هذه المقولة يرددها العراقيون دائما ..عندما يختلف متخاصمان على قضية ما ...ويصر احدهما على فرض ارادته على خصمه ..لكسر ارادته واخضاعه لقبول شروطه ...
وهذا ما يحدث بالعراق الجديد ومنذ سقوط النظام السابق ...فالكثير من المواقف السياسية يمكن تطبيق هذه القاعدة عليها ...وهي بالتاكيد تحز بنفس كل عراقي وطني ومخلص وشريف .. يحب وطنه العراق حصرا ...( على الاقل ان تناسينا مايحدث في المنطقة العربية او العالم ) ...لقد كنا نحلم بعراق حر ديمقراطي تسودة العدالة والمساواة وحكم القنون ...فاذا نعيش دولة بلاقانون يحكمها المليشيات والارهاب وتسودها الفوضى ...
وكلنا نذكر ومن قبل السقوط وبعده كيف اتفقت الكتل السياسية المتعاونة مع الولايات المتحدة وبريطانيا انذاك ( أما بوعي وادراك وتخطيط مسبق او جهلا وسهوا ) ...على تقسيم العراق الى ثلاث اقسام سني –شيعي – كردي بحجة المظلومية وعدم السماح للدكتاتورية للعودة ولحكم العراق ثانية .. وبوعي او بدون وعي ...فهم بهذا العمل طعنوا وحدة العراق وشعبه بالصميم ومزقوه شعبا وضيعوا حقوقه في الارض والمياه والسيادة ..
كلنا نذكر كيف تمسكت جبهة التوافق بقيادتها المعروفة بنهجها الطائفي وهي من شجعت على اشعال الفتنة الطائفية حينذاك وبدفع من خارج الحدود ..
وكلنا نذكر كيف تمسك الدكتور اياد علاوي بموضوع مجلس السياسات الاستراتيجة ...الى ان خربط كل العملية ...ومزق كتلة العراقية التي كان يتزعمها ...
وجاء بعده ...طارق الهاشمي وارتباطاته بدول الجوار ...فضيع نفسه ...واحرج حزبه ...واضعف العراق وشعبه ..
اما التحالف الكردستاني بقيادة الرئيس البرزاني ...فقد نصب من حكومة بغداد ونوري المالكي شماعة تعلق عليها كل اخطاء العقود السابقة ...هدف الرجل وحزبه واضح وهي اقامة جمهورية كردستان المستقلة ...وهو هدف مشروع له ولغيره ..ولكن هل من الممكن تحقيق كل ما نحلم به من احلام سرمدية ؟؟؟ وكلنا يعلم محاولات العرب لتحقيق وحدتهم وفشلوا فشلا ذريعا ...وضيعوا ابسط حقوقهم ..وهو العيش بعز وكرامة بين شعوب العالم ..وبالرغم من تاريخهم التليد ودينهم الحنيف وثرواتهم الطائلة ...تحولوا الى هدف ونموذج يحتقره كل دول العالم ...فهل سيستفيد اهلنا الكرد من تجربة العرب هذه ؟؟؟
هذه الظروف الميدانية الداخلية والدولية هيأت الاجواء لتسلط فئة من السياسيين تفكر بنفسها ولا تفكر بشعبها ..صاحبها الفساد والارهاب ...وعناد شخص واحد وهو السيد نوري المالكي وحزب واحد وهو حزب الدعوة ..على التمسك بتلابيب السلطة معرضا وحدة الشعب الى الخطر بسياسة ...اقل ما يقال عنها انها غبية وحمقاء ...فهو وكما نشاهد وبنفس الوقت مستمر على تقديم التنازلات لخصومه وهدر المال العام والسكوت عن الفساد والمزورين ...واللصوص والقتلة المجرمين ...سيضيع الشعب العراقي ..
للخروج من الازمة يجب اتخاذ قرارات شجاعة وحاسمة وسريعة (وليس على الطريقة الروزخزنية ) الا وهي بحل البرلمان او يذهب الى حكومة الاغلبية او حكومة انقاذ وطني مستقلة تشرف على الانتخابات وتعديل الدستور ...والا سينفذ الرئيس البرزاني تهديده ...اما الشراكة على شروطه واما الطلاق ؟؟؟ وكلا االامرين مر ...
وهذا ينطبق على تصعيد مطالبات المعتصمين في المحافظات الغربية ...مهما فعلت الحكومة فلن يرضوا عنها الا بسقوطها وزوالها من الوجود ...
هذه طبيعة السياسة كما اعتقد وافهمها شخصيا ..والسبب لان اخطاء الحكومة كثيرة ولا تغتفر ..ومنها ...المالكي والساسة الشيعة فهم الطامة الكبرى ...فهم لم يصدقوا وصولهم للحكم والسلطة الا وامسكوا بها باياديهم واسنانهم ..وهذا السياق سوف يؤدي الى ضياع العراق كدولة وشعب ...بسبب الفشل والفساد ..
اليوم واكثر من اي يوم اخر ...العراق بحاجة الى قرارات حاسمة وشجاعة من قبل المالكي بالذات ...لانه هو من يمسك بكل خيوط اللعبة ...وعليه ان يشكل حكومة اغلبية تدير شؤون البلاد باخلاص ونزاهة ...قبل ان يغرق الجميع ...ويجب ان يدرك أنه مهما اعطى تنازلات لكافة الاطراف بمافيهم جماعته الشيعة ...فلن يقبلوا ويطالبون بالمزيد ...وهذه الطريقة ان استمرت سنقسم العراق رضينا ام ابينا ..
ولاننسى ظروف المنطقة الحرجة هذه الايام بالنسبة للامريكان واالانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري ونظام الاسد على العناصر المتمردة المدعومة من قبل اليمين المتطرف ...وان زيارة كيري الاخيرة لتركيا وصلحها مع اسرائيل واوجلان .. لمؤشرات كلها تصب لهدف وغاية معينين لا أعرفهما ولكني احس بها وقد تكون نقمة على العراق وسوريا وشعبهما وربما المنطقة كلها ...والله واعلم بما يخفيه المستقبل ...
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...
مقالات اخرى للكاتب