ذكرت في الأيام الماضية تقرير إعلامي يستند إلى احصائيات دقيقة أشعرتني بالحزن و الألم فلقد كان التقرير الإعلامي يتحدث عن حال مليون و ستمائة إنسان يعيشون في عشوائيات تفتقر لكل شيء في عاصمتنا بغداد وحدها أما بقية المحافظات فلا توجد عنها أي احصائيات لكي نعرف حجم المأساة التي تعيشها هذه الشريحة المغلوب على أمرها و علينا أن نسأل وزاراتنا و مجالس المحافظات أين دورها في تقديم الخدمات لهذه الشريحة و في البداية نتحدث عن المشكلة الكبرى التي جعلتهم يسكنون العشوائيات و هي مشكلة السكن فمنذ سقوط النظام السابق و الحكومة تقدم مشاريع خجولة لحل مشكلة السكن و كل هذا بسبب الكتل السياسية التي لا تريد أن تمنح رئيس الوزراء نوري المالكي حق تقديم هذا المشروع للطبقة المحتاجة و التي تعاني من مشكلة السكن ففي إقليم كوردستان تم القضاء على مشكلة السكن حيث تقوم حكومة الإقليم بتقديم قطع أراضي ضخمة للمستثمرين العقاريين مجانا على شرط أن يتم بناءها بسعر منخفض و بيعها بسعر مناسب لكل فرد لا يملك سكن خاص به و هكذا انتهت هذه المشكلة العويصة أما كتلنا المبجلة فكل واحدة تنهش بلحم الأخرى و تريد أن تتهم و تشوه صورتها أما مواطنينا الذي يسكنون في العشوائيات فهم يعانون من قلة وجود المدارس فأبناءهم يعشقون العلم و يريدون أن يجدوا مدارس بالقرب منهم بدل أن يستسلم ابناءهم للجهل و الأمية بسبب عدم وجود مدارس أو لابتعادها للغاية عن مكان سكانهم و كذلك هل تجهل كتلنا السياسية أن العشوائيات تعتبر مراكز لتفريخ المجرمين و الإرهابيين بسبب حالة الفقر و الحرمان و الجهل فكيف يتحدث البعض و يتبجح عن محاربة الإرهاب و توفير الأمن و هو حلم أي عراقي و هو بالوقت نفسه يساعد على خلق مئات أو الالاف من المجرمين لأنه يترك شريحة سكان العشوائيات كطعم للجهات الإرهابية و للعصابات الإجرامية فكم من حادث مخيف حدث في هذه المناطق و أوقع عشرات الضحايا و كذلك دائما تتوجه الجهات الأمنية للعشوائيات و دائما تجد هناك المختطفين و المزورين و كميات هائلة من الأسلحة و مصانع تفخيخ السيارات فشكرا لجهود كتلنا و نوابنا لخلقهم لهذه الأزمة و المتاجرة بها من دون إيجاد حلول جذرية لها طول العشر سنوات الماضية.
مقالات اخرى للكاتب