Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
فيلسوف المعرة فى بغداد
الأحد, حزيران 9, 2013

 

 

 

 

 

 

العراق تايمز/ غالبا ما تبقى الانشطة والأحداث الثقافية  الهادفة مترسخة في الاذهان خصوصا اذا كانت تحمل رسائل النبل والتوعية والتثقيف، وعليه فان العراق تايمز رأت أنه من المهم استحضار حدث ثقافي عربي على درجة كبيرة من الأهمية، شهدت على تفاصيله العاصمة البريطانية لندن قبل ثلاث سنوات، وكان النشاط عبارة عن ندوة متميزة فى النادى العربى  بإدارة الإعلامية المغربية فاطمة الحسن حيث تحدثت فاطمة عن حياة المعرى باختصار، ثم تعريف بالضيف الباحث والمفكر العراقي الدكتور نبيل الحيدرى.

وقد تلا ذلك كلمة للأستاذ المفكر نبيل الحيدرى عن فيلسوف المعرة خلال فترة إقامته ببغداد وأثرها الكبير عليه، ثم كانت الأسئلة والمداخلات والملاحظات متميزة لحضور كثير من حيث النوعية والكمية ودام لأكثر من ساعتى حوار علمى بين الحضور والمحاضر.

وكان ملخص المحاضرة كالتالي:

كانت بغداد مدينة العلم ودار الخلافة وحاضرة الإسلام ومركز الحضارة وتلاقح الفكر وملتقى الأشراف والتجار والأدباء والمثقفين... إزدحم الناس على بغداد من كل أطراف الدنيا وسميت (دار السلام) حيث يقصدها الشعراء والأدباء والعلماء فى شتى الفنون والمعارف والآداب... كانت بغداد كعبة العلم والادب فيها ماء عذب وظل ظليل وعلم جم وأدب ثرى وكل ما تشتهيه الأنفس...

يصفها طه حسين (كانت بغداد كباريس اليوم فلا ترى فى العالم الإسلامى شابا أتم الدرس فى بلده إلا وهو يتحرق شوقا إلى الرحلة إلى بغداد ودراسة العلم فيها من أصفى موارده وأعذب مناهله …)

وكانت بغداد مقصد صيادي الثروات من المرتزقين بالشعر عند ابواب الخلفاء والامراء ولكن المعري كان عف النفس زاهدا لم يرتزق بشعره ، ولقد رد شعرا على من غمزه بمظنة السؤال قائلا:

أنبئكم أني على العهد سالم ... ووجهي لما يبتذل بسؤال

وأني تيممت العراق لغير ما ... تيممه غيلان عند بلال

أبو العلاء المعرى كان يحب بغداد كثيرا وقد دعاه البغداديون إليها ، بعد أن ظلمه أمير حلب حتى كتب (والله يحسن جزاء البغداديين فقد وصفونى بما لا أستحق وعرضوا عليّ أموالهم ودعونى إلى بلادهم)

وجد البغداديون المعرى غير جذل بالصفات ولا هش إلى معروف الأقوام

قصد المعرى بغداد سنة 398 هجرية منتصف الثلاثينات من عمره وأخذ سفينة للرحيل لكن ولاة السلطان أخذوا السفينة وصادروها مما اضطره إلى طريق آخر خطير وصعب حتى وصل بغداد قائلا :

وبالعراق رجال قربهم شرف هاجرت فى حبهم رهطى وأشياعى

على سنين تقضت عند غيرهم أسفت، لا بل على الأيام والساع

كما أرسل المعرى رسالة إلى خاله أبى القاسم جاء فيها (ورعاية الله شاملة لمن عرفته ببغداد فقد أفردونى بحسن المعاملة وأثنوا عليّ فى الغيبة وأكرمونى دون النظراء)

هو القائل :

لنا ببغداد من نهوى تحيته فإن تحملتها عنا فتحييتا

كذلك :

متى سألت بغداد عنى وأهلها فإنى عن آل العواصم سآل

إذا جن ليلى جن لبى وزائد خفوق فؤادى كلما خفق الآل

ان وجود المعري ببغداد كان سببا في الكثير من الاحداث والمنازلات الشعرية والادبية والمذهبية والفكرية في جو المدينة المحتقن اصلا بشتى المدارس والنزعات الادبية والعقائد الفكرية والتيارات المختلفة .

لقد صادف يوم وصوله موت الشريف الطاهر والد الشريفين الرضى والمرتضى، وحصلت قصص ووقائع منها إنشاد الأشعار فى المتوفى شاعرا بعد آخر، حتى قام أخيرا المعرى بقصيدته الرائعة ومطلعها :

أودى فليت الحادثات كفاف مال المسيف وعنبر المستاف

وما أن سمع الشريفان قصيدته التى هزت كيانيهما حتى نزلا إليه إجلالا سائلين : لعلك أبا العلاء المعرى ؟

قال نعم . فأكرماه وقدماه ورفعا مجلسه ثم استأثرا به .

مع ذلك كله كانت بغداد تمتحن الوافدين وهكذا كان الإمتحان صعبا مستصعبا فى المعرى لكنه نجح بتفوق وتميز نادرين كأعجوبة الدهر وفريد العصر .

 

عشق المعرى بغداد وماءها، قائلا :

 

شربنا ماء دجلة خير ماء وزرنا أشرف الشجر النخيلا

عرضت عليه كتب بغداد من مدينة العلم وبيت الحكمة وكثير من خزائنها فكان كما قال ابن الفضل (جعل المعرى لا يقرأ عليه كتاب إلا حفظ جميع ما يقرأ عليه) .

تحدث نبيل الحيدرى قصصا عديدة عن شدة ذكائه وفرط ذاكرته ، وحديث عن اللزوميات وسقط الزند ورسالة الغفران وغيرها وتم اختيار قصائد معينة ومناقشتها وحكمه الكثيرة التى صارت مضربا للأمثال وما تميز به عن غيره منها : فى سقط الزند

ولما رأيت الجهل فى الناس فاشيا تجاهلت حتى ظن أنى جاهل

فوا عجبا كم يدعى الفضل ناقص ووا أسفا كم يظهر النقص فاضل

إذا وصف الطائى بالبخل مادر وعبر قسا بالفهاهة باقل

وقال السهى للشمس أنت ضئيلة وقال الدجى للصبح لونك حائل

وطاولت الأرض السماء سفاهة وفاخرت الشهب الحصى والجنادل

فيا موت زر إن الحياة ذميمة ويا نفس جدى إن دهرك هازل

 

ثم ذكر قصصا أربعة فى الحوار والجدل بين المعرى والمرتضى منها قول المعرى :

 

يد بخمس مئين عسجد وديت ما بالها قطعت في ربع دينار

تناقض مالنا الا السكوت له وان نعوذ بمولانا من النار

يقصد ان اليد اذا قطعت كانت ديتها تعادل خمسمائة دينار عسجد هذه اليد نفسها تقطع اذا سرقت ربع دينار وهو يتساءل عن ذلك وتناقض مسكوت عنه يعوذ به من النار . وعندها ردّ عليه المرتضى :

 

عز الأمانة أغلاها، وأرخصها ذل الخيانة فافهم حكمة البارى

ولا يذكر عادة ابو العلاء في بغداد دون ان تذكر مصادمته الشهيرة مع الشريف المرتضى ، فهذا الاخير حين حاول الانتقاص من الشاعر المتنبي رد عليه ابو العلاء صاحب كتاب خاص فى المتنبى، منوها بمطلع لامية المتنبي الشهيرة :

 

لك يا منازل في القلوب منازل

وفطن الشريف المرتضى لبيت القصيد لأن هذا البيت ليس من أروع قصائده : ان المعري يرد على انتقاصه للمتنبي بقول المتنبي فى القصيدة نفسها :

واذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي باني كامل

 

وقصص أخرى أكثر ظرافة بين المعرى والمرتضى .

ثم ذكر الأستاذ نبيل الحيدرى المجالس الكثيرة المختلفة والمتنوعة فى بغداد ودور المعرى فيها فلم يترك شاردة ولا واردة دون ان يحاول معرفتها ، فجالس الادباء وحاور الفلاسفة واصحاب الملل والمذاهب ولم يكن يكتفي بالقراءة عنهم بل كان يذهب اليهم ويحاورهم ويناظرهم مباشرة  .

ثم الحديث عن محنته فى بغداد وتركه لبغداد فى عوامل خمسة شرحها المحاضر نبيل الحيدرى .

بقى المعرى عاشقا لبغداد متأسفا على تركها متمنيا الوفاة فيها، قائلا  :

يا لهف نفسى على أنى رجعت إلى هذى البلاد ولم أهلك ببغدادا

 

كذلك قال المعرى :

فبئس البديل الشام عنكم وأهله على أنهم قومى وبينهم ربعى

وعند خروجه من بغداد خرج معه الكثير من البغداديين لتوديعه فقال قصيدته في وداعها :

نبي من الغربان ليس على شرع يخبرنا ان الشعوب الى صدع

وبقي يذكر بغداد ويرى انها لا تقارن بغيرها من العواصم :

متى سالت بغداد عني واهلها فاني عن اهل العواصم سآل

 

ويحن الى ربوعها :

يا عارضًا راح تحدوه بوارقه ... للكرخ سلمت من غيث ونجيتا

لنا ببغداد من نهوى تحيته ... فإن تحملتها عنا فحييتا

يا ابن المحسن ما أنسيت مكرمة ... فاذكر مودتنا إن كنت أنسيتا

سقيًا لدجلة والدنيا مفرقة ... حتى يعود اجتماع النجم تشتيتًا

خيلاء المعرى اوقدها ضجيج عاصمة الدنيا وتزاحم الخلق والاهواء والمهارات  .

قال مفتخرا وهو فى بغداد :

 

اني وان كنت الاخير زمانه لات بما لم تستطعه الاوائل

ولعل هذا التفاخر والنزعة لاستعراض النفس والبراعات اللغوية التي لا تجارى هي من دفعت ابا العلاء الى بغداد لينازع ادبائها شرف البلاغة وينتزع منهم وهو الاعمى الاعتراف بقدراته التي تفوق قدرات المبصرين  .

ثم ما لبثت ان اطفاها العمر والعزلة في المعرة ، اذ لم يعرف عن المعري افتخارا بعد رحلته عن بغداد رغم غزارة ما انتجه فى معرة النعمان.

وما أن رجع إلى سوريا، حتى حبس نفسه إلى آخر حياته (رهين المحبسين) بل سماها أيضا السجون الثلاث.

واصبح شيئا من الهجاء في (اللزوميات) ، فهو بعد عودته للمعرة ولزومة بيته، الزم نفسه وشعره بشئ من التشاؤم على نفسه واعماله وصار يطرق مواضيع فلسفية لم يألفها ادب العرب كمثل تبشيره بالنبتانية :

 

فلا تأكلن ما اخرج الماء ظالما ولا تبغ قوتا من غريض الذبائح

ولا تفجعن الطير وهي غوافل بما وضعت فالظلم شر القبائح

ودع ضَرب النحل الذي بكرت له كواسب من ازهار نبت صحائح

 

وهناك مقولته المشهورة عندما وصف له الطبيب فروجا في مرضه فتحسسه وصاح :

استضعفوك فأكلوك ، هلا اكلوا شبل الاسد

وفي ذلك تصريح استعراضي من ابي العلاء فمن ذا الذي يريد اكل شبل الاسد حتى لو اصطاده او اصطاد الاسد نفسه! ثم ان الثيران تؤكل وهي ليست بالضعيفة جسديا!

ومضى ابو العلاء في شعره :

عللاني فان بيض الاماني فنيت والدهر ليس بفان

 

ويبلغ القمة في نظرته إلى الحياة :

 

غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شاد

وشبيه صوت النعي اذا قيس بصوت البشير في كل ناد

ابكت تلكم الحمامة ام غنت على فرع غصنها المياد

ان حزنا في ساعة الموت اضعاف سرور في ساعة الميلاد

ولعل في تباين نفسية ابي العلاء في مقاميه في عاصمة مثل بغداد حيث انفتاحه وزهوه وافتخاره وتفاؤله وبين عزلته في بلدة صغيرة مثل المعرة مادة خصبة لعلماء النفس ليتدارسوا تأثير البيئة على مزاج الانسان وعاداته اليومية بل وعلى معتقداته الدينية والفكرية خصوصا اذا كان ذا اعاقة جسدية كالعمى الذي ابتلي فيه ابو العلاء منذ صغره وشدة الإبتلاءات والمحن التى عاناها .

 

كما شرح نبيل الحيدرى بعض مراسلاته ثم قصة وفاته الغريبة تاركا ما يزيد على سبعين مصنفا.

وقد رثاه أكثر من ثمانين شاعرا آنذاك منهم القائل :

 

العلم بعد أبى العلاء مضيع والأرض خالية الجوانب بلقع

ما كنت أعلم وهو يودع فى الثرى أن الثرى فيها الكواكب تودع

لو فاضت المهجات يوم وفاته ما استكثرت فيه فكيف الأدمع

رفض الحياة ومات قبل مماته متطوعا بأبر ما يتطوع

قصدتك طلاب العلوم ولا أرى للعلم بابا بعد بابك يقرع

 

إنه البصير بين عميان تمايز عنهم بحكمة وفلسفة وبصيرة خرق الحجب فوصل إلى معدن معرفة (فيلسوف العرة) .

 

ثم فتحت الإعلامية المغربية فاطمة الحسن مديرة الندوة باب الحوار والمناقشة وكانت هنالك مداخلات وأسئلة كثيرة منها :

شكر عدد من الإعلاميين الحاضرين، المنتدى على هذا النشاط والندوة المتميزة وسأل بعضهم عن وفاة المعرى التى أجاب عنها نبيل الحيدرى.

ثم سأل عبد السلام أبو شخيوم الفلسطينى هل المعرى فيلسوف ؟ فشرح نبيل الحيدرى عن معنى الفلسفة وتعريفها ثم من كتب عن فلسفة المعرى مثل طه حسين وعبد الله العلايلى وأمين الخولى ويوحنا قمير فى كتاب مستقل عن المعرى كفيلسوف فى سلسلة فلاسفة العرب، كما كتب المستشرقون الإنكليزى رينولد نيكسون، وليم واط ، ديفيد ساموئيل ماركليوث ، أغناطيوس كراتشكوفسكى عميد المستشرقين الروس حول فلسفة المعرى فى رسالة الغفران،...

تحدثت الأستاذة الكاتبة بدور الدادة عن قصيدة الجواهرى فى المعرى وعن الدين والمعرى، فناقش نبيل الحيدرى قضية الدين والمعرى وعن مذهب المعرى وآرائه .

كما سألت الأستاذة لميس عبد الله عن رسائل المعرى إلى داعى الدعاة ، ورسائله مع الرومان فأجاب عنهما الحيدرى. وكان هنالك أسئلة أخرى كثيرة منها سؤال عن الفرق بين الشريفين الرضى والمرتضى، والفرق بين المعرى والمتنبى، وسؤال هل توجد تناقضات عند المعرى، وسؤال عن معانى أسماء كتبه : اللزوميات وسقط الزند ورسالة الغفران ورسالة الملائكة وفترات وفقرات وفصول وغايات والأيك والغصون، وتاج الحرة وعبث الوليد والصاهل والشاحج، وأسئلة أخرى عن علاقته مع إخوان الصفا ببغداد، وسؤال عن العراقيين الذين كتبوا عن المعرى، وعن علاقته بالمرأة وتحريمه للزواج، وتحريمه للحم ومشتقاته، وغيرها التى أجاب عنها نبيل الحيدرى جميعا بإسهاب وأدلة وأريحية مما جعل الندوة باتفاق الإدارة الإدارة وكثير من الأساتذة المشاركين من مختلف الدول العربية، تميزها متمنين أمثالها

اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.36226
Total : 100