التاسع من نيسان اليوم الذي أظهر الله فيه الحقَّ وأزهقَ الباطل ، واليوم الذي أعزَّ فيه المؤمنين وأذلَّ البعثيين ، التاسع من نيسان اليوم الذي ظهرت به كلُّ أحقاد الأعراب ضدَّ عراق الحضارة والمدنيّة والتقدّم والحريّة، التاسع من نيسان اليوم الذي انكشفت فيه كلّ الأوجه المقنَّعة للشوفينيّينن وبطولاتهم الزائفة ووطنيتهم الكاذبة وعنجهيّتهم الفارغة، التاسع من نيسان اليوم الذي ظهر فيه (جنودُ البعث) على حقيقتهم وهم بسراويلهم الداخليّة يهربون من دبّابتين أمريكيتين (كما صوّرتهم كل الفضائيات)، ففي هذا اليوم الذي أطلقَ عليه الأعراب ومن ورائهم كلّ العالم الذي لايريد الخير للعراق تسمية الإحتلال، ويوم سقوط بغداد، أو سقوط العراق، بينما حقيقة الأمر تشيرُ إلى سقوط نظامٍ دموي تسلطي غريب عن أهل العراق الشرفاء، وهم الشهيرون مثل أعلام (حمامة) أيّام الجاهليّة، ومثل عورة ابن العاص في وقعة الجمل، يوم جاؤوا بقطارٍ أمريكي بريطاني ، حسب اعتراف (السعدي) أحد أقطابهم ودمّروا العراق واستباحوا حرمات شعبنا الأبيّ، وقتلوا خيرة ابنائه البررة من مثل الزعيم الوطنيّ الشهيد عبدالكريم قاسم ورفاقه، ونصّبوا فوق رقاب أبناء هذا الشعب، حفنةً من المتخلفين الأمّيين وقطّاع الطرُق، الذين لايفقهون الحقَّ لاستغراقهم في وحول الباطل، اولئك الرعاع الذين تربّوا على العمالة لكلّ أجنبي، وباعوا الوطن بأبخس الأثمان، وخانوا حتّى بعضهم البعض، كما ظهر ذلك للجميع من خلال مذكّراتهم، ومن خلال المسلسل الدموي في تأريخهم المخزي، فجعلَ الله بأسَهم بينهم، وعلى غرار مانقلَ جبرائيل عن الله حيث أخبرَ الرسول محمّد (ص): (إنّ اللهَ يُقرئُك السلام ويقول: الظالمُ سيفي أنتقمُ به وأنتقم منهُ).
إنّنا لو دقّقنا النظر مليّاً في ضخامة الآلة الحربيّة والقمعيّة لنظام البعث الصدّامي المقبور وأزلامه، وسعة ومتانة المتاريس التي تخندقوا خلفها والتي استنزفت مواردَ الشعب العراقيّ طيلة سبعة وثلاثين عاماً، لقدّرنا أنّ التاسع من نيسان قد كان معجزةً (إلهيّة)، إذ كيف يمكن لنظامٍ راسخ - على بطلانه - ويقوده عميل رخيص مثل (صدام) أجلّكم الله، أن تعزله الدولُ التي ساعدته على كل أعماله الجبانة في تدمير العراق والهجوم على الجمهورية الإسلاميّة واحتلال دولة الكويت وانتهاك الحرمات فيها وتفتيت أواصر العلاقة بين العرب والمسلمين وإبادة إخواننا الكرد في حلبجة وعمليّات الأنفال المشبوهة، كيف للدول التي ساندته في كلّ ذلك، أن تقوم بإذلاله بالطريقة التي مرّت على القاصي والداني، في ليلةٍ وضحاها وكأنّ شيئاً لم يكن فذهب هو ونظامه هباءً منثوراً إلّا من بقاياه في مزبلة التأريخ وصفحات العار والشنار، لو لم تكن هناك إرادة ومعجزة إلهيّة كبيرة في زمنٍ غابت عنه واضمحلّت واختفت المعجزات.
واليوم نرى كما رأينا من قبل، أنّ كل مايقوم به الشعب العراقي من أعمال وطنية من اجل الإرتفاع بمستوى الحياة الحرّة، تعبتر خيانة في منظور الأعراب ، فالإنتفاضة الشعبانيّة قام بها خونة، والشهيد عبد العزيز البدري السُنّي خائن، والكرد خونة، وكل شيعي عراقي يطالب بالحرية والعداله فهو إيراني وخائن، ولكنّ الإرهابيين حينما يحتلون مصر فتلك ثوره !! والقاعدة إذ تدمّر سوريا فهي ثورة أيضاً، وليبيا التي يقتل رئيسَها الناتو - رغم أنّه ربيبه - هي ربيع عربي، إلّا العراق !! فإنّ يوم التاسع من نيسان انقلاب على الشرعية بنظر الاعراب، وسقوط وطن، واحتلال، فلماذا نحن محتلون وغيرنا متحرّر؟
تحرر العراق في التاسع من نيسان من قبل أبنائه البررة، وبمساعدة الأمم المتحده التي أصدرت عدة قرارات من أجل التخلص من النظام البعثي ومن جرذ العوجة ، ولا يمكن نسيان دور قانون تحرير العراق الذي أصدره الكونغرس الأمريكي.
وعلى الرغم من أنّ ذريعة الأعراب يسندها بوجه من الوجوه قرار الأمم المتّحدة الخاص بوضع العراق - في حينه - تحت الإحتلال، إلّا أنّ الحكومة العراقيّة المنتخَبة قد سارعت وحقّقت استقلالَ العراق بموجب الإتفاقيّة الأمنيّة مع الولايات المتّحدة، حيث أنّ النظر إلى الإحتلال لم يدخل من النظرة الضيّقة التي يراها الأعراب، وإنّما من خلال التجربة اليابانيّة والألمانيّة التي أعقبت الحرب العالميّة الثانية، حيث هاتان الدولتان اليوم تتصدّر العالم المتقدم سواءً في التكنولوجيا أو حياة الإزدهار.
والعجيب في ألامر أن الشعب الذي كان يوماً ما مضى، يتمنّى أن يحكمه الشيطان دون النظام العفلقيّ المشبوه، لايحتفل ولايهتم لمثل هذا اليوم وكأنه قد صدّق أكاذيب وإعلام الجزيرة والفضائيات المموَّلة من السعودية وغيرها بأن العراق قد تم احتلاله في مثل هذا اليوم، فيما المحتلّ قد خرجَ وانسحب جيشه من العراق، فهل يعلم المحسوبون على العراق ومعهم العرب الذين يروجون لذلك، بأنّ 75 ألف جندي أمريكي يعمل ويتخندق في المملكة العربية السعودية لحماية العائلة الحاكمة؟ و 53 ألف جندي في قطر ، 40 الف جندي أمريكي في البحرين ، 15 الف جندي في الإمارات، فمن هو البلد المحتلّ ياعرب؟ أهوالعراق أم أنتم ؟ وهل هناك بلد عربي يمتلك السيادة؟ وهل هناك شعب عربي لايعرف أن العراق البلد العربي الوحيد الذي ليس لديه علاقة باسرائيل ؟ وأن غالبيّة الدول العربية لديها سفارات ومكاتب تجاريه أسرائيليه في بلدانها؟
ألف تحيّة لكل جندي أمريكي شهيد سقط على أرض العراق الطاهرة، ألف تحيه للفاتح العظيم (جورج دبليو بوش) رضوان الله عليه وأرضاه ،هذا الرجل الشجاع الذي جعلنا نرى ذلة المقبور صدام وجبن وخيانة البعثيين وهروبهم كالجرذان واللعنه الدائمة على العصابة البعثية التي قتلت العراقيين بحجة مقاومة الاحتلال الموهومة، وسيبقى يوم التاسع من نيسان عيداً وطنياً قومياً يحتفل به كل من يعرف معنى الحرية والكرامة ويعرف جرائم البعث التي اقترفوها بحق العراقيين، فليكن يوم التاسع من نيسان يوم شكر ويوم صلاة شكر لله وحده.
مقالات اخرى للكاتب