قلناها ونقولها اليوم وغداً وبعد غد .. وحتى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا , لإنهاء محنة هذا الوطن ونكبة هذا الشعب المبتلى بحفنة من الخونة والجواسيس والعملاء , وبجيران حقد وسوء على رأسهم إيران الشر والحقد البغيض , وبأن هؤلاء الأوباش لم ولن يكونوا في يومٍ ما رجال دولة بحجم العراق وقادة شعب بحجم ومكانة شعب العراق العظيم , وعلى قدر تحمل المسؤولية التاريخة وما خلفه الآباء والأجداد لنا من مآثر ومناقب نفتخر ونتبهى ونزهوا بها بين الأمم , ومهما طالت فترة حكمهم وتسلطهم على رقابنا فإنهم لم ولن يجتازوا هذا الامتحان أبداً , رغم مرور عشر سنوات على تقلدهم مهام السلطة والهيمنة والتحكم بثروات وخيرات أغنى بلد على وجه الكون , وبالرغم من دعم وتأيد أمريكا وحليفها المستتر تحت شعارات براقة .. كوصفهم لهاه بالشيطان الأكبر .. أو كمحو إسرائيل من الوجود !؟. وطرق القدس الملتوي والمتعرجة التي لم تستطيع لحد الآن توصل أو تدل طلائع بني فارس إلى القدس من أجل تحريرها وفك أسرها من الصهاينة كما يتشدقون على مدى 34 سنة !؟, وبالرغم من الحمايات والشركات الأمنية التي يقدر عدد عناصرها بعشرات الآلاف , والتي يتقاضى كل عنصر قذر منها يومياً 1000 دولار كي يحمي نوري والشلة من حوله في المحمية الخضراء من القصاص العادل الذي سيطاله ويطالهم عاجلاً أم آجلاً , في حين يدفع العراقي المسكين الغلبان الهلكان أبن البصرة أو أبن الناصرية أو أبن الموصل أو أبن صلاح الدين أو أبن كربلاء العربية المقدسة (( 3 مليون دينار)) رشوة لعصابة طويريج كي يتم تعينه أو حصوله على أي وظيفة .. كخادم أو مستخدم في الجيش أو الشرطة أو حرس الحدود , لتتم تصفيته وقتله ومن ثم حرقه على أيادي نفس أفراد تلك العصابة التي تريد أن تستمر في الحكم تحت يافطة محاربة الإرهاب والطائفية والقتل على المذهب والهوية ... التي كان أخيرها الجريمة التي ذهب ضحيتها قبل أيام أبناء كربلاء المغدورين في منطقة النخيب بنفس الأسلوب الإجرامي وبنفس الطريقة الرخيصة المتبعة في العراق منذ بداية الاحتلال وحتى الآن , لإثارة الأحقاد والنعرات الطائفية بين العراقيين , ومن بين هؤلاء الضحايا في هذه الجريمة النكراء المغدور الذي دفع هذه الرشوة لهؤلاء المجرمين .. الذي استشهد قبل يستلم قرش واحد , وقبل أن يستطيع تسديد دينار واحد من مبلغ الــ( 3 مليون دينار ) الذي كان بذمته !؟, كونه استلفه أو استقرضه .. قرضة حسنة من الأقارب والجيران !؟
في الوقت نفسه نؤكد ونذكر بحقيقة لطالما قلناها ورددناها منذ مجيء نوري كامل لسدة الحكم وحتى الآن ؟ الحقبة التي مازال البعض وهم كثر للأسف .. خاصة من أهلنا المغفلين والمساكين في الوسط والجنوب الذين يظنون بأنه وصل لسدة الحكم عن طريق الدعاء له بالتوفيق والتبرك بالمرجعية وإحياء المشاعر الحسينية ولبس الخواتم ومحابس العقيق والياقوت والسليماني والمسابح الروحانية .. ومشتقاتها ؟؟؟ , لكن بالأحرى حضهم العاثر هو من جلب كل هؤلاء الصائعين وشذاذ الآفاق من شتى أصقاع ومواخير الفساد للتسيد والتسلط على رقاب هذا الشعب الكريم
من هنا .. نقول لهم بعد هذه التجربة المريرة : بأنكم واهمون جداً , وكذلك واهم من يعتقد بأن هذا الشخص بالذات المجهول التاريخ والهوية الوطنية .. قد وصل بالصدفة أو بالعافية كما يقول المثل لحكم العراق .. !؟, أو أنه شخص منتخب من الشعب ولديه صلاحيات مطلقة ويمتلك زمام الأمور والمبادرة أو القدرة على التحكم والبت في القرارات السياسية أو السيادية أو الوطنية المصيرية في مثل هكذا ظروف دولية وإقليمية غاية في التعقيد والحساسية .. بل وحتى لديه القدرته على التحكم بالطاقم والدائرة الضيقة المحيطة به
نوري المالكي بات حمل وعبء كبير وثقيل على كاهل العراق والعراقيين .. بل وكارثة حقيقية محدقة بالعراق والمنطقة برمتها , فكل ما جرى ويجري ويدور في العراق من خراب ودمار وهزات وأزمات مفتعلة سوى ما يدور في المنطقة الخضراء .. كملفات الفساد والإرهاب وتوجيه وتبادل الإتهمات فيما بينهم , التي تارةً يختلفون ويتعاركون بسببها , وتارةً أخرى يضطرون للتفهام والتصالح فيما بينهم كونهم أصبحوا على حافة الهاوية ومصير محتوم في قارب واحد مهدد بالغرق في أي لحظة , أو ما يدور من مماحكات وشد وجذب بين ما يسمى المركز؟ والإقليم , هذه وغيرها من الألاعيب والفذلكات كلها أصبحت مكشوفة ومفضوحة ومحط سخرية وتندر لدى جل العراقيين والعرب والعالم أجمع , في بلد مازال معروض للبيع في المزاد العلني في بورصة دولة ولاية الفقيه وتحالفاتها الشريرة العلنية .. مع روسيا والصين , أو السرية مع أمريكا وإسرائيل والأكراد , بل وحتى تركيا لتقاسم المصالح والنفوذ والهيمنة كل حسب طول حدوده مع العرق ؟, وكلٌ حسب تدخله وتداخلاته القومية والإثنية والطائفية والقومية لتصفيات حساباته وأجنداته التأريخية والثأرية للإنتقام من هذا الشعب بوسائل وطرق شيطانية وجهنمية لم يشهد لها العالم مثيل , ولم يتعرض لها أو لمثلها أي شعب على وجه الكون
بإختصار شديد نقول الآتي ... كوننا سئمنا من الخوض في التفاصيل المُملة من خلال قراءة المشهد العراقي الدموي على مدى أكثر من عقد , ومتابعة التقارير المحلية والدولية والإستماع للتصريحات والتشخيصات والتحليلات من هذه
الجهة أو تلك .. سوى أن المؤيدة منها .. لعملية عرس الواوية أو الناقمة والمتصدية لها بحزم
نرى أن ذهاب نوري المالكي إلى أربيل صاغراً مطأطأً رأسه ليُقَّبْل يد مسعود هذه المرة وليس كتفه كما حصل عام 2010 ... هذه الزيارة بحد ذاتها التي وصفوها المنافقون بالتاريخية ؟؟؟, أبداً ليس له علاقة لا من قريب .. ولا من بعيد لحقيقة ما يجري في العراق من سياسات التهميش والإقصاء والتدمير المنظم على المستوى الداخلي , كالتي تمارسها العصبات الإجرامية بحق المواطنين العزل , التي تسرح وتمرح بمباركة وتسليح نوري المالكي , وتتنقل وتخيف السيطرات الحقيقية بهويات وباجات أجهزت أمن ومخابرات الداخلية ... والتخاتلية أي التي تجيد لعبة الختيلة .. ولعبة التقيه , أو ما يجري من تدخل سافر وهجمة وهيمنة إقليمية أو عالمية شرسة في شؤون العراق ..
ذهاب نوري للتشاور مع القادة والشركاء الأكراد ليس لسواد عيون العراقيين أو من أجل حل وحلحلت الخلافات والمشاكل الداخلية العالقة بينهم , أو من أجل تداول ودراسة تلك الأزمات والمعضلات التي يعاني منها المواطن البسيط وعلى رأسها تحقيق أو تأمين أبسط الخدمات وعلى رأسها الأمنية من أجل حقن دماء العراقيين
نوري ذهب إلى مسعود برازاني هذه المرة لأسباب وأولويات عدة .. أولاً - من أجل كسب ود خصم عنيد لا يستهان به , ثانياً - رأب الصدع وترمييم العلاقات التي شابها التوتر في الأشهر الخوالي .. منذ هروب الهاشمي ومروراً بجلطة الطالباني ووصولاً لهروب العيساوي وارتكاب جريمة ومجزرة الحويجة الشهيدة , ثالثاً - وعلى رأس هذه الأولويات تحيده في الوقت الحاضر عن ما ينوي القيام به وبأوامر صارمة صدرت له من إيران لحل مشكلة المحافظات الستة المنتفضة بكل الطرق والوسائل بما فيها استخدام القوة ضدهم .. بالتزامن مع ما حققته إيران وحزب الله بدعم روسي وبأموال ودماء عراقية من تحقيق نصر وهمي في قرية (( القُصير )) , ظنناً منهم بأنهم مقبلون على تحقيق نصر ساحق في سورية الثائرة ضد التواجد والهيمنة الإيرانية
ولكي يستطيع نوري تحقيق هذه الأهداف , وتحقيق كل مايصبوا له ويطلبه منه أسياده يجب عليه تقديم كل أنواع التنازلات والعروض للسيد مسعود من أجل تحقيق أهم وأسمى هدف لهم في الوقت الراهن .. وهو قمع الإنتفاضة والثورة العراقية مهما كلف الثمن , وعلى رأسه هذه الأمور : حل المشاكل المالية العالقة , وكذلك مشاكل توقيع العقود مع الشركات العالمية حول استخراج وإنتاج وتصدير النفط في كردستان , ومد خطوط أنابيب نفط جديدة بين الأقليم وتركيا , ناهيك عن الأمور المتعلقة بما يسمى المناطق المتنازع عليها ؟؟؟, كل هذه وغيرها من التنازلات التي سيقدمها نوري لمسعود بما فيه حل مشكلة كركوك وترشيح رئيس جديد حسب مزاج وذوق ومصالح الأخوة الأعداء الكرد .. كلها أو قسم كبير منها سيتحقق بفترة وجيزة لغرض فض وإنهاء الإحتجاجات التي دخلت شهرها الخامس والتي سَخر لإنهائها أموال طائلة لشراء ذمم البعض من قادة الإنتفاضة , ولشق صفوف المتظاهرين , ناهيك عن استخدام كل أشكال وأساليب سياسة الترهيب والقتل والإغتيالات لمعظم قادة ورموز هذا الحراك الشعبي الوطني , ولم يُفلح لحد الآن برغم الدعم والدهاء الإيراني له
ختاماً نقول : إن كل ما جرى ويجري في العراق من مآسي خلال فترة حكم نوري المالكي المظلمة , وعلى مدى أكثر من سبع سنوات ... لو حصل واحد بالمليون منها في أي بلد في العالم .. بما فيها الدول والبلدان وشعوبها المتخلفة والمسحوقة في أدغال أفريقيا وجزر الواق واق , لأستقالة الحكومة بكاملها ولتم تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم التي ترتكب بحق شعب كامل للمحاكم الجنائية العليا , لينالوا جزائهم وقصاصهم العادل الذي تنص عليه كافة القوانين والأعراف والشرائع , لكن في العراق الوضع مختلف تماماً , فبالرغم من إرتكاب كل هذه الفظائع والجرائم والمجازر بحق الإنسانية , وبالرغم من كل هذه المغامرات والمقامرات والتجارب التي يديرها وينفذها بأوامر أسياده نوري المالكي , وبالرغم من الوضع المتفاقم والمتأزم والإستياء والتذمر الشعبي الواسع الذي ينذر بثورة شعبية عارمة ستطيح برؤوس وبعروش شيدت على جماجم العراقيين الأبرياء , وبالرغم من تشخيص القاتل والمجرم عبر صرخات الثكالى والأرامل والأيتام في عموم العراق وآخرها في كربلاء .. لكن مايسمى برئيس مجلس الوزراء والعملية السياسية وراعي دولة القانون ؟؟؟, مازال يصر ويؤكد ويتحدى مشاعر العراقيين والشرعية الدولية بمناسبة أو بدون مناسبة ... بأن العراق الجديد بخير وفي تطور وتقدم وازدهار مستمر لولا تدخل إمارة عربية تكاد لا ترى بالعين المجردة على سطح الكرة الأرضية .. أسمها (( دولة قطر ))؟؟؟. هذه الدولة هي سبب الخراب والدمار في كل العالم .. !؟, وخاصة في العراق وسوريا ولبنان والبحرين ؟؟؟ ,
م . جبار الياسري - كربلاء العربية
9 / 6 / 2013
مقالات اخرى للكاتب