بغدادــ دعا أدباء وكتاب عراقيون، الأحد، الشعراء العراقيين إلى مقاطعة مهرجان الشعر العربي الذي من المقرر أن تنظمه وزارة الثقافة العراقية في بغداد، غدا الاثنين، وفيما اعتبروا أن المهرجان يمثل نموذجا متكررا لفعاليات ثقافية تكون الثقافة في ذيل اهتماماتها، اتهموا وزارة الثقافة بأنها "لن تكون قادرة على انتاج نشاط وفعاليات يعتد بها".
وقال شعراء وكتاب عراقيون في بيان، صدر اليوم الأحد، إن "مهرجان الشعر العربي، وهي تسمية عريضة، يفترض معها أن يكون المهرجان مناسبة للقاء أفضل ممثلي الشعر العربي، من شعراء ونقاد وباحثين ومؤرخين"، متوقعين ان يكون المهرجان "نموذجا متكرراً لفعاليات ثقافية لا تكون الثقافة إلا في ذيل اهتماماتها".
وأضاف البيان الذي وقع عليه عشرات الشعراء والكتاب والمثقفين والإعلاميين العراقيين، أن "هذا الحكم المسبق على الفعالية متأتٍ من أن الوزارة، وضمن فوضى المحاصصات وهيمنة العقل الاستحواذي الانتفاعي، لم تكن ولن تكون قادرة على انتاج نشاط وفعاليات يعتد بها"، معتبرا أن "مهرجان المربد هو النموذج الأبرز لهذا التخبط والفساد الثقافي الذي ترزح تحت وطأته الوزارة والدائرون في فلكها".
وتابع الموقعون على البيان، انه "لم يكن لنا أن نتوقف عند هذا المهرجان، فقد آثرنا دائماً الصمت على حال المربد وسواه من مهرجانات ومعها اسابيع ثقافية فارغة من أي محتوى جرى تنظيمها في العديد من البلدان من قبل الوزارة وباسمنا نحن مثقفي وأدباء وشعراء العراق"، مؤكدين أنها "أسابيع اساءت للعراق وثقافته وألحقت ضررا فادحا بسمعة هذه الثقافة".
وقال الموقعون "لكننا نتوقف عند هذا المهرجان بالذات لكون مهمة تنظيمه والإشراف عليه والتخطيط له انيطت بالكامل بعدد من الشعراء التقليديين، وفيما جرى استبعاد تام لشعراء ونقاد التجديد والتحديث الشعري في العراق، فضلا عن التكتم في اعلان اسماء المدعوين من الشعراء العراقيين وطريقة تبليغهم عبر الهاتف".
واعتبر الموقعون أن "هذه الخفة تكرس نمط التفكير المهيمن في الوزارة وفي عموم مرافق الدولة"، مشيرين إلى أنه "نمط ارتكاسي متخلف، ومحاولة للارتداد عن أبرز ما قدمه العراق للثقافة العربية خلال القرن العشرين، ثورة الشعر الحديث التي كان لشعراء العراق، بمختلف أجيالهم وتجاربهم، الدور الرائد والأصيل لكل التطورات التي شهدها الشعر العربي خلال العقود الأخيرة".
وعبر الموقعون على البيان عن "الاحتجاج على هذه السياسة التي تعيد العراق إلى أسوأ نظم الإدارة الثقافية التي تنحاز فيها المؤسسة الممولة من المال العام، لصالح تكريس قيم الردة الثقافية والتخلف والتجهيل الذي لا تستحقه ثقافتنا وتترفع على نواياه وتسخر منها"، محملين "الوزارة وموظفها المشرف على فعاليات الشعر والهيئة التحضيرية لهذا المهرجان وسواه من مهرجانات، كرست انحدارا في الابداع وتبذيرا للأموال والجهود، المسؤولية الثقافية والأخلاقية وحتى الإعلامية التي ستترتب على العراق وثقافته كنتيجة متوقعة لهذه الفوضى التي تحكم عمل الوزارة وسياساتها، إن كانت هناك سياسات واضحة للوزارة".
و وجه الموقعون الدعوة للشعراء العراقيين الى "مقاطعة هذا النشاط، الذي سيولد ميتا مهما اهدرت الوزارة من المال العام فيه".
وكانت وزارة الثقافة العراقية، أعلنت في (السابع من كانون الأول 2012)، عن مشاركة 50 شاعراً عربياً في مهرجان شعري تنطلق فعالياته في بغداد غدا الاثنين، معتبرة إياه بمثابة الإعلان المبكر عن مهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013.