انه عيد الفطر المبارك اعاده الله عليكم بالمن والامن والسعادة والاستقرار، هذه كلمات روتينية نقولها لبعضنا البعض كل عيد، أي عيد، ان كان عيد المسلمين او المسيحيين او الصابئة المندائيين او اليزيديين او اليهود او البوذيين! أي عيد! اعتقد ان هذه الكلمات هي كلمات استهلاكية نستعملها كما استعملها ابائنا واجدادنا منذ الاف السنين، وما تطبيقها اليوم كواجب انساني تثير البهجة والفرحة الانية على شفاه محبينا واطفالنا واصدقائنا، اذن كم عيد وعيد مضى ونحن نراوح في مكاننا وكأننا آلات متحركة نقول نفس الجمل ونكررها على مر الاجيال! نفرح موقتا خلال ايام العيد فقط! ونعود الى مأساتنا وخاصة الفقراء منا خلال ايام العيد وبعدها حينما لا نقدر ان نكمل فرحتنا مع الاخرين لاننا نحتاج الى عمل اضافي وجيوبنا فارغة واولادنا واطفالنا ونساءنا ينظرن وينظرون الى الاقلية الغنية وهم يستمتعون بوقت اطول ولا شرط ان يكونوا سعداء او ان تكون سعادتهم نوعية مثلنا نحن الاكثرية الفقيرة
الفرح النسبي في العيد
نفرح معا جميعا ولكن فرحتنا نوعيا باختلاف طبقاتنا الاجتماعية، طبقة الفقراء تكون الاسعد نوعيا لانها فقيرة! لا تخسر شيئا وتنام مرتاحة البال عكس الاغنياء الذين لا ينامون الا ببلع حبات النوم ليناموا! يا ليتهم ينامون! لان تفكيرهم يذهب الى ابعد من طاقتهم البشرية، وخاصة الذين كانوا فقراء وفي لية وضحاها اصبحوا اغنياء، وجل تفكيرهم يصب في: ماذا اعمل بذا مبلغ؟ واين اخبأ ذهب زوجتي؟ وساعمل المشروع الفلاني لكي اربح اكثر؟ لا سيقولون جماعة حقوق الانسان: من اين لك هذا؟ سأخبأ بعض الفلوس واعطيها بالفائدة! ولكن حسب شرع الله!! وهكذا جميع هذه الامور تأتي قبل النوم وبعد أخذ حباية منوم PM، اذن اين هي السعادة الحقيقية / النوعية؟ بالتأكيد هي عند الاكثرية المُضْطَهَدة، المحرومة من ابسط انواع الحياة كبشر، لماذا؟ لوجود مسافة كبيرة بين طبقات المجتمع! من اوجد هذه المسافة؟ هي الفوضى السياسية والامنية والاقتصادية التي يمر بها الشرق الاوسط ومنه العراق الغني!
العراق هو الغني وليس شعبه
بتاريخ 01 - 09 - 2011 نشرنا مقال "ايامكم سعيدة يا فقراء العراق" بمناسبة عيد الفطر المبارك، قسمنا فيها طبقة الفقراء التي تمثل اكثر من 65% الى ثلاث طبقات! (دونية بالفقر - فقراء الفقراء - طبقة المهنيين والموظفين والتجار الصغار) ،،،، واختتمنا مقالنا (انا كمسيحي اهنئ اخوتي بعيد الفطر المبارك كافة الفقراء والاغنياء الشرفاء،،،) للمزيد تابع الرابط ادناه
ارقام عن اقتصاد العراق لسنة 2004
العملة: دينار عراقي.
معدل الدخل الوطني سنويا: 89.9 مليار دولار
ترتيب العراق من حيث معدل الدخل الوطني: 60
معدل دخل الفرد سنويا: 3،500 سنويا
نسبة التضخم: 25.4%
القوة العاملة: 6.7 مليون شخص
نسبة البطالة: 25% إلى 30%
قيمة الصادرات العراقية سنويا: 10.1 مليار دولار
الدول المستوردة من العراق: الولايات المتحدة (54.7%)، كندا (9.8%)، إيطاليا (8.8%)، تايوان (4.2%)، الأردن (4.2%)
الديون المتبقية: 125 مليار دولار بسبب مغامرات صدام حسين وغزوه لدوله الكويت اضافه إلى التعويضات إلا أن النسبة الأكبر من هذه الديون اطفئت.
إنتاج الكهرباء: 32،600 GWh
استهلاك الكهرباء: 33،700 GWh
إنتاج النفط: 2.25 مليون برميل في اليوم
استهلاك النفط: 383،000 برميل يوميا
التصدير: النفط (83.9%)، مواد خام غير النفط (8%)، منتوجات حيوانية ومواد غذائية (5%)
عن ويكيبيديا / اقتصاد العراق
ان قارنا هذه الارقام وخاصة معدل دخل الفرد السنوي ومعدل الدخل الوطني سنويا، نجد ان العراق هو في المرتبة فوق الوسط من بين دول العالم الغنية! وهو اكبر ثان مصدر للنفط في منظمة الاوبك، اذن وجوب ان يكون معدل الفقر عكس ما موجود على واقع الارض اليوم، وهذا يعني يجب ان نعكس النسبة المئوية للفقراء لتصبح 35% بدلا من 65%، لماذا تبقى النسبة كما هي عليه الان؟
السبب يكمن في
احصائيات رسمية رهيبة
مليون أرملة عراقية : حسب إحصائية رسمية صادرة عن وزارة المرأة العراقية عام 2008 .
أربعة ملايين طفل عراقي يتيم : إذا كالمعدل العائلة العراقية من 4 إلى 6 أطفال حسب تقديرات وزارة التخطيط .
(1,500,000) مليونان ونصف شهيد عراقي : حسب إحصائيات وزارة الصحة العراقية والطب العدلي حتى كانون أول من عام 2008 . وبعض الاحصائيات تتكلم عن 650000 شهيد
(4,500,000) أربعة ملايين ونصف مواطن مهجر خارج العراق : حسب إحصائيات المتقدمين إلى جوازات فئة ( ج ) لدى مديرية الجوازات العامة حتى نهاية كانون الأول 2008.
(2,500,000) مليونان ونصف مواطن مهجر داخل العراق : حسب إحصائيات وزارة الهجرة والمهاجرين والمهجرين .
(76,000) حالة إيدز مصاب بها مواطنون عراقيون: حسب الإحصائيات المسجلة الرسمية لدى وزارة الصحة .
هذا اضافة الى انتشار المخدرات والسجينات والسجناء السياسيين وغير السياسيين - قتل بكاتمة الصوت - حقوق المرأة المزري - وسيطرة الميليشيات المسلحة واضحت اكثر سيطرة من الجيش والامن المركزي على الساحة العراقية بدليل الفوضى الامنية نتيجة الفوضى السياسية، كل هذا وغيرها الكثير ادت الى تكريس نسبة الفقراء وطبقاتهم ليبقى خط الفقر اكثر من المتوقع وتبقى نسبة الفقراء الى اكثر من 65%، اين التقرير الانجازي للدولة كدولة؟ الجواب عند ،،،،،
هذا ليس بعراقنا الجديد
نعم هذه الاحصائيات والنسب المشار اليها حتى وان كانت مبالغ فيها، اهذا حقا ما كنا نصبو اليه في اسقاط النظام الدكتاتوري؟ الخطأ الاكبر التي وقعت فيها امريكا وحلفائها عند احتلال العراق (1) هو: اسقاط الدولة مع اسقاط النظام! وبهذا خلقت الفوضى السياسية والاقتصادية وعدم الاستقرار من خلال نافذة المحاصصة الطائفية، علينا ان نعمل كجنود مجهولين لا نتكلم اكثر مما نعمل لمدة 50 قادمة لكي نتمكن من وضع الانسان المناسب في المكان المناسب، ان تم اسقاط النظام الدكتاتوري فقد ولد مئات الدكتاتوريات اليوم، اذن الشعب العراقي كان يئن تحت نير دكتاتور وحاشيته واليوم يئن تحت نير دكتاتوريات وحاشياتها، فاين المفر؟ وما العمل؟ لا مفر الا بتوحيد الصف الوطني العراقي الغيور، معظم لا بل الجميع يرفع شعار : العراق اولا - المواطنة والوطن !!! ولكن القليل القليل الذي يعمل من اجل المواطنة والعراق، نحتاج الى ارادة التغيير الحقيقية، فهل نقدر ان نقول: وجوب ان ننظر الى التجربة المصرية؟ نحن كعراقيين لنا خصوصياتنا وروحنا العراقية ومعدننا المجرب، لا نتراجع الى الوراء ونبقى مع العراق الجديد ونعزز التوجه الديمقراطي، ونحتاج الى جبهة وطنية حقة ! اي جبهة عملية وليست نظرية وشعارات للاستهلاك كل عيد وكلما اقترب موعد الانتخابات، نحتاج الى تجربة حتى وان تخللتها سلبيات وانتهاكات حقوق الانسان كضرورة تاريخية لانها تعمل وتمر بمرحلة انتقالية لا بد من ظهور انتهاكات وسلبيات هنا وهناك، اليست تجربة كوردستان نموذج للمنطقة؟ اذن لنعزز التوجه الديمقراطي في عراقنا الجديد، ولكن ليس مثل عراقنا اليوم الذي يقول لنا كل يوم: ابكوا للماضي! الامل في المستقبل ضعيف!! فهل هناك قوة تغيير حقيقية قادمة ليعيد الامور الى نصابها؟ يمكن في انتخابات 2014.
مقالات اخرى للكاتب