب والعروبة وجعلهم في لا وعيهم يشعرون بنوع من النفور من الذات الكردية والانتماء القومي غير ان الحديث النبوي الشريف والذي يقول" ليس من العصبية أن تحب قومك ولكن من العصبية أن تجعل شرار قومك خيرا من خيار غيرهم" يبين ان لا تعارض بين الدين والقومية فالدين لله والوطن للجميع وقد مرت المجتمعات الانسانية على مر العصور بتحولات كبيرة في عقائدهم دون ان يمس ذلك انتماءاتهم القومية, فالعرب تحولوا من عبادة الاوثان الى الاسلام والتوحيد دون ان يغير ذلك من انتماءاتهم العشائرية والقومية, واوربا كانت غارقة في الالحاد وعبادة الاوثان حتى ظهرت المسيحية فلم يتغير الالماني عندما عدل الى المسيحية ولا الفرنسي او البريطاني وحالة التذبذب بين القومية والمذهب والنفور من القومية لصالح المذهب نجده لدى الفيليين بشكل خاص للاسباب التي ذكرناها وعليه فان الانتماء العرقي والقومي لا يمكن باي حال من الاحوال ان يتغير مهما غير المرء مذهبه ودينه وحتى لو قرر المرء ان يسلخ جلده مختاراً فحين يسأل عن اصله وعشيرته وانتمائه عندها يواجه ازمة حقيقة فهو اما ان يكذب ويدعي زورا انه من احدى العشائر العربية او يقول الحقيقة ويعلن انتمائه القومي وعندها سيشعر بحرج كبير وسيواجه اسئلة غير معلنة تتمثل في لماذا التنكر لانتمائك؟ وما العيب في ان يكون المرء عربيا او كرديا او فارسيا او صينيا؟ طالما ان الله تعالى هو الخالق وهو يقول يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات13).
اني ادعوا الفيليين في هذا المنعطف الخطير من تاريخ العراق ان يقفوا وقفة تأمل مصيرية ويقرروا انتمائهم اما ان يسلخوا جلودهم ويدعوا العروبة ولا اظن ان هذا سينهي مأساتهم او ان يقفوا وقفة الابطال كاجدادهم الذين حكموا المنطقة لالاف السنين واقاموا مملكة ميديا حيث اصل لهجتهم الفيلية ويواجهوا انفسهم والعالم ويصرخوا باعلى اصواتهم اننا فيليون من اعرق اقوام الشرق الاوسط ومواطن ابائنا واجدادنا هنا في العراق وايران ومن يشكك في نسبتنا الى الفرس او العرب فليبحث عن نسبه اولا, فلنا عشائرنا ولنا مدننا ولنا امتداداتنا التاريخية والجغرافية ولنا ملاحمنا وبطولاتنا وثقافتنا, اننا نفتخر اننا لم نساهم في تدمير العراق ولم نصعد على ظهر دبابة لا امريكية ولا ايرانية ولم ندخل في صراع المحاصصات على حساب دماء ابنائنا وشعبنا العراقي وليست لدينا ميليشيات ترعب الناس ولم نسرق من قوت الشعب العراقي ولسنا عملاء لاية دولة وعليه لن نسمح لاي احد بان يستغل شعبنا ويسيس حبنا لاهل البيت لاغراضه الدنيئة, نحن نحترم كل الاديان والمذاهب ولا عقدة لدينا لا مع العرب ولا مع السنة ولا مع اية قومية او دين اخر فكلهم اخواننا تعايشنا معهم لالاف السنين وسنعيش على ارضنا لالاف اخرى اذا شاء الله.
مقالات اخرى للكاتب