لم اشأ ان اذكر في العنوان الكلمة العراقية الشائعة للدبر وهي (الطيز) مخافة ان يكون وقعها نابيا رغم ان العراقيين يكثرون من استخدامها ومع ذلك فان امنيتي بامتلاك دبر كدبر النائب في البرلمان العراقي الشيخ خالد العطية هي امنية صادقة فدبر مثل هذا يدر على صاحبه ذهبا. وقد صار دبر النائب مشهورا جدا يعرفه كل عراقي وعراقية بعد ان ازيلت البواسير منه بمبلغ فلكي هو 59 مليون دينار عراقي مع العلم ان عملية ازالة البواسير هي عملية صغرى يقوم بها الجراحون العراقيون بما لايزيد عن نصف مليون دينار، فماذا ياترى فعل الجراح بطيز النائب لتكلف عمليته هذا المبلغ الضخم من اموال العراقيين. اقسم لو كان لي مثل هذا الطيز المحترم لالتقطت له صورة ملونة وجعلتها في اطار مذهب وعلقتها على حائط مكتبي.
تذكرت دبر العطية هذا الصباح عندما شاهدت امرأة تنبش في الزبالة. لا اعرف عماذا تبحث ولكنها بالتاكيد تريد ان تجد شيئا تبيعه لتشتري بثمنه خبزا. ياترى كم من الخبز سيشتري مبلغ الـ 59 مليون دينار الذي انفقه جناب النائب على استه. الشيخ العطية يرتدي عمامة بيضاء دلالة على تدينه وتبحره بالدين فاي دين هذا الذي يبيح مثل هذا الاستهتار والسرقة والنهب. وليست هذه هي المصيبة بل المصيبة كم من المبالغ سرقها هذا النائب وغيره دون ان يعرف بها احد في حكومة تتستر على كل السراق والفاسدين والمزورين. قبل فترة وجيزة القي القبض على صاحب الدبر الذهبي هذا في مطار هيثرو بلندن وفي يده حقيبة بها مليون دولار ادعى انها مساعدات للحسينيات. اي حسينيات هذه ياسيادة النائب اذا كان دبرك وحده ابتلع مبلغا ضخما ربما من تلك الحقيبة التي خمطتها من اموال المساكين العراقيين.
من المؤلم ان الشيخ النائب هو مرشح عن مرجعية النجف. نحن نسأل ماذا وجدت المرجعية في هذا الرجل كي تضعه في هذا المكان، هل هو زهده وتقواه، هل هي نزاهته وعفة نفسه ام ماذا. ثم لماذا لم تقل هذه المرجعية شيئا بعد افتضاح امر دبره، هل المرجعية مثل دولة رئيس الوزراء تتستر على السراق ممن برزوا من تحت عبائتها. اذا كان الامر كذلك فتعسا لنا وهنيئا لهم.
مقالات اخرى للكاتب