تقترب منطقة الشرق الاوسط من انطلاق حرب طويلة تقودها امريكا وحلفاؤها والدول العربية والغربية بحجة محاربة الارهاب الدولي المتمركز في في العراق وسوريا والذي تمثله تنظيم داعش والنصرة وميليشيات ايران في العراق وسوريا(حزب الله والحوثيين و56ميليشيا عراقية )،يكون من اولى نتائجها اعادة رسم خريطة ساكس بيكو ،على رؤية وتخطيط ومشروع امريكي لتفتيت المنطقة ،تعمل عليه امريكا منذ عقود طويلة ،ما يهمنا هنا قراءة الواقع على الارض من خلال ما يجري في العراق وسوريا واليمن، وما تنوي المملكة العربية السعودية القيام به في تحالفها الاسلامي العسكري ، والذي يلقى دعما امريكيا وغربيا واضحا، من خلال تنفيذها اضخم المناورات العسكرية في الشرق الاوسط التي تشترك فيها الاردن ومصر وتركيا والباكستان ودول الخليج ، والتي سميت ب(رعد الشمال)، وقد وصلت اعداد الجيوش المشاركة فيها الى اكثر من (150) الف جندي، مع اعداد هائلة من الدبابات والصواريخ وغيرها ، وقد تبدأ المناورات اليوم او غدا، في وقت تحقق طائرات التحالف الامريكي وقطعات الجيش والحشد العشائري انتصارات في الانبار وقواطعها امام تراجع وتقهقر واضح لتنظيم داعش ، وتنتظر امريكا معركتها الحاسمة القاصمة ضد تنظيم داعش في الموصل ،والتي تعتبرها الفاصلة لها ، وفي سوريا فشلت روسيا في القضاء على النصرة وداعش والجيش الحر ولاحرار الشام وغيرها ، هذا ما نراه الان ، لكن ما سيحدث في الايام القادمة ، وخاصة بعد دخول التحالف الاسلامي والعسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية والمتمثل بمناورات رعد الشمال ، ما يجب التوقف عنده وتحليله ، لانه سيحدث تحولا استراتيجيا في المنطقة والتي سنسميها (بحرب الشرق)، والتي ستشترك بها امريكا والدول العربية والغربية ، لاعادة رسم خريطة المنطقة بثوب جديد ،وحسب مصالح واهداف هذه الدول ومشاريعها في الشرق ، وستكون ايران وروسيا الخاسر الاكبر فيها وسنوضح كيف لاحقا ، بالرغم من ان الارض العربية في العراق وسوريا ستكون ساحة الحرب المفترضة لها ، كيف ..؟،هذا ما سنوضحه هنا الان ، وحسب معطيات مناورات رعد الشمال العسكرية ونتائجها ، ومعركة الموصل الامريكية ونتائجها، وهزيمة داعش والميليشيات ، ونتائجها وافرازاتها ، اذن نحن امام تحولات استراتيجية كبرى، تحتاج الى قوة عظمى لتحقق هذه التحولات ، وهل هي في صالح العرب ام لا، يقينا، لولا عاصفة الحزم ، وهزيمة الحوثيين في اليمن ، نتيجة دعم امريكا لها للتحالف العربي الذي تقوده المملكة ،لما انحسر الدور الايراني الذي يواجه خسائر كبيرة جدا في جنرالاته في حلب وسوريا، وتحجيم ميليشياته في العراق، فالبنسبة للتحالف الاسلامي العسكري الذي اعلن انطلاقته في الشرق بمناوراته العسكرية رعد الشمال ، اعلن في وقت سابق عن برنامجه العسكري واستيراتيجيته المستقبلية ،وهي القضاء على تنظيم داعش والميليشيات الايرانية في العراق وسوريا، والتي هي الاخرى اعلنت عن استراتيجيتها في (فتح مكة والقضاء على حكم ال سعود بالنسبة لداعش) او في (تغيير الحكم في السعودية وهدم الكعبة بالنسبة لمخطط ايران وميليشياتها )، وهذا الموقف يتطابق مع اهداف ومخاوف التحالف الامريكي والغربي ازاء هاتين الميليشيتين(داعش والميليشيات) ، اذن العدو بالنسبة لامريكا والدول العربية هو واحد ، بالرغم من تنوع الاساليب والشعارات والطرق المستخدمة في الافراط في القتل والتعذيب، ولان (المخطط والممول والمشرف والداعم )لهذين التنظيمين هو ايران التي بيدها (الريموت كونترول لهما)، في العراق وسوريا ، كما هو في لبنان لحزب الله واليمن للحوثيين ، فالحرب التي تقودها امريكا والسعودية وتحالفهما يستهدف هذا الخطر المشترك، وعليه دعمت امريكا السعودية وتحالفها العربي في اليمن ، وهزمت السعودية الحوثيين ، وقطعت الاذرع الايرانية ومنعت التمدد والتوسع الايراني هناك، واليوم تدعمه في التحالف الاسلامي العسكري في مناورات رعد الشمال في الشرق ،وتحديدا سوريا والعراق ، لتجمع انصار ايران واذرعها وميليشياتها في العراق وسوريا ، وهذا ما يبرر ان الحملة العسكرية السعودية والامريكية تتوازيان نحو القضاء على الخطر الداهم لهما ، ففي العراق اوشكت امريكا على القضاء على تنظيم داعش في الانبار واقضيتها بعد تحرير الانبار المدينة الاكثر استراتيجية المحاددة لسوريا ، وبقيت معركتها الاخيرة في الموصل ، وهي اعدت لها اعدادا سماه وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر(المعركة المفاجئة والخاطفة)، والتحضيرات العسكرية قاربت على الانتهاء بعد سنة من التحضير اليومي في الخطط والسلاح والمقاتلين وغيرها، وكل المؤشرات تؤكد ان داعش سيسلمها ويهزم كما حصل في الانبارتماما او ربما باقل الخسائر ، ورغم اننا نرى ان معركة الموصل معقدة عسكرية ، وتشي بتدمير شديد للبنى التحتية للمدينة عدا اعداد الضحايا،وعندها ستكون امريكا امام مواجهة الميليشيات وكيفية القضاء عليها ان لم لم بالامكان حلها (بقرار حكومي من حيدر العبادي او بابطال الفتوى التي انشأتها) من مرجعية النجف نوالتي انكفأت عن الحياة السياسية وابتعدت عنها ،بسبب وساخة جرائم التهجير والقتل الطائفي والسلب والنهب والتطهير الطائفي التي قامت به الميليشيات باسم المرجعية ، كما حصل في ديالى وبيجي وصلاح الدين والانبار وغيرها، وما التسريبات الاعلامية لحل الحشد واحالة القتلة والفاسدين الى المحاكم واقالة رئيس مجلس القضاء وغيره،الا تمهيدا لهذا ، ونزول الاف القوات الامريكية وعودتها للعراق هو يصب في مواجهة الميليشيات وانهاء دورها في العراق،كما انهاء دور داعش في الوقت نفسه، اما في سوريا ،فالامراكثر تعقيدا هناك، لان روسيا وايران هما من يديران العمليات العسكرية برا وجوا ، والمعارضة السورية لها صرعاتها مع بعضها البعض، وهذا ما يقلل من شأنها ن ويحد من تقدمها على الارض، وما فشل جنيف 1وجنيف2 وجنيف3 هو احد نتائج هذا الخلاف والصراع، والفشل الاخير هو من دق اسفين في نعش المعارضة وفشلها في الوصول الى تفاهمات مع النظام السوري، وعزل المعركة فقط مع داعش وتنظيمها المتطرف، وهذا ما ستعالجه مناورات رعد الشمال وامريكا في سوريا، اي ان التحالف الاسلامي العسكري سيحسم المعركة هناك مع داعش، والتواجد الروسي والايراني معا، وبذلك ينهي الهيمنة الروسية والايرانية على روسسيا،كما نهاها في العراق بالنسبة لايران، وما تصريحات السفير السعودي المثيرة للجدل الا رسالة قوية للسعودية وعودتها بقوة لاحتضان العراق واعادة الى حاضنته العربية وتخليصه من براثن الغول الايراني ، الذي يمارس التدجيل والتضليل والتغول مع الشيعة العرب ،هداف سياسية باطار ديني تضليلي وتدليس ديني لتغليف قضية بلبوس ديني وتشيع صفوي ، اعتقد ان حرب الشرق وان لم تعلن عنها امريكا والسعودية ، ربما تكون حربا ناعمة ، ولكن تحقق اهدافا كبرى وتحولات كبرى للمنطقة ، اولها ابعاد الخطر الايراني وايقاف تمدده وتوسعه في المنطقة، وثانيا اعادة العراق الى الحضيرة العربية اسما وهوية ، وانهاء التطرف الديني بكل انواعه ومشتقاته، وبروز الاسلام المعتدل ، محل الاسلامي السياسي المتطرف ، وانهاء دور حزب الله في لبنان واعادته الى حجمه الطبيعي كحزب تابع لايران وولي الفقيه ، وتقليم اظافره ، باسم الشرعية الدولية لمحاربة الارهاب، والحفاظ على هويتي لبنان والعراق العربية من التغول الايراني ،الذي يريد ان تكون بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية واعلان وحدتها مع سوريا وايران ولبنان، حرب الشرق ستكون طويلة لكن نتائجها مضمونة ، اما مشروع التقسيم واعادة رسم خريطة المنطقة ، بحدود جديدة ودول جديدة في العراق وسوريا وايران وغيرها، فهذا يعتمد على شعوب المنطقة نفسها ، لان رسم الحدود لن يتم بالقوة ،كما تم في سايكس –بيكو، ونحن على ابواب مضي قرن كامل على اعلانه، وربما هناك سيناريو امريكي باعتبار ان نهاية السنة الحالية ستكون هناك مناسبتان الاولى انتهاء رئاسة اوباما والثانية الاحتفال بمضي قرن كامل على سايكس بيكو، لذلك ربما تعلن قرارات مفصلية لادارة اوباما تعلن فيها تطبيق مشروع بايدن في العراق ، كشرط للقضاء على داعش والميليشيات، وهذا ما تتخوف منه الكتل السياسية بشكل خاص لانها ستكون في خبر كانـام للعراقيين عامة على اعتبار العراقيون يرفضون تقسيم العراق بكل طوائفه وقومياته ،نحن ازاء تحولات كبرى ، تنتظرها المنطقة ،تكون المملكة العربية السعودية كقائدة للتحالف الاسلامي العسكري ،وامريكا كقائدة للتحالف الغربي ، الكلمة الفصل فيها ، نعم حرب الشرق التي سنشهدها تنتظر بداية عصر عربي جديد لامكان لايران وروسيا فيه ....
مقالات اخرى للكاتب