العراق تامز:
اكد متظاهرون وناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي ان اي نجاح لاصلاحات يتخذها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مرهون باقصاء رئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود حامي الفاسدين من القضاء الذي عمل على تسييسه حماية لربيبه نوري المالكي وقبله مسوغا لقرارات رئيس النظام السابق صدام حسين.
وقال المتظاهرون والناشطون ان مأساة العراق تكمن في هذا القضاء الفاسد الذي يتربع على راسه المحمود والذي كانت قراراته واحكامه خلال السنوات التي اعقبت التغيير ومنذ ان عينه بمنصبه الحالي الحاكم الامريكي المدني السابق للعراق بول بريمر سببا رئيسيا في حماية الفاسدين والسراق والمتجاوزين على الحق العام.
ودعوا العبادي الى قرار جرئ اخر يطيح برأس المحمود ويحيله الى القضاء العادل لارتكابه جريمة تسييس القضاء خلافا للدستور الذي ينص على نزاهته واستقلاله.
ومعروف ان المحمود قاض مخضرم عمل مع حكام تناوبوا على السلطة في العراق منذ زمن رئيس الجمهورية السابق عبد السلام عارف وصولا الى صدام حسين قبل ان يكون مؤولا قضائيا معينا بارادة امريكية.
فقد عمل المحمود في ظل النظام السابق مدير عام لدائرة التنفيذ، ومديراً عاماً لرعاية القاصرين ،ورئيس لجنة مذكرة التفاهم الخاصة النفط مقابل الغذاء في وزارة العدل، وعضو في محكمة البنك المركزي سيئة الصيت التي كان يشرف عليها عبد حمود سكرتير الرئيس المخلوع وعمل ممثل ديوان رئاسة صدام في هيئة الاوقاف، ورئيس مجلس شورى الدولة بامر من ديوان الرئاسة لغاية التغيير في التاسع من نيسان عام .2003 .
ومن اهم خدماته للرئيس السابق صدام حسين انه عمل المستشار القانوني له لمدة ثلاثة سنوات، ومستشار في مجلس الوزراء للنظام السابق لعدة سنوات ومحاضرا في كلية صدام للحقوق، واثناء عمله في ديوان الرئاسة حصل على مرسوم من صدام حسين لتعيينه قاضياً في محكمة التمييز خلافاً للقوانين النافذة والشروط المطلوبة، اي استثناء من الشروط (لخدماته الجليلة) لديوان الرئاسة، وبعد اكمال السن القانونية الموجبة لاحالته الى التقاعد حصل على تمديد خدمته لسنوات اخرى، وهذا مخالف للقانون ويعد اكثر الاشخاص واقربهم الى صدام حسين والى ديوانه وقد حصل على مكافآت دورية بملايين الدنانير، واستلم عدة سيارات كهدايا منها سيارة كالوبر، وسيارة سيدرك، وسيارة سوبر ،وسيارة كرونا، ومنح عدة مرات مبالغ نقدية على شكل دفعات من صدام حسين .
وكان المحمود يستلمها من مصرف الصالحية التابع حسابياً الى وزارة العدل، ولعل اهم ما اشتهر به لقائاته الشخصية مع صدام حسين وظهوره معه على شاشات التلفزيون .. وقد اطلق مدحت المحمود عبارة ( البيعة الابدية ) المشهورة للرئيس المخلوع اثناء الاستفتاء الشعبي عام 2002 كما جاء في مقالته المنشورة مع صورة على طاولة واحدة مع صدام حسين في جريدة القادسية المؤرخة في 15 تشرين الاول لعام 2002. وهو صاحب المقولة المشهورة ( اعظم قائد لاعظم شعب ) المنشورة بنفس الجريدة كما ظهر له لقاء مع صدام حسين على شاشة التلفزيون ونشر حديثه في جريدة الثورة المرقمة ( 9861 ) في 3 تشرين الاول عام 1999 ( والذي يشبه صدام وعدله بالرسول الكريم وقضائه يعتبره في عهد صدام حسين هو بمثابة عهد صدر الاسلام ) .
وبعد عام 2003 اي بعد زوال النظام اسرع الى كبار المسؤوليين الامريكان وخصوصاً المسؤولين عن ملف القضاء وبتوسط من ابن شقيقته المدعو (سرمد ) الذي جاء مع الجيش الامريكي وهو متجنس بالجنسية الامريكية وقد تعرف على كارنر ومن ثم بريمر وبالتزكية من شقيقه في امريكا وابن شقيقته الذي يعمل مع الامريكان فاصبح مدحت المحمود هو الشخص المضطهد وقدم سيرته للامريكان بانه كان مفصول سياسياً من قبل نظام صدام أي قد كذب على الامريكان وزودهم بمعلومات كاذبة. وقال لهم انني معزول من القضاء وقد عزلني صدام حسين وقد اضطهدني وقدم سيرة ذاتية مزورة ونمتلك نسخة من هذه السيرة المزورة وبامر من بريمر تم تعيينه رئيساً لمحكمة التمييز وياللمصادفة احد ازلام صدام حسين اصبح بعد اسابيع من دخول الامريكان احد ازلام بريمر وقد كذب على الامريكان لانه بمرسوم من صدام حسين اصبح عضواً في محكمة التمييز ورئيس شورى الدولة لغاية دخول الامريكان الى بغداد.
وبمرسوم من بريمر اصبح رئيس محكمة التمييز ورئيس مجلس القضاء. واخيراً اصبح رئيساً للمحكمة الاتحادية العليا وكانه اقتبس الدكتاتورية في الاستيلاء المناصب الثلاثة وكأن العراق يفتقر الى القيادات القضائية المهنية وهذا خلاف للقانون..
وقد اشتهر المحمود بعد الاحتلال بمشاركته في تشريعات وقوانين بريمر ومنها قانونه الخطير المرقم ( 17 ) لسنه 2004 الصادر عن بريمر الذي اعطى للجيش الامريكي والشركات الامنية والمتعاقديين حصانة قضائية اي اجاز لهم قتل العراقيين واصبحت القوات الامريكية غير خاضعة الى القضاء العراقي وهذه جريمة يحاسب عليها المحمود اضافة الى قيامه بمشاركة بريمر في اقصاء القضاة واجازة لنفسه سلطة مطلقة في الاقصاء والتعيين وفق الامر 35 لسنة 2003 والصادر عن بريمر.
وقد استخدم مدحت المحمود سلطته الممنوحة له من الاحتلال من خلال تعيينه من يشاء من المفسدين ويقصي من يشاء من الوطنيين بعد ان كان في الامس القريب يرفع التوصيات الى صدام حسين عندما كان يعمل في ديوان الرئاسة ويكيف القانون مثلما يريده النظام السابق وقد اشرف على اعدام كثير من العراقيين بحكم المسؤولية التي كانت تقع على عاتقه ولدينا ملفات كثيرة بهذا الامر .
وبعد ان تولى المالكي رئاسة الحكومة في عام 2006 وصولا الى عام 2014 فقد عمل المحمود على تسويق قرارات المالكي المخالفة للقوانين مباركا لجميع قراراته واجراءاته التي عانى منها العراقيون الامرين .. وعمل على الابتعاد بالقضاء عن نزاهته وحياديته وعمل على تسييسه ووضعه في خدمة رغبات ونزوات المالكي في افساد الدولة ومؤسساتها ومعها الملتفين مع المالكي الذين عمل على حمايتهم من عقاب القانون على تجاوزاتهم وفسادهم وخروقاتهم القانونية.
ومن هنا يؤكد العراقيون ان العبادي مطالب ولكي يحمي ظهر اصلاحاته المطلوب ان يضرب بقوة على راس المحمود ويبعده عن القضاء العراقي ليعود نزيها شريفا في خدمة الوطن ومواطنيه وليس مطية يتلاعب بها الجهلة من الحكام.