في العراق تجد الأمور الغريبة والعجيبة ، وخصوصا في التسميات والمصطلحات ، فمثلا في عالم السيارات قلما تجد سيارة تدعى بأسمها الحقيقي في العراق بدون تحوير الأسم أو تغييره جذريا وكل من يهتم بموضوع شراء السيارات أو يهوى تجميع صورها يعرف ذلك ، وهذا الأمر إستهوى أهل السياسة ومن يتابعهم فظهرت لنا مصطلحات لم نسمع بها من قبل في مجال السياسة ومنها الجيش الفضائي ، وهو يوحي للسامع للوهلة الأولى أنه جيش يتكون من مركبات فضائية لغزو الفضاء ، وفي العراق أطلق هذا المصطلح على أفراد الجيش الذين لا يتواجدون في مقرات عملهم وهم عبارة عن أسماء مسجلة في سجلات الجيش ووزارة المالية الغاية منها صرف الأموال بصورة غير قانونية ، وفي فترة ما أخذ هذا المصطلح مأخذه في الإعلام وبين الناس وعلى ألسنة السياسيين حول الفضائيين من الموظفين في كل الوزارات ، و بعد فترة من الزمن إنطوى في سجل النسيان ، ولكن هذه المرة يبدو أن السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي مصرا على إعادة هذا المصطلح للواجهة من خلال إصلاحاته التي لم ترى النور لحد الآن ومازالت كلمات على لسانه يلهج بها حتى بدأ المجتمع بالطعن بعدم مصداقية الإصلاحات وصاحبها لأن الأفعال تعاكس الأقوال ، فالعبادي يظهر بإجتماعات حزبه وهو ما زال متمسك بهم ولم يتنازل عنهم وهم رموز الفساد ، وكل إصلاحاته إلغاء وزارة البيئة والمرأة في عملية مكشوفة وساذجة للضحك على الناس ، وكان الأجدر به أن يستقيل من هذا الحزب وينسحب من هذه القائمة ومن هذا التحالف لأنهم سبب الفساد وكل المصائب التي حلت بالعراق ، ومن هنا أصبحت إصلاحات العبادي خير مصداق للفضائيين ، فالأولى وصفها بالفضائية حيث لا تغيير للواقع الفاسد والفاسدين وإنما خداع وتغرير ، وأستذكر هنا كلام للمرجع الديني السيد الصرخي يقول فيه ( أنا معكم معكم معكم في الخروج بتظاهرات من أجل التغيير الحقيقي الجذري وليس من أجل التغرير والإبقاء على الفساد والفاسدين ) ، وقد مارس العبادي مع الجماهير لعبة الأرنب والغزال فالشعب يريد الغزال والعبادي ليس معه إلا الأرنب . ونصيحة له أن يتنازل عن الغزال للجماهير ، وأن يترك المراهنة على الوقت ، فالوقت ليس في صالحه وسوف يحكم عليه الشعب إنه جزء من منظومة الفساد التي يجب أن يشملها التغيير .
مقالات اخرى للكاتب