بغداد – عاد الإرهاب ليضرب البلاد طولا وعرضا، في وقت استأنفت محكمة الجنايات المركزية محاكمة نائب رئيس الجمهورية المطلوب للعدالة بتهم الإرهاب طارق الهاشمي وتصاعد الجدل حول إيقاف تنفيذ أحاكم الإعدام بحق الإرهابيين والقتلة والفاسدين.
واعلنت السلطات الامنية العراقية اليوم الاحد استشهاد 25 شخصا وجرح عشرات آخرين في هجمات استهدفت خصوصا حاجزا للتفتيش في بغداد ومتطوعين لحماية منشآت نفطية في كركوك بينما وقع تفجير قرب القنصلية الفرنسية في الناصرية.
وقالت مصادر امنية عراقية أن 11 عسكريا عراقيا بينهم ضابطان قتلوا، وأصيب ثمانية اخرين بجروح ليل السبت الاحد في هجوم على حاجز تفتيش قرب بلد شمال بغداد. واوضح ضابط برتبة عقيد في الجيش العراقي ان "مسلحين مجهولين هاجموا باسلحة حاجز تفتيش قرب بلدة بلد في الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد. واكد ان "المسلحين قاموا بعد ذلك بزرع عبوة ناسفة فجرت لدى وصول قوة مساندة، ما اسفر عن مقتل 11 عسكريا بينهم ضابط برتبة مقدم واخر رائد".
من جهة اخرى، اعلنت الشرطة العراقية استشهاد سبعة متطوعين لحماية المنشآت النفطية وجرح 17 اخرين في تفجير سيارة مفخخة استهدفت الاحد تجمعا قرب بوابة شركة نفط الشمال في كركوك الغنية بالنفط. واوضح ضابط شرطة رفيع المستوى في الجيش العراقي رفض كشف اسمه ان السيارة كانت متوقفة داخل مرآب السيارات عند الباب الخلفي لشركة نفط الشمال الواقعة على بعد 15 كليومترا شمال غرب المدينة. وتابع ان "التفجير وقع حوالى السابعة والنصف من صباح اليوم الأحد لدى تجمع المتطوعين".
من جانبه، اكد الطبيب عثمان عبد الرحمن من مستشفى كركوك ان "سيارات الاسعاف نقلت سبعة جثث و17 جريحا ثلاثة منهم بحالة حرجة". واضاف ان "جميع الضحايا من المتطوعين".
وتقع البوابة الخلفية لشركة نفط الشمال المسؤولة عن جميع صادرات العراق النفطية عبر ميناء جيهان التركي، على مسافة 500 مترا من مقر الفرقة 12 المسؤولة عن حماية حدود المحافظة.
من جانب اخر، اعلنت مصادر امنية واخرى محلية استشهاد اربعة اشخاص واصابة نحو اربعين اخرين في ثلاثة هجمات متفرقة في كركوك ايضا. واوضح المقدم خالد البياتي مدير شرطة الطوز جنوب مدينة كركوك، استشهاد ثلاثة مدنيين واصابة عشرين اخرين بانفجار عبوة ناسفة قرب استعلامات مركز الشرطة صباح اليوم الأحد. وفي هجوم اخر في المدينة ذاتها، اغتال مسلحون النقيب جاسم البياتي في شرطة القضاء واصابوا زميله الملازم غالب البياتي بجروح بليغة. الى ذلك اعلن قائمقام الطوز شلال عبدول اصابة عشرة اشخاص في هجوم بسيارة مفخخة استهدف موكب لحمايته صباح اليوم".
وفي الحويجة غرب مدينة كركوك، اصيب شخصين بانفجار سيارة مفخخة عند مدخل الحي الصناعي، وفقا لمصادر امنية وطبية.
واعلنت مصادر امنية واخرى طبية استشهاد اربعة اشخاص في ثلاثة تفجيرات وقعت في مدينة البصرة واخرى في مدينة الناصرية، احدها قرب مبنى القنصلية الفرنسية وسط الناصرية اسفر عن اصابة شخصين. واوضحت مصادر امنية عراقية ان "سيارة مفخخة انفجرت قرب فندق الجنوب وسط الناصرية ما اسفر عن استشهاد شخصين واصابة اخران"، بينما "انفجرت عبوة ناسفة داخل سيارة انفجرت قرب القنصلية الفرنسية وسط المدينة، ما اسفر عن اصابة شخصين بجروح". وفي البصرة استشهد شخصان وأصيب نحو 25 شخصا في انفجار سيارة مفخخة قرب سوق المسطر الشعبي وسط المدينة
وأعلن مصدر صحي ان 50 مدنيا اصيبوا في انفجار العبوتين الناسفتين امام مرقد الامام علي الشرقي في ميسان. وكان شهود عيان أكدوا اليوم الأحد ان "عبوتين ناسفتين انفجرتا امام مرقد الامام علي الشرقي، وادى انفجارهما الى سقوط عدد من المصابين".
ويأتي الأرهاب بعد يوم واحد من تهديد حركة تجديد التي يرأسها طارق الهاشمي، بأشعال الوضع العراقي في حال صدور أحكام قضائية ضد أمينها العام.
واستأنفت محكمة الجنايات المركزية في جانب الكرخ من بغداد الاحد محاكمة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وعناصر حمايته غيابيا المتهمون بقضايا تتعلق بدعم "الارهاب".
وابلغ احد المحامين الحاضرين جلسة المحاكمة والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "جلسة المحاكمة بدأت صباح اليوم في محكمة جنايات الكرخ"، متوقعا أن "تشهد الجلسة استكمال الاستماع الى شهادة المتهمين من عناصر الهاشمي".
وكان مجلس القضاء الاعلى قد أكد أن النطق بالحكم على نائب رئيس الجمهورية الهارب طارق الهاشمي وعناصر من حمايته قد يكون في أي جلسة تكتمل فيها الاجراءات القانونية الخاصة بمجريات القضية. ويحاكم الهاشمي بثلاث تهم منسوبة إليه تتعلق تعلق باغتيال مدير عام في وزارة الأمن الوطني، وضابط في وزارة الداخلية، ومحامية فيما اصدر جهاز الشرطة الدولية "الإنتربول" الشهر الماضي مذكرة توقيف دولية بحق الهاشمي الموجود حاليا في تركيا ويحاكم في بلاده غيابيا.
واتهم القضاء العراقي مطلع شهر حزيران الماضي الهاشمي المطلوب قضائيا وعناصر من حمايته باغتيال ستة قضاة.
وكان نائب عن حركة تجديد التي يرأسها الهاشمي جمال كيلاني اوضح "انه من المرجح صدور قرار النطق بالحكم بحق الهاشمي خلال جلسة المحكمة اليوم الأحد"، مؤكدا انه "في حال تحقق ذلك فان العملية السياسية ستضطرب وسنمر بأزمة حكم".
