لا اعلم ما السبب الذي دعا ائتلاف دولة القانون لاختيار مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف , مكاناً لانطلاق حملته الدعائية , في رحلة الحفاظ على المكتسبات الانتخابية , التي تحققت له بعد ثمان سنوات من الحكم والتربع على المناصب التنفيذية سواء كانت في الحكومات المحلية او في الحكومة المركزية , ولعل اختيار مقبرة النجف فيه دلالات قد تكون خافية على عامة الناس لكنها حاضرة في اذهان النرجسيين ممن يعتبرون انفسهم قد خدموا المواطن في حين ان اقتران بدء الحملة الانتخابية بالقرب من مرقد الامام علي وهو سيد البلغاء والمتكلمين والنموذج القدوة في ترسيخ المبدأ الديمقراطي للحكم حيث كان سلام الله عليه يعتبر الناس صنفان " أخ لك في الدين ونظير لك في الخلق " وهذا مبدأ مهم من مبادئ المساواة والديمقراطية التي اكتشفها فيما بعد اصحاب النظريات الغربية , وقد يكون في الامر شيء أخر علنا نعتقد بأن بداية الحملة الانتخابية لائتلاف عرف عنه التواجد الدائم في سدة الحكم والسيطرة شبه التامة على اغلب مفاصل الدولة فقد يعطي هذا الاختيار انطباعاً لدى الاموات واغلبهم من ضحايا نظام البعث سيما وان ابناء الاموات مازالوا يراوحون ذهابا وايابا بين مؤسسة الشهداء ودوائر الحكومة التي تجاهلت كل دعواتهم بالتعويض والاقتصاص من الجناة سيما وان اغلب من كانوا سببا بسكن هؤلاء تحت الارض هم الان في عداد الاجهزة الامنية الحالية بعد ان تنظفت ايديهم من الدماء , ولربما يكون في هذا المكان الذي يعتبره الاغلب مقدس وقد يكون الترويج فيه محرم انتخابيا ومخالفة يعاقب عليها مسؤولو الدوائر الانتخابية ربما يكون في هذا المكان رسالة مفادها ان الذي مات .. مات ونحن ابناء اليوم فعليكم ايها الاموات ان لا تزعجونا بكوابيس وتطالبون بالإنصاف والتعويض فقد اقتضت المصالحة الوطنية ان نسحق فوق قبوركم ونحولكم من شهداء الى قتلى , انتخابات مجالس المحافظات ممارسة ديمقراطية لاختيار من يخدم المحافظة ولا يكون مقبولاً لدى الناس ان تتزاحم الكتل السياسية بين الشوارع والازقة بحثاً عن فراغ جداري لتعليق بوستراتها بل الاحرى ان تتزاحم الكتل السياسية وخصوصا تلك الموجودة في السلطة لتقديم الخدمة والعمل على اصلاح واعمار محافظاتها . الخالدون لا يبحثون عن اوراق تخلد تاريخهم فهم من يبحث عنهم التاريخ لذلك اما الفاشلون فسيكون حتما مكانهم بين القبور .
مقالات اخرى للكاتب