ليس بعجيب أن يرفع السيد مقتدى الصدر قرار التجميد عن ما يسمى بسرايا السلام، فهذا هو ديدنه ، فالرجل معروف بمواقفه المتقلبة وتراجعه عن قراراته, لكن الغريب والعجيب هو من لا يتعظ ولا يعتبر رغم تكرار التجارب والمواقف , واعتاد على اللدغات مرارا وتكرارا. كتبنا سابقا مقالا تحت عنوان ما وراء "تحالف مقتدى –علاوي" , وكان من ضمن ما جاء فيه أن مقتدى الصدر شخصية متقلبة , وهو ليس بمنأى عن التبعية لإيران , وان حاول تقمص رداء الوطنية , وان قضية التجميد سرعان ما يتراجع عنها لأنها مجرد تكتيك للخداع , فها هو يتراجع عن قراره كعادته , ويرفع التجميد عن مليشياته لتتقاسم الجرائم مع المليشيات الأخرى والحشد الشعبي تحت إمرة قاسم سليماني الذي يصول ويجول في العراق الذي أصبح عاصمة امبراطوية إيران كما صرح بذلك مستشار روحاني ووزير الاستخبارات في حكومته حيث قال: ان إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي. عندما صرح مقتدى الصدر برفع التجميد , جدد رفضه للتدخل الأمريكي في قتال داعش , لكنه لم يعلن عن رفضه أو شجبه أو إدانته ولو بحرف أو إشارة أو تلميح للتدخل الإيراني في قتال داعش , بل لم يرفض الاجتياح الإيراني الواضح للعراق بحجة محاربة داعش . لا يُقال إن السيد مقتدى الصدر رفع التجميد لمحاربة داعش ، فهذا القول مضحك جدا لأن قرار التجميد صدر وداعش يصول ويجول .... ما صدر ويصدر من السيد مقتدى الصدر ليس بغريب بل الغريب والعجيب كما قنا في البداية هو أولئك الذين يتحالفون معه وينخدعون به ونقصد الدكتور أياد علاوي وغيره من القيادات السنية... ساعد الله قلبك يا عراق على هذا المهازل والكوارث.
مقالات اخرى للكاتب