مايجري في العالم من إجرام وقتل وتفجيرات ...ينتمي مجرموها ومنفذوها الى عقائد ومذاهب فاسدة ومشوّهةٍ
تختلف في طبيعة أفكارها وبعضها يناقض أفكار البعض الآخر... لكنها تلتقي في الأهداف وتتشابه في الاجرام ... وكأنها من أصل واحد... ولو تعرّفنا على المجرمين الذين يقتلون ويفجّرون وينشرون الخراب في العراق ..لوجدناهم ينتمون الى عقيدتين منحرفتين تشرّبتا بأفكار يهودية منذ نشوءهما فأضحيتا يسيران في أتجاه واحد نحو هدف واحد ...هو تخريب وتدمير وقتل كل ماتصل إليه وحوشهما الإجرامية ...العقيدة الأولى هي عقيدة أولئك الذين إنشقوا عن دين محمد ص بعد رحيله الى ربه..وخطفوا الإسلام وأجرموا وقتلوا ولازالوا يجرمون ويقتلون بأسمه ...وتتصف اعمالهم
بالخسةِ والجبن ولايتورّعون عن إستخدام أي وسيلة تحقق لهم أهدافهم الدنيئة...وهم جبناء إلى درجة لا يترددون معها عن فعل أي شيء مذلٍ لدفع الردى عنهم حين يقعون في مصيدة الخصم..وليس بعيد عنهم ذاك الذي دفع عن نفسه القتل بذلّ فعلته الوضيعة عندما صار في قبضة علي بن ابي طالب ع فكشف عن سوءته فأعرض الإمام عنه وأبت نفسه أن يجهزعلى خصمهِ وهو في حالةٍ مذلّة حتى لو كان ذلك الخصم هو عمرو بن العاص الخبيث المنافق... وهذا هو طبع الشجاع الكريم... وقد صارت تلك الحادثة موضع تهّكم وإستنكار لكل من يستعمل وسيلة مذلة وتناقلها الشعراء في
قصائدهم...وقد ورد ذكرها في قصيدة الشاعر العربي ابو فراس الحمداني التي مطلعها اراك عصي الدمع شيمتك الصبر..... التي غنتها أم كلثوم... إلا أن هذا البيت قد حذف منها وهو...
لاخير في دفع الردى بمذلّة
كما ردها يوما بسوءته عمرو
هكذا هم ..ولكن مااقذرهم حين يتسلّطون على خصمهم حتي لو كان طفلاً بريئاً...أو أمرأة أو زائرا قاصدا زيارة أولياء الله الصالحين ...ودائما ماتكون جرائمهم عن بعد لأنهم جبناء ...فهم لايواجهون خصمهم إذا كان مسلّحا ..
يزرعون العبوات الناسفة والمفخخات في الجوامع والمدارس أو في ساحات العمال أو الأسواق ...ويتصفون بالغدر والرذيلة... ولا حرمة لأسير أو جريح عندهم... فليس من شيمهم العفو والكرم والشرف.... فهي بعيدة عنهم بعدها عن جدهم الذي طبخ رأس مالك بن نويره وجدتهم التي أكلت كبد الحمزة بن عبد المطلب...وهم اليوم يأكلون القلوب ويحرقون الاطفال ...ويحرقون الجثث وينبشون القبور ويهدمون مقامات وأضرحة الصحابة والأنبياء ...خسةٌ مابعدها خسّة...أما أصحاب العقيدة الفاسدة الأخرى هم كلاب البعث ...لاتختلف عقيدتهم عن عقيدة التكفيريين فكلاهما من منبع فكريٍ واحد ...مؤسس
عقيدة البعث يهودي المولد والمنشأ ...وأبطال عقيدة التكفيريين هم من ذات الأصل ..لذلك تشابهت أهدافهم وتوحدت جرائمهم... والتقت مصالحهم... ولكن مهما بالغوا في إجرامهم ومهما قتلوا من الأبرياء ...فهم لامحال في مزبلة التأريخ تلاحقهم اللعنات مهما طال الزمن .
مقالات اخرى للكاتب