فتنة جديدة تحاول زرعها في العراق الجهات المرتبطة بالمشروع الصفوي وبالمالكي كأحد أدوات هذا المشروع وهي ازمة الثقة بين العرب والأكراد ... وانا شخصيا كنت شاهدا حيا على هذا الاسلوب خلال السنوات ٢٠٠٨- ٢٠١١ مستغلين خلافاتنا السابقة ... ولم نستطيع تجاوز تلك الخلافات حتى أبعدنا المالكي وزمرته عن حواراتنا ... وقد لعبت الامم المتحدة دورا مهما في بناء الثقة بين القيادات العربية والكردية ... وما يحدث الان هو محاولة لضرب هذه الثقة وتحويل وجه الصراع في شمال العراق الى صراع كردي - عربي ( سني - سني ) ... فما ان بدا المجتمع الدولي بالتدخل لضرب داعش في العراق حتى بدا معها ترويج الصورة القديمة بان الإرهاب والعرب السنة وجهان لعملة واحدة مستغلين وجود أعداد من العرب بين الإرهابيين ومتناسين ملايين العرب المشردين خوفا من بطش نفس الإرهابيين ... ومع اي حساب منطقي للأحداث نجد ان العرب السنة هم اكثر من تأذى من الإرهاب ونجد ان الإرهاب يقاتل في ديارهم ويقتل أبناءهم ولكن في الازمات يفقد الجميع بوصلة المنطق السليم وتؤثر فيهم الدعايات والإشاعات ... وعلى الرغم من كل تلك الإشاعات والمحاولات تبقى للمرحلة استحقاقاتها فقد اثبتت قدرة داعش في السيطرة على كل هذه المناطق بسهولة وجود خلل أمني حقيقي ناتج عن استبعاد القوة السنية العربية في حماية مناطقها وان هذه القوة العربية السنية تحتاج الى تعاون وتنسيق مع قوات الاقليم كل في منطقته وتنسيق اعلى في المناطق المتشابكة او ذات الاهتمام المشترك ... لقد لاحظنا انضمام مجاميع عشائرية صغيرة لداعش في بعض المناطق اثناء قتال داعش مع البيشمركة وقد استغرب الأكراد بان بعض هذه المجاميع كانت ترتبط بعلاقات جيدة مع فروع الاحزاب الكردية والسبب واضح جدا فما هذه سوى مجاميع منافقة تسعى للفائدة من الجميع وليس غريبا ان تتقلب في ولاءاتها كما كانت بعض العشائر الكردية تتقلب في ولاءاتها ايضا مع أنظمة الحكم المتعاقبة ... وكما اننا نعرف بان أولئك المتقلبين لم يكونوا يمثلون الأكراد فان هؤلاء المتقلبين من العرب لن يمثلوا العرب ايضا ...
مقالات اخرى للكاتب