حذر خبراء إقتصاديون من أزمة إقتصادية عالمية شبيهة بالتي شهدها العالم نهاية عشرينيات القرن الماضي وإن هذه الأزمة سيكون سببها الاقتصاد الصيني وليس اليوناني كما كان يتوقع كثير من الاقتصاديين العالميين, والسبب الرئيسي إن إقتصاد الصين والذي يعد ثاني أكبر إقتصاد في العالم يمر بفترة كساد كبيرة واحتمال تعرضه للإفلاس بسبب مشكلة الديون التي قد يتخلف عن سدادها, وبوادر هذه المشكلة ظهرت في الأشهر الأخيرة عندما بدأت مؤشرات هبوط كبيرة في أسعار أسهم بورصة شنكهاي وكذلك التدهور الذي ضرب أطنابه في القطاع العقاري وغيره من القطاعات الأخرى وبالرغم من التصريحات التطمينية للحكومة الصينية بأن الأمور تحت السيطرة بالرغم من حزمة الأجراءات والمعالجات التي تم إتخاذها من الحكومة والبنك المركزي الصيني لكن حجم المخاوف لدى الخبراء الإقتصاديون لايزال كبيراً ولاتزال التوقعات بأن بوادر كارثة إقتصادية عالمية تلوح في الأفق ومن المحتمل أن تؤثر على الإقتصاد العالمي والأسواق العالمية بدون إستثناء والمشكلة الأكبر هي تعرض الإقتصاد الصيني في الأشهر الأخيرة لعملية تباطوء بعد أكثر من عشر سنوات من النمو السريع.
وقد تأثرت الأسواق العالمية بالهزات التي تعرض لها الإقتصاد الصيني بشكل سلبي فيما يتوقع خبراء المال بإحتمال تعرض الإقتصاد الصيني لهزات أُخرى في الأشهر القادمة التي ربما ستتحول تدريجيا إلى أزمة مالية عالمية وإن أول بوادر هذهِ الأزمة هو تسارع تدهور عجلة أسعار النفط في الأسواق العالمية لأنه كما معروف بأن الصين تعتبر ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم حيث تفوق وارداتها من النفط أكثر من ستة ملايين برميل يومياً معظمها من النفط العربي.
وإن أي إضطرابات تحدث في السوق الصيني تنعكس بشكل مباشر على الأسواق الآسيوية الناشئة وكذلك تؤثر على معدلات النمو في أمريكا, وبدأ المستثمرون نتيجة هذهِ الظروف من الهروب من الأسواق الناشئة في آسيا وأمريكا اللاتينية حيث تم تقدير حجم الإستثمارات الهاربة أكثر من ترليون دولار خلال الأشهر الماضية.
المشكلة كبيرة بالرغم من جميع الإجراءات التي إتخذها مجلس الاحتياط الإتحادي ( البنك المركزي الصيني ) ومحاولته رفع أسعار الفائدة والمخاوف العالمية تنمو يوماً بعد يوم والترقب ودراسة تحركات الأسواق المالية والإقتصادية الإستثمارية في أعلى مستوياتها, فهل سيتمكن التنين الصيني من تجاوز هذهِ الأزمة الكبيرة بحنكة وبذكاء أم سيكون السبب في أزمة إقتصادية ومالية عالمية ستتأثر بها جميع إقتصادات العالم وربما ستتسبب بانهيار دول كاملة؟ الاشهر القادمة ستجيبنا عن هذه التساؤلات لأنها ستكون حبلى بالأحداث الاقتصادية الكبيرة.
مقالات اخرى للكاتب