لماذا فتحتم الهجرة غير الشرعية في وقت صرخ به الشعب للمنادات بحقوقه؟ لماذا سمح لهم ممارسة الممنوع عالمياً في الوقت ذاته الذي كشفت به خبايا المسؤولين وتزويرهم وملفاتهم؟هل هناك ضمانات بأن اللاجئين العرب إلى إسرائيل بأنهم سيعودون كما عهدناهم, هل ستبقى عروبتهم ودينهم كما كانوا أم إن الخضوع لشروط الغرب أولوية في تمشية أمور الحياة, ربما تكون هناك مخطات بزجهم وإخضاعهم إلى الإنتماءات الحزبية ومن ثم إعادتهم إلى البلاد عملاء أو ربما إلى الدول الأخرى مخربين ومجرمين بسببكم أيها الذئاب.
أما زالت لديكم قناعة بأن داعش هو مفهوم خاطئ في عقول المجرمين تولد نتيجة التعصب الديني أو مفاهيم أخرى؟ لماذا تبررون مخططات الغرب بكل عفوية حين إحتضانهم العرب؟ لماذا يتسيد عليكم طابع الحكم بأنهم إنسانيون ونحن لا نمسها بشعرة؟ الغريب بأنهم يتصرفون بكل دقة في كسب المقابل من دون أن يحتاجوا إلى إرفاق أعمالهم بعبارات طلب الرضا لأنهم على علم بان أي مساعدة ولو بالكلام هو عمل عظيم يفوق الأعمال الخيرية والطوعية التي يقوم بها الشباب, بل ولا يعترف بكل ما تقدمه تلك الشرائح أمام مساعدات الغرب, وستكتب وسائل الإعلام بأنهم يحتضنون العرب بعد إن هجرهم سياسييهم قسراً, وستعج وسائل الإتصال التكنولوجي ولاسيما فيسبوك بعبارات المديح والثناء وصور العلاء من شأنهم من دون أن يتساءلوا ما الذي دفعهم إلى ذلك؟ منهم من يقول بأنهم سيحاسبون السياسيين ويأخذون إستحقاقاتي من واردات البلاد النفطية في وقت عجزت من أخذه وأنا كمواطن بسيط, نعم سيزودونكم بتلك الإجور البسيطة في دول المهجر ولكن عليك أن تدرك بأنك أصبحت مقيداً تربط أقدامك سلسلة ــ جي بي أس ــ تحدد مسارك وخطواتك كي يسلموا مما صنعوه في بلادك من إرهاب فأنت مشتبه به الأن, يتجاهلون بأنك فررت من الإرهاب إليهم, سيراقبون خطواتك وأي الأماكن تجالس في زمن كنت قد سبقته بأنك لن تسأل يوماً عن الوقت الذي ستعود به للمنزل, وربما تحدث مشاجرة فيما إذا تجرأت الزوجة أو الأم على التدخل في أمورك الشخصية, إذا عليك أن تتخلى عن حريتك أولاً لتكون جزء من إهتمامات الدولة, وسيأتي يوماً وتتخلى به عن إنتماءك الديني أيضاً نظراً لأن الذي تهون عليه مصيبة الوطن سيخلع بعدها مفاهيم دينه ويبقى حاملاً له كإنتماء في البطاقة الشخصية فقط, سيحمل أطفالك مستقبلاً ما وجدوا عليه أقرانهم من مفاهيم وعادات, كل هذه الأمور بكف والأخرى بكف أكبر كما يقال, ربما ستجبر يوماً على العودة إلى بلادك لكن ليس كما كنت أو على أقل تقدير ليس كما أنت الأن في دول الغرب بل ستكون ورقة رابحة بالنسبة لهم, كيف سيهون عليك أن تغدر ببلادك, لو كنت هجرتها بحجة إنها أصبحت للسياسيين الخونة نرجوا منكم أن لا تعودوا وتحدثوا الخراب فيها إنتقاماً من أولئك الحكم أنفسهم, ثقوا بأنهم فتحوا لكم الطرق غير الشرعية للتخلص من تظاهراتكم ويبقى عرشهم بأقفاله لهم ومن دون مساس يذكر, وثقوا أيضاً بأن الغرب سيقضون على دينكم ليس إسماً بل تطبيقاً لتعاليمه, والبعض منكم سيعود عميلاً أو داعشي متطور وذلك لأنك تدربت بعد إن عبرت البراري وطرقات الموت. أما التظاهرين ممن تبقى منهم ولم يهاجروا عليكم أن تحسموا مطالبكم ومواقفكم ولا تعيبوا على رئيس الوزراء حيدر العبادي بأنه مازال متردداً من الضرب بيد من حديد فأنتم لا تختلفون عنه بشيء كلاكما يتوعد ويهدد من دون فعل يشفي الغليل, فقد ختمنا الشهر الثاني من تظاهراتكم ومازلنا نراوح في أماكننا ومطالبكم ما هي إلا نفخاً في كيس مثقوب, فأما أن تزيحوا الفاسدين فعلاً وقولاً أما أن تصمتوا, فلا نعلم غير الهجرة بماذا قد يزجونا الحكام.
مقالات اخرى للكاتب