يقام كل عام وفي الثامن من ايلول الاحتفال الدولي بمحو الامية والذي خصص في هذه السنة لاستكشاف الصلات الحاسمة وأوجه التآزر بين محو الأمية والأهداف الإنمائية المستدامة المستقبلية التي سيتم اعتمادها أثناء الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول . الى جانب الاحتفال في جميع أرجاء العالم، ويضم هذا الاحتفال الحكومات، والمنظمات متعددة وثنائية الأطراف، والمنظمات غير الحكومية، وممثلين عن القطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، والمعلمين، والدارسين، والخبراء.أما الاحتفال العالمي الرئيسي بهذا اليوم فسوف يُقام في مقر اليونسكو، حيث يُنظَّم حدث لمدة يومين الثامن والتاسع من الشهر الجاري عن محو الأمية والمجتمعات المستدامة لتمهيد السبيل للبلدان والشركاء كي يبذلوا جهوداً جديدة في فترة ما بعد عام 2015 ، ويُقام احتفال لمنح جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية.
نعم يقينا تستذكر اجيالنا والتي قبلنا كيف نظم العراق حملات في زمن النظام السابق لمحو الامية وكيف استنفرت الدوائر المعنية الحكومية والغير حكومية ومعها مؤسسات طاقاتها لمحاربة الامية التي كانت عمت غالبية مدن العراق وخاصة الريفية منها لتنتقل الى المدينة وبالتالي هبت مع هذه الحملة جموع غفيرة من المواطنين الذين لايجيدو القراءة والكتابة للتسجيل في المدارس وخاصة للعنصر النسوي التي افتتحت في عموم العراق والخاصة بمحو الامية ليعلن العراق في العام 1991 عن انتهاء الامية في العراق وهذا ماتناقلته وسائل الاعلام العالمية . نعم العراق بدون امية ماقبل العام 2003 ومع احتلال الاحتلال الامريكي وماخلفه من مشاكل بحجة جلب الديمقراطية للعراق سرعان ماظهرت وطفت الامية بين جيل جديد من الاطفال والشباب الذين تركوا مقاعد الدراسة قسرا وعزوف العوائل من تسجيل ابنائهم في المدارس ورياض الاطفال والتمهيدي الامر الذي مهد لعودة سريعة للامية التي انتشرت بل وتهدد في الانتشار مستندة على انتشار البطالة والفوضى ومشاكل وتناحرات الاحزاب والساسة وهجرة العراقيين وانعدام الامن والامان في غالبية مدن ومحافظات العراق . اذن الديمقراطية التي اعلنت اميركا ومن حليفها انها ستكون مثالا للشعوب العربية بدأ من العراق المحتل من قبل الامريكان لن تجلب هذه الديمقراطية سوى الويلات والمشاكل والهموم التي لاتحصى ولاتعد ومنها عودة الامية الى شعب كان قد اعلن قبل ربع قرن انتهاء الامية بين جميع ابناء العوائل العراقية . واليوم يناشد مسؤول رفيع في وزارة التربية ويعلن إن العراق الآن يعاني من ازدياد نسبة الأميين بنسبة مقلقة جدا ويجب التسريع بتشريع قانون محو الأمية الذي قدم منذ عام ونصف على طاولة مجلس النواب ولم يصادق عليه فضلا عن عدم تخصيص دولار واحد من موازنة الدولة لاعوام المنصرمة لمشاريع إقامة دورات محو الأمية وان البيئة العراقية الآن أصبحت ممتازة جدا لانتشار الأمية و لا غرابة إن قلنا أن أعداد الأميين في العراق بلغ الملايين وهو في ازدياد في وقت اعلن العراق قبل ربع قرن تقريبا انتهاء الامية . وهذه من منجزات الديمقراطية على الامية .
مقالات اخرى للكاتب