منذ اكثر من 24 عاما، والسفارة السعودية مغلقة في العراق، هنا نتكلم عن فترة الغزو العراقي للكويت عام 1990، وما بعدها. تعاقبت حكومات بعد حكومات والجليد في العلاقات سيد الموقف فﻻ صدام استطاع اعادة اﻻمور الى نصابها، وﻻ مجلس الحكم، وﻻ غازي الياور وﻻ الطالباني وﻻ الجعفري وﻻ علاوي، وﻻ المالكي، بكل فتراته.
وزارة الخارجية السعودية ارسلت لجنة فنية من الوزارة للتنسيق مع وزارة الخارجية العراقية لوضع الترتيبات اللازمة لاختيار وتجهيز المباني المناسبة للبعثتين في بغداد واربيل تمهيدا لمباشرتهما العمل في أقرب فرصة ممكنة.
الاتفاق جرى بين قيادتي البلدين على اعادة افتتاح السفارة في بغداد وانشاء قنصلية عامة في اربيل.
العلاقات بين العراق والسعودية توترت لسنوات، وخصوصاً في وقت المالكي اذ كانت المملكة العربية السعودية تتهمه بجر بلاده الى حافة الهاوية من خلال سياسة اقصاء السنة، وهو ما يؤخذ عليه في ثمان سنوات متتالية همش فيها كل العراقيين اﻻ عراقيي دولة القانون.
وخيرهما..
قد تكون مبادرة الرئيس معصوم في زيارة المملكة هي الاساس المتين في عودة العلاقات الى وضعها الطبيعي ومع خطوته وقبلها بقليل تهنئة خادم الحرمين الشريفين لكل من معصوم والعبادي والجبوري ورسالته دعما لكل منهما، تلا زيارة معصوم تصريح لرئيس الوزراء حيدر العبادي ابدى فيه استعداده لزيارة المملكة، تبع ذلك زيارة رئيس مجلس النواب للسعودية ولقاءات متعددة مع المسؤولين هناك.
اليوم وبعد الاحداث الجسام التي تمر بها المنطقة عموما وفي العراق على وجه الخصوص من اﻻرهاب اﻻهوج الذي ﻻ يبقي وﻻ يذر لا يمكن للامور ان تسير والبرود يسود الموقف في العلاقات، والبلدان بحاجة ماسة لتحجيم المشكلات وتذويبها لقطع كل اﻻلسن التي تريد تمزيق ارادة الشعبين في العيش بصورة تحفظ لكل شعب كيانه.
محاربة اﻻهاب: التحدي المشترك
محاربة الإرهاب والوقوف بوجهه أولى أولويات العراق والسعودية، وهذا يتطلب تعاونا غير محدود وتواصلا غير مقطوع ، والعراق والسعودية يمثلان القوة الأهم في المنطقة لمواجهة الإرهاب وتحجيمه والقضاء عليه لما تمتلكانه من مقدرات مادية ومعنوية وجغرافية وتاريخية تضع البلدان النامية في مقدمة الركب لتحمل هذه المسؤولية الحرجة والحساسة والخطيرة.
القرار الداخلي
بتقديري ان عودة المياه الى مجاريها بين البلدين كان بقرار داخلي عراقي بالدرجة الاولى متمثلا باﻻنسجام والتناغم والتفاهم بين معصوم والعبادي والجبوري، ومن ثم كان التجاوب السعودي مع الرغبة العراقية واحساسهم بجدية القيادة الجديدة وعدم تسويفها، وهو ما سينعكس بالتالي على مجمل العلاقات الخارجية مع الدول اﻻخرى التي مسها او لمزها المالكي فيما سبق.
المصلحة المتحصلة من تقارب وجهات النظر بين الفريقين ستسهم بفاعلية في إعادة العراق الى الحاضنة العربية مما سيأتي بالنفع على القيادات السياسية والشعوب على حد سواء ذلك ﻻنهما يمثلان قوة ﻻ يستهان بها تعمل على اعادة اﻻمن واﻻستقرار الى المنطقة من جديد.
مقالات اخرى للكاتب