كتلٌ بشريةٌ مجرمةٌ سوداءٌ ، كقطع الليل المظلم تُسمّى داعش ، تحرّكها رياحٌ طائفية وسياسية نتنةٌ بغيضةٌ ، هذه الكتل الآسنة لم يكن وجودها صدفة على ساحة العراق السياسية بل ولدت مع ولادة حكومة المحاصصة وإشتراك السيئين والبعثيين في إدارة الدولة ، داعش هي ملتقى مآرب الأشرار ، ومهوى أصحاب الفتن والمفاسد السياسية ، وهي جزءٌ مهمٌ ولاعبٌ أساسيٌّ في معترك العملية السياسية في العراق ، حيث التنازع والتناحر على تقاسم المغانم ، وداعش لها حضورٌ قويٌّ وبارز وفاعل في هذا المشهد الذي تشابكت فيه النوايا واختلطت معه الأوراق فتصاعد دورُها بشكل خطيرٍ ..حيث تتنقلُ من ولاية الى ولاية حسب مفهومهم الأصطلاحي بهدوءٍ وسرعة لتزيد المشهد سخونةً وإرباكا لصالح طرفٍ سياسيٍّ على حساب طرفٍ آخر ، وهي بذلك تقدم خدمةً لبعض المتخاصمين ولعلي لاأجافي الحقيقة إذا قلت أن جميع الأطراف السياسية المتنازعة لهم منافعٌ سياسية في هذا الموقف المتأزّم وداعش تمنحهم جرعات حيوية ! وهي تخطو بوتيرة تصاعدية تتناسب والموقف السياسي والأمرُ لايكلّفُها أكثر من إحتلال مدينةٍ هنا أو هناك أو زيادة عدد المفخخات ، لقتل الأبرياء من أبناء الشعب ، إن كانوا جنوداً أوشرطةً أو من المدنيين ، المهم في الأمر أعطاء القوة لفريقهم الذي يتعاطف معهم في السلطة العراقية ! فدماء الأبرياء التي ملئت الشوارع ومصائبنا كلها ..إنما هي تجارة رابحة لبعض المتخاصمين على كراسي الحكم ( مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائد ) وما أبخسها من فوائد معفّرة بدماء الأطفال والنساء ؟؟؟ تتحرّك هذه الكتل الإرهابية حيث مناطق الغفلةِ الأمنيةِ والمحميات الطائفية التي توفّرُ لها الأمن والأمان ولو على حساب مصالحهم ومستقبل أبناءهم، وسمعة عشائرهم حيث أن إمراء هؤلاء الإرهابيين أجازوا لأنفسهم الولاية حتى على نساء العشائر التي وفرت لهم المأوى والحماية !!! إذن أمامنا مجاميع إرهابية لاتعرف إلا القتل والدمار والأنكى من ذلك لهم خيوط سياسية في عمق الدولة العراقية ومحميات طائفية بمثابة الحواضن الآمنة تتيح لهم التنقل من مكان الى آخر بيسر وسهولة ، يقابلهم سياسيون بعضهم أغرقتهم أطماعهم الحزبية والفئوية في وحل الصمت المخجل والمُذل وأبصارهم شاخصة الى كرسيّ اللعنة ! والبعض الأخر لايتوانى بالدفاع عن هذه المجاميع الإرهابية والبعض الآخر بين هؤلاء وهؤلاء! ويبقى الخاسر الوحيد في هذه المحرقة هو الشعب .... الشعب الذي راهن على حفلات الحبر البنفسجي مرّة تلوَ الأخرى على أمل أن تتحقق له فسحةٌ من الأمن في بلده ... ولكن يبدو أن هذا الأمل سيبقى معلّقٌ رهنَ الأجواء السياسية الملبّدة بالغيوم الداعشية السوداء والتي تحركها رياح الطائفية السياسية دون مقاومة إستئصالية ...إستئصال وليس طرد...وللدولة حق تطهير البلاد من المجرمين وكل الوسائل متاحة ومباحة.. كلمة أخيرة طالما الهدف الرئيسي والمُستهدف بالإساس لهذه المجاميع الإرهابية هم الشيعة وهذا ليس إدعاءا بل تثبته
الأرقام والدماء...فيكون لزاما على قادة الشيعة أن يكونوا يداً واحدة َ وإلاّ داعش ستقطع أيديهم جميعاً.
مقالات اخرى للكاتب