لم يكن مريضا، كان يعمل بهمة عالية على انتولوجيا الشعر العراقي الحديث والمعاصر، طالبني بنسخة عن ديواني، نبوءة مجنونة، ثم أخبرني وأنا اوصله إلى منزله في لقاء لاحق أنه حصل على نسخة منه. المرة الأخيرة التي اتفقنا على أن نلتقي في مقهى اتحاد الأدباء، كان يحمل عكازا صغيرا، حملني تحية وطلبا إلى الشاعر شوقي عبد الأمير في بيروت، تواصلنا بعدها عبر الهاتف، ثم انشغلت عنه، وعن نفسي بالوحش الأسطوري الذي يأكل نفسه (العراق) لاتلقى اليوم خبر رحيله. فإلى فردوس خورخي لويس بورخيس يا صديقي.
***
توفي الشاعر حسين عبد اللطيف في مدينة البصرة، اليوم الخميس، عن عمر ناهز ـ69 عاماً بعد معاناة طويلة مع مرض السكري.
ويعد عبد اللطيف من الاسماء الشعرية الفارقة على خارطة الشعر العراقي الحديث، حيث اسهم بجهده الشعري والنقدي منذ ستينات القرن الماضي بإضاءة المشهدي الثقافي بمنجز وضعه في مصاف الأسماء اللامعة في العراق بشكل عام والبصرة بشكل خاص.
ورغم ان الشاعر الراحل من المقلين على صعيد النشر الا انه أثار اهتمام العديد من الكتاب والنقاد فكتب عنه كل من محمد خضير، محمود عبد الوهاب، طراد الكبيسي، عبد الجبار عباسود، حاتم الصكر، د. محمد صابر عبيد، ياسين النصير، د. فهد محسن فرحان، جميل الشبيبي، حيدر عبد الرضا، رياض عبد الواحد ومقداد مسعود والشعراء مصطفى عبد الله، عبد الكريم كاصد، شوقي بزيع وأديب كمال الدين.
كما ان الشاعر العربي الشهير أدونيس، كان قد احتفى بالشاعر الراحل ونشر له في العدد الثاني من مجلة (مواقف) مجموعة من القصائد مؤكداً ان "العراق بشبابه الشعراء يضيف نكهة خاصة متميزة لبيت الشعر العربي الممتد عميقاً في المكان واسع الأفق في التاريخ والزمان".
وعرف عن الراحل دوره الاحتفائي بالعديد من الأدباء الشباب في المدينة خلال الفترة التي كان يعمل فيها في إدارة اتحاد ادباء البصرة.
صدر للراحل: "على الطرقات أرقب المارة" عن دار الشؤون الثقافية ثم صدرت مجموعته الشعرية الثانية "نار القطرب" عن ذات الدار و"امير من اور" عن دار ينابيع و"بين آونة وأخرى يلقي علينا البرق بلقالق ميّتة-متوالية هايكو" عن جامعة البصرة.
عن: القرطاس نيوز