من دون مقدمات سأدخل الموضوع مباشرة ,كلنا نعرف أن الأرهاب أنتشر بعيد أحتلال العراق وبتطبيق سياسة الفوضى الخلاقة المدروسة والموضوعة لسنوات قبل الأحتلال,فمثلا أطروحة كوندليزا رايس للدكتوراة كانت تتضمنها صراحة وقد تبنت الحكومة الأمريكية تطبيقها في العراق وأنتشرت في ما بعد في بلدان أخرى.
أن مجيئ أحزاب طائفية وعنصرية على رأس السلطة عزز هذه النظرية واصبحت من أسسه الرئيسة بعلم أو دون علم هذه الأحزاب مما أدى وبسرعة البرق أثناء بداية الحرب الأهلية الى العزل الطائفي والعنصري في العراق فأنكفأ الكرد وتقوقعوا في مناطقهم في شمال العراق أكثر فأكثر وبدؤا يتعاملون مع غيرهم بعنصرية وتعالي فارغ أما في مدن العراق المشتركة بين السنة والشيعة فحدث فيها تطبيق سياسات الفصل الطائفي والتي تجذرت وتحولت بمرور الأعوام الى تجمعات كارهة للآخر وحروب مدن أرادوها لتؤسس لحروب مستقبلية مستديمة بين كيانات مستقلة ثلاثة أو أكثر.الأرهاب كما هو واضح للجميع يختار التجمعات التي يراها مناسبة لجرائمه وهذه التجمعات ذات اللون الطائفي أو العنصري الواحد لم تكن موجودة في أغلب المدن العراقية قبل الأحتلال الا ماندر فأن وجدت فهي لم تكن بغرض تهديد أو كراهية أحد. تطبيق سياسة العزل الطائفي وتشجيعها بسياسة المحاصصة جعلت الأرهابي يختار ضحيته بسهولة تامة فهو يضرب تجمع خالص يعود للفئة المعادية له .أما اذا أفترضنا ان هذا التجمع أو ذاك يتكون من فئات مختلطة فسيصعب على الأرهابي الطائفي
أو العنصري تبرير فعلته على الأقل أمام جماعته.من هذه النقطة يجب أن ننتبه بأن كل الأجراآت الأمنية ستبقى غير كافية مهما بلغت من كفاءة ما دامت الأرضية مقسمة طائفيا وعرقيا وسياسات المحاصصة مستمرة.العودة للمربع الأول أي عودة التعايش المشترك ليس مستحيل ولكنه يتطلب وقت والبداية بنبذ وتهميش أحزاب المحاصصة الطائفية والعرقية ومن ثم السماح لمن هجروا من مناطقهم الأصلية قبل الأحتلال بالعودة أليها تدريجيا.ألم تسمح الحكومة بعودة المهجريين بعد ثلاثين سنة فلماذا لا تقدر أن خلصت النيات بعودة هؤلاء لمناطقهم الأولى يالمدن المشتركة؟.يجب أن نعي أن أحسن خط دفاع ضد الأرهاب الطائفي أن يكون السني بجوار الشيعي وبالعكس أو الكردي مع العربي وليس كما يعتقد الجهلة بأن يكونوا بعيدين ومنكفئين على أنفسهم .فقط بهكذا سياسات بنائة وذكية نتخلص من الأرهاب وهي اجراآت تتطلب أن يتفهمها يشارك ويتعاون معها المواطن قبل الحكومة لوقف نزيف الدم وما يخطط له مستقبلا لحروب كيانات تتجاوز وتخجل أمامها تفجيرات الأرهاب.
مقالات اخرى للكاتب