اكدت الاحصائية الاخيرة ارتفاع نسبة العنوسة بالعراق بشكل ملفت للانتباه وقد يعزى السبب الى عزوف الشباب عن الزواج لعدم وجود امكانية مادية والى زيادة اعداد النساء بالمقارنة مع الرجال بسبب الحروب لكن لو تمعنا جيدا سوف نجد ان هناك شيئا غريبا يحدث في العلن ودون ان ينتبه احد لمخاطره قد يكون السبب في ارتفاع هذه الظاهرة فمن خلال استبياني لأراء بعض الشباب توصلت الى قناعة تامة بأن المشكلة هذه تخضع للعرض والطلب من قبل الفتاة نفسها0 فالشاب فيما مضى كان يتمنى ان يتكلم مع خطيبته وأن يكن له حرية تامة بذلك او أن يمسك يدها ويعتبرها كالحلم بالنسبة له وينتظر يوم الزفاف بفارغ الصبر من اجل ان يجلس حواء على عرش قلبه والى الابد وليكونا معا حياة عائلية سعيدة و مستقرة أما الان فمع انتشار الاختراع الخطير الذي يسمى النت والفيس والاميلات واقتناء احدث الموبايلات اصبح من السهل على الشاب التعرف على فتاة او اكثر متى ماشاء فحواء موجودة في كل هذه الاختراعات وبأي وقت يحتاجها يجدها بانتظاره ويستطيع التكلم معها طوال اليوم مع بعض الخدمات التي تمنحها بعض شركات الهاتف المحمول وبأسعار زهيدة من اجل الدعاية والتنافس مع الشركات الأخرى ويستطيع الشاب عن طريقها التكلم مع حواء بالحب والغرام حتى مطلع الفجر لذا فما حاجة الشاب الى الزواج وحواء موجودة بيسر وفي كل الأوقات 0 والسبب الأخر الذي ادى لازدياد هذه الظاهرة هو انتشار ظاهرة الزواج العرفي وبشكل مقلق في مجتمعنا فأنت تستطيع التحكم بمدة الزواج الذي قد يكون اسبوع او شهرا او ليوم واحد حسب الطلب وكأننا في سوق لبيع الجواري لذا اصبح الارتباط والزواج وتكوين الأسرة ليست من اولويات الشاب لأنه لم يعد هدفا له او هما يشغل تفكيره 0 ثم ان هناك الكثير من الشباب الذي امسى هدفه الوحيد الآن هو السفر الى الخارج والزواج من اجنبية من اجل الحصول على الجنسية والعيش في الغربة بعيدا عن الوطن فحلم الوصول الى اوربا والعيش هناك والانخراط بمجتمع تختلف تقاليده وعادته عن تقاليدنا امسى مطمح كل شاب وكنتيجة لذلك فنحن امام مشكلة خطيرة جدا قد تكون بسيطة عند الغير لكنها توشك ان تكون كارثة تهدد القيم والأخلاق في مجتمعنا الشرقي مشكلة يمكن ان تؤدي الى تفكك المجتمع الذي نعيش فيه برمته فمع التطور السريع في مجالات الحياة كافة نجد الخاسر الوحيد في كل هذا هي حواء فهي وحدها من تدفع ثمن هذا من عمرها وشبابها وأحلامها
مقالات اخرى للكاتب