في بداية غزو تنظيم داعش للموصل وإعلانه(الدولة الإسلامية)في حزيران عام 2014 كانت الرؤية الأمريكية تؤكد إن القضاء على هذا التنظيم في العراق يحتاج إلى ثلاث سنوات، يومها قلنا هذا كثير وشعرنا حينها إن واشنطن تتعامل مع داعش على إنها دولة والدليل على ذلك إنها شكلت تحالفا كبيرا ضم دولاً أوربية متقدمة وبعض دول المنطقة من أجل محاربة (منظمة إرهابية) وعقدت الكثير من المؤتمرات في باريس وميونخ لوضع ستراتيجية التصدي لهذا التنظيم،بل وصدر قرار من مجلس الأمن يتضمن عبارة ( تنظيم الدولة الإسلامية) وهو ما يعكس رغبة القوى العظمى بتضخيم هذا التنظيم من أجل إستخدامه ضدنا وضد غيرنا من الشعوب والدول.
هذا يعــــني إن واشنطن وبـــعض العواصم ألأوربية ومعها عواصم عربية عمدت إلى تضخيــــــم قدرات هذا التنظيم حتى في وسائل الإعلام حيث كـــــــانت ولازالت تطلق عليه تسمية ( تنظيم الدولة) وهو الأمر الذي جعل من أفراد هذا التنـظيم يتعاملون مع سكان الموصل على إنهم رعايــــــا لدولتهم الوهمـــــية القابلة للتبخر في اية لحظة قادمة.
وأرتكب هذا التنظيم جرائم عديدة بحق جميع مكونات الموصل مضافا لذلك جريمة هدم الآثار وسرقتها وتهريب النفط وغيرها من الجرائم كل هذا حدث لأن واشنطن قالت (نحتاج لثلاث سنوات للقضاء على داعش).
هل ستصنع أمريكا سلاحا جديدا تضرب به هذا التنظيم؟ أم إنها ستنهي وجوده بالتزامن مع قرب الإنتخابات الأمريكية ؟ أم إنها ستبحث عن بديل لهذا التنظيم بعد أن احترقت أوراق البغدادي ومن معه كما إحترقت من قبل أوراق بن لادن؟
الواضح جدا ومن خلال مجريات الأحداث إن تنظيم داعش يلفظ أنفاسه ألأخيرة في العراق بعد معركة الفلوجة التي وجد فيها عناصر التنظيم أنفسهم محاصرين سواء الأجانب منهم أو المحليين دون أن يجدوا من ينقذهم وهو الأمر الذي دفع الكثير من مقاتليهم في الموصل للهروب منها صوب الأراضي السورية تمهيدا لجلائهم خارج العراق وربما تكون ليبيا وجهتهم القادمة.
مقالات اخرى للكاتب