ان هول الفساد اكبر الكوارث التي مر بها هذا الوطن الذي جبل على العيش في عمق الانتكاسة والتراجع نحو الوراء دون توفر الشجاعة اللازمة من ابناءه على التجاسر وكشف الحقائق وصد ممن يقف خلف تلك النزعات الهمجية التي تصنع عوامل التراجع والهدم في آن واحد
وان كان الفساد في اتعس احواله خلال الحقب التي مرت في حياة شعبنا لم يكن الا بمستوى لا يتجاوز عتبة النسب الطبيعية عندما يقارن مع منظومة الدول والشعوب القريبة من المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي مع التفاوت حسب المنظومة الاخلاقية والوطنية على ان مرحلة الستينيات من القرن العشرين كانت تتفاخر بالحصانة الوطنية والاخلاقية علما ان المفترض ان العكس حسب المنطق والفقه الديني الذي يؤمن ويعتبر ان التوجهات للدول او المجتمعات المدنية والعلمانية هي فاسدة تحت غياب الدافع الديني والقيم الارثية للدين وهذا يتأتي من خلال من يتبنى ادارة هذا الدافع والمتمثل بصناع الفكر الديني المتحزب لا الديني لذاته البريئ من تخرصات الاحزاب الدينية على القيم والفهم الديني لطبيعة المجتمع وصناعة العفة والمثل الدينية
وكشفا لما اشرنا اليه وبشكل مجرد عن المقارنة مع علمانية نظام صدام الذي نراه افسد الحياة بكل جمالها من خلال استرخاصه لخلق الله حيث بسط وجوده بانه وريث الالهة فحكم على الاف البشر وساقهم للموت وهذه قمم الفساد لكننا الان امام واقعة مادية ملكوسة تتعلق بثروة وطن ومال عام نراه يحتظر امام جبروت المفسدين الذين شيدوا لهم بروج وحصون عالية المستوى اسست وفق سرقت اموال الشعب وتحولت الى اداة اساسية وداعمة لبقاءهم مهما حاول البعض البسيط كشف خستهم اذ عدم وجود امكانية للمقارنة بين لصوصية هولاء وفقر عامة الناس وحين نقول ذلك فهو واضح لان بناء التغيير لن يتم الا من خلال علية القوم وهذه العلية هي الغارقة بالفساد والمفسدين فلا يمكن مقارعة اصحاب المال والسلطة في ان واحد وبهاتين السلطتين نرى اعادة دورة الحياة البرلمانية والسياسية على مستوى الادارات المحلية او الفوقية والتي لايمكن لمجتمع اعزل من كلا الامكانيتن مجابهة سلطة الدولة او سلطة المال مع الاشارة الى تقدير البعض الوطني الذي يجسد عوامل الرفض والكبح من خلال بعض الصحف العامة والالكترونية او الفضائيات لذلك تبرز هنا عملية التشاؤم من القدرة على تغيير هذا الواقع الحقير الذي رمى بالوطن والمجتمع الى رحلة مجهولة يستحيل فيها وفق هذه الروية بناء اي انتقاله تعيدالواقع الى ثباته ونزاهته وان كان الامل فهو معقود على جيل ربما يبرز للساحة متفانيا متفائلا بصد هجمات هذا السيل الجارف لكل ما هو وطني وانساني على اننا لا نبخس المحاولات الجادة للدولة لكشف مواطن وبقع الفساد للكننا نرى ان اي بارقة امل لازاحة هذا الكابوس لن نجده يزول الا في لحظة مشاهدتنا ان اي مسؤل يسير وحده في الطرقات دون حماية او وصاية مع اسطول من السيارات المصفحة والسكن في ارقى الدور الفارهة ساعتها نقول ان وعي الوطنية والنزاهة ولدت من جديد وان الوطن قد قبل جباه الشرفاء
مقالات اخرى للكاتب