نشأت جماعات التطرف الديني باكراً جداً، والبداية كانت في عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم، حين اعترضه أحد الأعراب أثناء تقسيمه لبعض الغنائم فقال له: أتق الله، فرد عليه الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه: ويلك أو لست أحق أهل الأرض أن يتقي الله؟ ثم قال بعد انصراف الرجل: إنه يخرج من ضئضئي هذا قوم يتلون كتاب الله رطباً لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
وجاء عهد الخليفة الراشد علي بن إبي طالب – ع-، شاهداً على ظهور فرقة الخوارج التي عرف عنها تكفيرها للإمام علي وتابعيه جراء ما أسموه عدم احتكامهم لكتاب الله لينتهي بهم الحال لقتل الخليفة الرابع على يد أحد قوادهم المشهورين (عبد الرحمن بن ملجم) وهو متجه لأداء صلاة الفجر.
بعدها، اشتدت لخلافات المذهبية بين الطوائف الدينية المسلمة، وبات التكفير سمة خطيرة، إذ اعتادت بعض المدارس الفكرية على اتهام نظيراتها بالخروج على الدين (على مستويات القول والممارسة والفكر والمعتقد) وهي دعاوى تخرج أحياناً، من إطار المناظرات والحوارات إلى التغيير باليد المضاهي لمصطلح العنف.
جاء عصرنا الحديث ليظهر التطرف الديني السلفي ، الذي اجاز لنفسه حق قتل الغير بلا مسبب فقط الاختلاف معه في العقائد وتوجهات الفكرية لبعض الامور في التشريعات الاسلامية .هل هذه هو مفهومهم للدين الاسلامي السمح والذي ختم الله به الاديان السماوية ؟ من اين ارتكزوا على مبادئهم في تطبيق معتقداتهم ، هذا كتاب الله القران الكريم واضح جدا كوضوح الشمس في وسط نهار الصيف , وهذه السنة النبوية بين ايدي القاسي والداني لا تشير لا من قريب ولا من بعيد الى ما يطبقونه في تطرفهم المسمى التطرف الاسلامي .
اذن من اين لهم هذا المنهج ؟ هل هناك امور خفية على الانسان المسلم تطبخ في مطابخ خاصة ؟ غايتها هدم الاسلام المحمدي الصحيح ؟ وتشويه سمعه الدين الاسلامي – من هذه يا ترى – وهل الانسان المسلم يعي خطر ما يحاك ضد دينة الاسلامي .