قلت لعبير انني لا استبعد ان تكون هذه الحملة محض حرب تشنها شركات تعتزم طرح منتجاتها في السوق، فقد سبق لي ان تحققت من امر مشابه قبل فترة زمنية، واعتقد ان حروبا كثيرة تجري دون ان نشعر بتأثيرها ونتائجها، خاصة إن كانت تخص قضايا التغذية.
كانت عبير مرعوبة من معلومات تداولها اصدقاء لها على الفيس بوك عن منتج غذائي مستورد ينتشر في السوق العراقية وتدخله الى بيتها دائما وأطفالها يرغبون به لطعمه المميز. حاولت ان اقلل من اهمية الامر إلا انها قالت:
ـ انت تقول هذا ولكنك لا تملك ادلة حقيقية. انا قد امتنع عن تناول هذه الاغذية. ولكن هناك امر في غاية الاهمية وهو ان العراق بغياب الرقابة اصبح موطنا للأغذية الفاسدة، وسوقا للغش الغذائي، وعلى الدولة ان تتحرك فورا لمعالجة هذا الامر الخطير. انه لا يقل اهمية عن تفجير سيارة مفخخة وسط سوق بل هو اخطر من هذا بكثير. فآلاف الناس تستهلك يوميا اغذية غير صالحة للاستهلاك البشري.
قلت لها وأنا اطلب شايا:
ـ انا ارى ان قسما كبيرا من هذه المعلومات، التي يتم تداولها على المواقع الاجتماعية، هي غير صحيحة، وتندرج ضمن الحرب الالكترونية بين الشركات. والسبب اننا لا نمتلك الوسائل للتحقق من هذا الكلام، وإذا ما نظرنا الى الواقع فان فرق التفتيش تعمل دائما وتقوم بإتلاف الاغذية غير الصالحة للاستهلاك. واعتقد ان اغلب عمليات التلف تحدث لسوء التخزين وانقطاع التيار الكهربائي.
سألتني عبير ضاحكة:
ـ هل انت معهم ام معنا؟!
اجبتها:
ـ انا مع المنطق والعقل. هناك من يبث الرعب بين الناس وهناك ايضا صراعات كثيرة. اعتقد ان علينا ان نكون اكثر حصانة أمام تسريبات الانترنت، والاختلاقات الكثيرة. اعتقد ان مشاكلنا معروفة والمواطن العراقي يعرف كيف ينتقي طعامه وسط التحديات الخطيرة التي تواجهه. الكثيرون يحاولون بث الرعب بين اوساط الناس والغالبية العظمى تتقبل ما يشاع دون تدقيق او تفكير. انهم يستغلون ضعف الثقة بين المواطن وأجهزة الدولة.
قالت عبير:
ـ انا اصر على ان الدولة حماية المواطن من الغش الغذائي ومن فساد الشركات وألاّ تسمح بتواجد اغذية مسمومة في الاسواق. فصحّة المواطن من اساسيات عمل الدولة. لا يجوز ان نكون مكبا للأغذية الفاسدة.
قلت لها:
ـ انا معك في هذا، ولكن علينا ألاّ نغيّب العقل أمام المعلومة. لا يجوز ان نفقد قدرتنا على تمييز الحقيقة.
مقالات اخرى للكاتب