في الوقت الذي ما زالت أصداء العدوان السعودي الأميركي على اليمن تلقي بظلالها على الوضع المأساوي والمعيشي بالداخل اليمني، جاء المشهد اليمني اليوم ليلقي بكل ظلاله وتجلياته المأساوية بواقع جديد على الواقع العربي المضطرب، فيظهر الى هذا المشهد العربي المضطرب واقع المشهد اليمني بكل تجلياته المؤلمة والمأساوية، والتي ما زالت حاضرة منذ اندلاع الحرب العدوانية السعودية الاميركية على الشعب اليمني، وفي آخر تطورات هذا المشهد هو استمرار فصول هذا العدوان العسكري على الأرض تاركاًَ خلفه الآلاف من الشهداء والجرحى ودماراً واضحاً وبطريقة ممنهجة لكافة البنى التحتية بالدولة اليمنية، على رغم الحديث عن إيقاف الحرب العدوانية على اليمن .
اليوم نسمع عن مؤتمرات دولية «لا تغني ولا تسمن من جوع اليمنيين التواقيين للاستقرار»، وهذه المؤتمرات تسعى كما يقال الى وضع حد لحالة الفوضى التي تعيشها الدولة اليمنية، ومن هنا يمكن القول إنه بات من الواضح ان مسار الحلول السياسية وتحديداً منذ مطلع الربع الثاني من عام 2016، قد نعتها آلة الحرب السعودية الاميركية، فقد عشنا منذ مطلع الربع الثاني من العام الحالي تحديداً على تطورات دراماتيكية «دموية»، عاشتها الدولة اليمنية بسبب العدوان السعودي على اليمن من شماله الى جنوبه، ومن غربه الى شرقه، والواضح انها ستمتد على امتداد أيام هذا العام، فقد اشتعلت جبهات عدة على امتداد الجغرافيا اليمنية، وفي شكل سريع ومفاجئ جداً، في ظل دخول متغيرات وعوامل جديدة وفرض واقع وايقاع جديد للخريطة العسكرية اليمنية، وخصوصاً بعد تمدد القوى الرديكالية «القاعدة وحلفاؤها» في شكل واسع بمناطق شمال غربي وجنوب شرقي اليمن. وبالانتقال الى ما يجري على الساحة اليمنية عسكرياً، وتحديداً بمدينة تعز وببعض المدن في شمال وغربي اليمن، فقد شهدت معظم هذه المدن خلال الأيام العشرين الماضية، صراعاً دموياً كبيراً محلياً مدعوماً بأجندات خارجية، وقد كانت بعض أطراف هذا الصراع متعددة الولاءات، فمنها على سبيل المثال لا الحصر، ميليشيات وكتائب عسكرية متعددة «بعضها موالٍ لـ«القاعدة» وبعضها للرئيس اليمني هادي وبعضها ما يسمى بالمقاومة الشعبية وألخ»، وهذه الميليشيات بمجموعها تحارب اليوم الجيش الوطني اليمني وحلفاءه الساعين الى فرض القانون وسيادة الدولة اليمنية على الاراضي اليمنية كافة. ت
عدد هذه الميليشيات المسلحة على الاراضي اليمنية أفرز حالة صراع دائم في اليمن، فقد ارتبط هذا الصراع المحلي بصراع أقليمي – دولي، مما ينذر بالمزيد من الفوضى داخل الدولة اليمنية مستقبلاً، وفي ظل غياب أي بوادر لحلول سياسية للأزمة اليمنية، تزامناً مع ظهور جماعات راديكالية «متواجدة بشمال شرقي وجنوب اليمن، أعلنت ولاءها ومبايعتها لتنظيم داعش» الرديكالي، وهذا ما سيزيد التعقيد المستقبلي للحالة اليمنية المضطربة أصلاً، وهذا الوضع قد يستمر على الأقل أشهراً مقبلة. ختاماً، يمكن القول ان المشهد اليمني يزداد تعقيداً مع مرور الأيام، وهذا ما يستلزم وضع خطوط عمل فاعلة على الأرض اليمنية من قبل بعض القوى الوطنية بالداخل اليمني من «انصار الله وحلفائهم» لوضع حد للفوضى وتنسيق حلول مقبولة مع الاطراف الوطنية الاخرى بالداخل اليمني لايقاف حالة النزيف التي يتعرض لها الوطن اليمني، وإلا ستبقى الدولة اليمنية بكل اركانها تدور بفلك فوضوي طويل عنوانه العريض هو الفوضى والصراع الدائم على الارض اليمنية.
مقالات اخرى للكاتب