Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
هل يتغير المزاج الأميركي؟!
الأربعاء, أيلول 9, 2015
عبد المنعم سعيد

شاءت الأقدار أن أكون شاهدًا على الانتخابات الرئاسية الأميركية، سواء عند بدايتها، عندما تبدأ عمليات الترشيح الأولية للحزبين الجمهوري والديمقراطي، أو عندما تحتدم المعركة الانتخابية، ويصفو المسرح على مرشحين فقط، ينجح واحد فيهما فقط في الوصول إلى البيت الأبيض. هذه المرة وصلت إلى مدينة بوسطن لكي أقضي فصل الخريف الدراسي، وإذا بالأجواء السياسية تقتصر على موضوعين: الاتفاق النووي مع إيران، والانتخابات الرئاسية المقبلة. هناك موضوعات أخرى بالطبع، مثل قضية البريد الإلكتروني الخاص بوزيرة الخارجية الأميركية والمرشحة السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون، ولكن هذه بطريقة أو بأخرى باتت جزءًا من الصراع السياسي. وللحق، فإنه في كل المرات السابقة لاختيار رئيس للولايات المتحدة، فإن تقديراتي لم تكن صائبة في كل الأحوال، وكان الخطأ دائمًا يعود إلى أنني لم أقدِّر جيدًا حالة المزاج الأميركي. والمزاج حالة سياسية معقدة ترتبط بالعقل الجمعي للناس، والمدى الذي يصلون فيه إلى الحفاظ على الوضع القائم أو تغييره بشكل جذري. فالسياسة الأميركية مثلما خبرتها مثل البندول، تتأرجح بين اليمين واليسار، ولا تستقر كثيرا على حال، وربما لن تختلف هذه المرة عن المرات السابقة.
كان أول الانتخابات التي راقبتها في عام 1981 بين الرئيس القائم جيمي كارتر، والمتحدي المرشح غير العادي رونالد ريغان. كان كارتر هو حصيلة تغير المزاج الأميركي بعد حرب فيتنام، وما أتت به إدارة نيكسون من فضيحة ووتر غيت، وما بدا كما لو كان ضعفا كامنا في جيرالد فورد، الذي تولى السلطة لمجرد أنه حدث وكان موجودا في منصب نائب الرئيس ساعة استقالته. لم ينتخبه الشعب نائبا للرئيس، ولم يكن مستعدا لكي يجعله رئيسا. تولى كارتر الرئاسة، وحقق نجاحا كبيرا في المفاوضات المصرية - الإسرائيلية، وبدا متحديه رونالد ريغان بعد فترة الرئاسة الأولى ممثلا سابقا قليل الخبرة، قد يصلح لقيادة كاليفورنيا، ولكن ليس الولايات المتحدة. ورغم ظني أنه من الصعب إزاحة رئيس أميركي من منصبه، فإن المفاجأة جاءت عندما طرحت الأمر على تلاميذي في جامعة شمال إلينوي، فإذا بالأغلبية تؤيد ريغان بلا تردد. كان المزاج الأميركي قد تغير متجاوزا حرب فيتنام، وعلى العكس باحثا عن رئيس قوي، وبالفعل فاز ريغان.
تكرر الأمر مرة أخرى، عندما مرت فترة الرئاسة الأولى للرئيس جورج بوش الأب، وفي العموم كان شريكا لريغان في انتصاراته خلال الحرب الباردة، التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفياتي، كما كان منتصرًا وحده في حرب الخليج الأولى التي حررت الكويت. لم يكن بيل كلينتون مقنعا وهو قادم من ولاية قليلة الأهمية، ووراءه حفنة من الفضائح النسائية وخبرة قليلة، وبلا خبرة عسكرية من أي نوع. كان اليقين لدي أن بوش سوف يفوز، ولكن المزاج الأميركي قد تغير مرة أخرى، حينما أصبح يبحث عن شاب يمثل العصر الجديد. فاز كلينتون، ورغم بعض من الفضائح الجديدة، فإنه حقق للولايات المتحدة اقتصاديا ما لم يحققه رئيس سابق ولا آخر لاحق، أما استراتيجيا فقد مدّ نفوذ الولايات المتحدة في العالم، وتدخل عسكريا في البلقان، دون أن يخسر جنديا أميركيا واحدا. وعند نهاية ولايته، بدا أن رفيقه وصفيه ونائبه آل غور سوف يفوز على منافسه جورج بوش الابن، أو هكذا ظننت. والحقيقة أن الرجل فاز بالفعل بأغلبية أصوات الأميركيين، ولكن لسوء حظه أن النتيجة في أميركا لا تحتسب بأصوات الناخبين، ولكن بالأصوات المعبرة عن الولايات، وهذه أعطت نفسها لجورج بوش الابن الذي كان هو الآخر رسالة بتغير المزاج الأميركي. لم يعد الأميركيون يريدون ليبرالية كلينتون، وإنما محافظا من تكساس لا يتردد في استخدام القوة العسكرية، وكان ذلك هو ما فعله تماما، حينما شن حربين فاشلتين في العراق وأفغانستان.
لم أكن في أميركا بعد ولاية جورج بوش الابن الأولى، ولكن الحظ ساعد أن أكون عند نهاية الولاية الثانية، عندما لاحظت هذه المرة أن المزاج الأميركي قد تغير بعد الفشل الكامل في العراق وأفغانستان، والأزمة الاقتصادية العالمية. أصبح الأميركيون على استعداد لتقبل رئيس أسود للولايات المتحدة، ويقف من حيث التقسيم الآيديولوجي على يسار الليبراليين في الحزب الديمقراطي. فاز أوباما الشاب على جون ماكين العجوز، ولم يجد صعوبة في الفوز على رومني، ولكن الرياح بدأت تتغير، فانتخب الأميركيون الجمهوريين ليشكلوا الأغلبية في مجلسي الكونغرس: النواب والشيوخ.
الآن يبدو أن مسألة المزاج هذه ستكون حاكمة، فحتى وصولي إلى الولايات المتحدة، بدا الأمر وكأنه استقر لصالح هيلاري كلينتون. فهي لا تلقى معارضة حقيقية داخل الحزب الديمقراطي، ولديها من السجل الشخصي، وسجل إدارة أوباما، ما يمكن الدفاع عنه. فقد خرجت أميركا من العراق وأفغانستان، والأهم نجحت في الخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية، ورغم المتاعب الكثيرة في العالم سواء في الشرق الأوسط أو في بحر الصين الجنوبي، فإن جثثا لجنود أميركيين لا تعود إلى الولايات المتحدة. على الجانب الآخر، فإن الجمهوريين في حالة انقسام كبيرة، وعدد مرشحيهم بلا حصر، ومن سيصل منهم إلى نهاية السباق سوف يكون مستنزفا سياسيا، وخالي الوفاض ماليا، وعلى الأرجح فإن مناصري الخصوم سوف يفضلون عدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
ولكن يبدو أن الأمور لا تمضي بهذه السهولة في الانتخابات الأميركية، فقد ظهر دونالد ترامب بين باقة المرشحين الجمهوريين لكي يتفوق على كل المرشحين الآخرين في استطلاعات الرأي العام، ويقترب بشدة من هيلاري كلينتون. ووفقا لآخر الاستطلاعات، فإنه في حالة عقد الانتخابات الآن، فإن هيلاري سوف تحصل على 43 في المائة، وترامب على 42 في المائة. الفارق ضئيل ويدخل ضمن نسبة الخطأ، والرجل لديه «الكاريزما» والمال، وقدر غير قليل من السوقية التي تجذب جماعات المحافظين الأميركيين. وللحق، فإن الرجل لم يضيع وقته، فطرح برنامجا محافظا متشددا، والأهم معاديا لكل ما مثّله أوباما، وما مثّلته عائلة كلينتون زوجًا وزوجة؛ فهل هذه الطريقة تعبير عن تغير جديد في المزاج الأميركي من أقصى الليبرالية إلى أقصى المحافظة؟ بالطبع ما زال الوقت مبكرا للتعرف على نتائج ذلك بالنسبة لأميركا والعالم ومنطقة الشرق الأوسط، وما يهمنا الآن معرفة ما يعنيه ذلك للانتخابات الأميركية. ترامب ليس جديدا على الجدل في أميركا، ففضلا عن إمبراطوريته المالية الضخمة (قرابة 10 مليارات دولار من الثروة)، فإنه من الذين تركوا بصمات على صناعة الإعلام، ويعرف جيدا كيف يلعب على الأوتار والأعصاب الأميركية. هو نسخة متوترة وسوقية من رونالد ريغان في ثمانينات القرن الماضي، ومقابله أوباما - هيلاري كلينتون يظهر وكأنه صورة من ماض ولى وراح. وفي أميركا، على عكس الشرق الأوسط، تتغير العصور بسرعة تغير الفصول، ومن الجائز أننا سوف نستعيد قول كارل ماركس في الثامن عشر من يناير (كانون الثاني): «إن الشخصيات العظمى في التاريخ تظهر مرتين: في واحدة منهما تكون تراجيدية عظيمة، وفي الثانية تكون مسخرة كبرى»!



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44736
Total : 101