في زمن العولمة والحداثة والنضج الفكريّ والعصرنة، يبرز السؤال المحيّر: هل من قراءة معاصرة ممكنة لمفاهيم الإسلام المتشدّد والمتصاعد بوتائر مرعبة كخلايا السرطان القاتل منذ الثمانينات؟
الجزء الثاني:
فكرٌ وسطيّ متزن يقبلُ بالآخر المختلف
تلاحقت المؤتمرات محليًا وإقليميًا ودوليًا، تلك التي كانت بقصد محاربة الإرهاب وقطع دابره وأدوات تمويله. فقد عدّه العقلاء وبالإجماع، آفة تنبغي محاربتُها، لكونها تسيءُ إلى الإسلام قبل التأثير على غيرِه بسبب البضاعة الفاسدة التي يتاجرُ بها من دون وازع، والتي ليسَ له بها من هدف آخر سوى الاقتصاص مِن كلّ مختلفٍ عما يعتقد به فكرًا ودينًا ومنهجًا. من هنا، جاء تبنّي الفكر "الوسطيّ المعتدل" البارز مؤخرًا، والداعي لسلوك منهج معاصر متزن وعقلانيّ في تفسير روحيّة الإسلام المتسامية، كما يطيب للبعض وصفه، وفي تبيان سماحة هذا الدّين كما ظهر في بداية انتشاره في ظلّ الوحي الذي حصل زمنَ الأجواء "النصرانية"، حينَ برزَ دينًا قابلاً للتعايش السلميّ مع شعوب العالم ضمن أسس وقوانين وأعراف متفق عليها. فمنطقة الجزيرة التي عرفت البداوة والجهل والعرف القبليّ، كانت بحاجة آنذاك لبروز عبقرية اجتماعية تعمل على إصلاح المجتمع المتفكّك آنذاك في تلك الأزمنة الجاهلية، من دون المساس بالتركيبة الاجتماعية والدينية القائمة، التي ظلّت متماسكة طيلة فترة الوحي في مكّة، إلى أن تغيّرت الحال بتغيّر الموازين والشخصيات والظروف في المدينة. ولسنا هنا بصدد التطرّق إلى تلك الحقبة التي شابها التنكر لوعود مقطوعة لشعوب المنطقة وأتباع دياناتها حين انقلبت الموازين.
ما يهمنا اليوم، كيفية التخلّص من آفة التنظيمات الإرهابية وأدواتها، في العراق والمنطقة والعالم. فهذه تتطلب جهودًا صادقة من العمل الجماعيّ وإنكارَ الذات باتجاه إعادة لحمة النسيج الوطنيّ المتشظّي والممزّق بسبب تقاطع المصالح بين الفرقاء السياسيين الذين ساهموا بدق الأسفين بين شعوب ومكوّنات البلاد، وفسحوا المجالَ لتنظيمات إرهابية بالتغلغل وسط المجتمع واقتراف جرائم يندى لها جبينُ الإنسانية. فقد كان المجتمع العراقي دومًا، بلدًا طيبًا وكريمًا للتعايش وأرضًا قديمة خصبة تجمع التعددية الجميلة في الأديان والمذاهب والطوائف. وبغداد دار السلام بالذات، كانت دومًا معروفةً بمدينة الاعتدال والتسامح والانفتاح، سيّما وأنّها عاصمة بلد الحضارات ومنبع الرسالات وواحة الأصالات، ومثلُها لا تقلُّ عنها باقي المدن الأخرى وبلداتُها. كما تربع العراق الحديث عمومًا، ولسنوات طويلة، ليكون قبلة العرب في انفتاحه وتقدّمه وثرواته عندما كانت غيرُه من بلدان المنطقة في سباتٍ عميق يحلم أهلوها أن يكون لهم جزءٌ ممّا فيه من نعمة ورقيّ وعلوم ومدنية وشعب متكافل متسامح. لذا لا غرابة، إنْ كانت عيون الأجنبيّ ترنو إليه لما يتسم به من غنى متميّز في التنوّع الدينيّ والمذهبيّ والعرقيّ على السواء، وفي التراث والعلم والمعرفة والآثار، إلى جانب الشعر والفنون والكلمة والثروات الكثيرة، ما أضفى عليه صفات متقدمة على غيره بالمنطقة.
ففي العراق، كما يتحدث التاريخ، كانت أول مدرسة لجميع العراقيين على عهد حمورابي، دليلاً على أهمية العلم في تعليم البشر منذ القدم. وقبل انتشار الإسلام في الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين كما في عهوده المختلفة فيما بعد، كان للسريان المسيحيين من العراقيين وغيرهم، ريادتُهم لأروع المدارس وأكثرها أهمية في البلاد والمنطقة. فعملوا على رفد الثقافة العربية وعلومها وعملوا في دواوين الخلفاء والحكام، وساهموا في تعزيز مكانة الخلافة بين الشعوب من خلال تراجمهم وتأليفاتهم ومساهماتهم في شتى الأصعدة والحقول. في حين كان لبغداد مع انتشار الدين الإسلاميّ، قصب السبق على غيره من الأمصار في تأسيس أول مدرسة للإمام أبي حنيفة بالأعظمية، فالنظامية بعدها في بداية القرن الحادي عشر، بحسب العلامة مصطفى جواد. ثمّ تلتها مثيلاتُها كالمستنصرية وأخريات كثيرات في عهود الخلافة المختلفة لاحقًا.
ونشير أيضًا للتذكير فقط، أنه في العصر الحديث، تأسست أول جامعة في بغداد في سنة 1957 ووضع الحجر الأساس لها في نهاية 1959، وتولى رئاستَها على التوالي كلٌّ من العالم العراقي المسيحي متي عقراوي والدكتور الصابئي المندائي عبدالجبار عبدالله، وكلاهما عراقيان ومن غير المسلمين. وتلك الالتفاتة في اختيار الأصلح لإدارة هذا الصرح الفتيّ آنذاك على أساس الكفاءة والجدارة، دلالة على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب في تلك العهود ومن دون تمييز، حينما وقع الاختيار على هاتين الشخصيتين العراقيتين الوطنيتين العلميتين المتميزتين. وكلّ هذه المدارس والجهات والمرافق العلمية والشخوص شكّلت بدورها، منارات إشعاعٍ للأوطان والعباد من أبناء العراق ودول الجوار على السواء، بحيث كان الأشقاء العرب وسواهم يمنّون النفس بزيارة الوطن للترفيه عن النفس على أنغام وفنون ضفاف شط البصرة وأبي نؤاس، والاستجمام في ربوع شمالِه الجميل، فضلاً عن الرغبة بالاطلاع على معالمه الثقافية والتراثية والتاريخية والغَرفِ من مؤسساته التعليمية الرصينة لأصالتها وريادتها وفاعليتِها آنذاك، في أجواءٍ من التسامح والانفتاح وقبول الآخر.
أعود للفكرة الأساس في موضوعي الذي يصبّ في أهمية الفكر المنفتح والمتسامح الذي اتسمت به المؤسسات التعليمية والمرجعيات الدينية بالعراق ومعها الشارع العراقي عمومًا، واتخذته نهجًا في إشاعة روح الألفة والتعايش المجتمعيّ وفي نشر الثقافة والعلوم والفنون المتعددة في فترات متعاقبة من تاريخه بطريقة منهجية وغير متعصّبة ومن دون الإخلال بالتوازن في النقل والطرح والتقييم، إلاّ ما ندر، حينما كانت تعلو المصلحة الشخصية أو الطائفية أو الفئوية فقط على حساب ضرورات الحياد في العلم واستقلاليته وفي الدّين وأدواته والسياسة ورجالها المتلوّنين من غير المؤمنين بوحدة الوطن وترابه ونسيجه المتآلف! فقد عُرف عن العراق تقليديًا، وعن خطابه الدّيني والمجتمعيّ على السواء، احترامُه للّحمة الوطنية وإيمانُه بوحدة نسيجه الاجتماعيّ، في حدود تعدّدية أديانه وأعراقه وطوائفه ومذاهبه، التي عدّها العراقيون دومًا مصدر غنى وثراء في تنميته وتمدّنه وتقدّمه. وعندما توارت هذه السمة في السنوات الأخيرة بعد الغزو الأمريكي الماكر، بسبب تدخلات خارجية، إقليمية ودولية، انهارَ معها السلمُ الأهليّ وتمزّقَ النسيج المجتمعيّ المتلاحم وبرزت النعرات المتعصّبة وظهر التشدّد في المفهوم الدّيني الإسلاميّ بل الغلوّ لدى البعض في تقديم هذا الأخير وتطبيقه في المجتمع المتناغم تاريخيًا.
حدث هذا، بسبب فراغ الساحة من مرجعيات سياسية ودينية واجتماعية قوية وفاعلة تجمع الكلمة وتوحّد الفكر وتوجّه التشتّت الحاصل في التفسير وفي الغايات وفي الولاء للوطن، نتيجة للتقاطع في المصالح المذهبية والطائفية للفرقاء، ما أدى إلى الانهيار المفاجئ في روحية التسامح وتراجع التكافل التي جُبل عليها العراقيون بطبيعتهم. ومن هنا، كثرت الفتاوى العشوائية التي تدعو للقتل وأشكال العنف والتكفير على غرار مفسّري العهود المظلمة على أيدي مَن يُسمّون اليوم بأئمة الفتنة المعاصرين وشيوخ القتل كارهي الحياة والمنظّرين الذين انساقوا وراء الفكر الأصوليّ المتطرّف الذي يقرأ ويفسّرَ بحسب زمانٍ عفا عليه الزمن ووفق مصالح ورؤى قاصرة للحياة تختلف بالتأكيد عن الحقبة الزمنية التي عاشَها أولئك المحرّضون في عصور الجهل والظلام!
هذه هي طبيعة الشعوب. فهي تخضع بين الحين والآخر، إلى قاعدةٍ تصعد في منحنياتها إلى أوج الألفة في سماتها التعايشية حين تكون العقول مستنيرة والقلوب منفتحة والنفوس عامرة بالمحبة وحب الآخر المختلف، فيما تنزل بالواقع إلى الحضيض عندما تنغلق على ذاتها وعلى تعاليمها وتوجهاتها، منكفئةً على فكرٍ متزمّت يرفض وجود الآخر المختلف ولا يريد قبولَه لا ندًّا متكافئًا في الجدارة والأهلية، ولا مواطنًا متساويًا في الحقوق والواجبات، بحسب ما تتطلّبُها حقوق المواطنة المشار إليها في الدساتير وتؤكد عليها المواثيق والعهود الدولية. فالذين يصرّون على قراءات وتفاسير عفا عليها الزمن وصارت من الماضي في تقديمها لحلول اجتماعية في مرحلة تاريخية معينة جبلت شعوب المنطقة حينذاك بسبب ضرورات اقتضها تلك الحقبة التي ظهر فيها الإسلام في أجواء البداوة والقبلية، فإنّ هؤلاء كَمَن يضعون مسامير في نعش هذا المعتقد الذي يتحدث عنه عقلاءُ اليوم ومعتدلو الفكر المستنير والوسطيون الحكماء بشيء كببرٍ من المنطق والروية والفطنة. ولكنْ، هل مِن سامع لهم أو مَن يقبلُ بطرحهم المعاصر وسط الفوضى القائمة وأدوات التكفير المتصاعدة من فرق الغلاة والمتشدّدين الجدد الذين يكفّرون كلَّ شيء؟
لكنَّ دورة التاريخ مستمرّة في عولمتِها وفي تقصيرها للمسافات بين الشعوب والأمم، وهي تسيرُ حثيثًا بعكس تيار الانغلاق والانكفاء على الذات. ومن ثمّ، من المستحيل وقفُها في منتصف الطريق أو إعادةُ عجلتها إلى الوراء، طالما هناكَ مَن يؤمن بقدرة السماء على فعل المعجزات، وبفاعلية العلوم والفنون وتمازج الأفكار وعناصرِها التي تتطوّر وتتبدّل وتتغيّر مع حاجات الإنسان وواقعه المعاش على الأرض ووسط البشر. ف "مَن وضع يدهُ على المحراث، لا يرجع أو يتراجع إلى الوراء"! وهذه تتطلب الوفاق والتعاون والتآزر في الحياة اليومية، وليس الانعزال وراء حجابات مظهرية لا ترضى إلاّ بأسوَد اللون وراياتِه. فاللهُ خالقٌ للجميع أسوياء متساوين أحرارًا ليعيشوا متحابين متآزرين في فردوسه الواسع الذي يسعى أصحابُ الفتن لتمريغه بالأعمال المشينة وتكفير كلّ مَن يختلف عن رؤيتهم ومنهجهم المشوّش الذي يستبيح القتل والنبذ والرفض لأبسط الأمور. ولا أدري كيف يعطي البعض الحق لأنفسهم بفرض ما يعتقدون به على غيرهم من المختلفين معهم في العقيدة والفكر أو المنهج، والمتساوين أساسًا في المواطنة والإنسانية وكذا في القاعدة البشرية للحرية الشخصية التي أنعمَ بها الله على البشر من دون تمييز. فهو الوحيد "فاحصُ الكلى والقلوب"، ولم يخوّل أو يُجزْ أحدًا قط بالدفاع عنه، فهو الجبّار العظيم القهّار!
ولنا في حياة العراقيين لغاية الساعة أمثلة كثيرة لا حصر لها، تتجدّد فيها روح التعايش والألفة والمحبة التي عرفوها، سواءً بتبادلهم الزيارات لأضرحة الأئمة وأصحاب الكرامات وللمساجد والمعابد والكنائس بمناسبة أو من دونها، أو بالمشاركة الوجدانية في المناسبات الدينية والموسمية والعائلية بعضهم للبعض من دون حرج، أم بالسهر على مصالح ومحرّمات بعضهم البعض، تلك النابعة من الشعور الأخوي والوطني والإنساني وحسن الجوار معًا. وكلّ هذه الأعمال والأفعال والأنشطة، دلائل على روح الانفتاح التي طُبع عليها المجتمع العراقي منذ القدم. فلم يكن الاختلاف في الدين أو المذهب أو العرق أو الطائفة أو اللون أو اللغة عائقًا أمام السلم الأهلي والتعايش المجتمعيّ والتطوّر الحضاريّ، بل كان ذلك مدعاةً للفخر بتنوّع أزهار حديقة العراق الكبرى وثراء تراث أبنائه وعاداتهم وتقاليدهم الجميلة التي يعشقُها القاصي والداني. ومن المؤسف، أنَّ الكثير من هذه السلوكيات الإيجابية قد ضاعت أو اختفت أو اندثرت بسبب تنامي الفكر المتشدّد وتأثير تفاسير روّاده الموغلين في التطرّف على عقول العامةّ وحتى على النخب المثقفة في المجتمع، سواءً خوفًا من سطوة أصحاب هذا الفكر المنحرف وتهديداتهم، أو تظاهرًا بالسير مع المدّ الجارف أو نفاقًا، وهي سمة بارزة في مجتمعات اليوم.
إنّ ما يحصل اليوم، من خروجٍ فئاتٍ ضالّة في المجتمع العراقيّ والعربي والإسلاميّ، متأثرين بفتاوى شيوخ القتل والتكفير، هو بمثابة دعوة ملحّة لأصحاب الأفكار المستنيرة والمراجع الرشيدة والنخب الثقافية للتآزر معًا، والتعامل الشديد مع أصحاب الأفكار المريضة بجدّية أكثر من أجل إيقاف هذا المدّ التفسيري التكفيريّ في الغلوّ الدينيّ والتطرّف، من خلال الدعوة الصادقة لتطهير الأفئدة والعقول والنفوس من مثل هذا المرض القاتل، سرطان العصر، ومن دنس الاعتقاد المغالي في تكفير المختلف. كما تتطلب المرحلة الراهنة، رصد ما يُقدّم من مناهج أساسية بدءًا من رياض الأطفال ووصولاً إلى المراحل المتقدمة بالمؤسسات العلمية. في حين، لا يمكن تجاهل الدَورِ المؤثر الذي يمكن أن تؤديه دُورِ العبادة من مساجد وجوامع وكنائس ومعابد ومراكز دينية واجتماعية في نصح المجتمع وتقويمه وتوجيهه نحو الخير وأعمالِه ونحو الرحمة التي تفوق أيَّ شيء وكلَّ شيء! فالله رحومٌ غفورٌ، طويل الأناة، لا يقبل هلاك النفس البشرية التي خلقَها ونفخ فيها من روحه وقدرتِه وعظمته. كما أنَّ "الدّين نصحٌ وأخلاق"، قبل أن يكون كلمات رنانة وعبارات فضفاضة وآياتٍ جامدات قاتلاتٍ!
من هنا، فإنَّ إصلاح المجتمع لا يأتي بأشكال العنف والقتل والتكفير واستباحة حقوق الآخرين، بل بالروية والتفكير السليم والحوار العقلانيّ الهادئ والمنهج الوسطيّ الذي ينفع الناس ويرضي الله والعباد معًا. وتبقى المراكز الدينية الثقافية التقليدية المهمة في كافة الدول الإسلامية، من أمثال الأزهر والمراجع القمّية والروابط الإسلامية والجامعات والحوزات العلمية التي تعلّم الشرع وأصول الدين، وكذا المؤتمرات الإسلامية المختلفة، هي التي تُعلّق عليها آمال العالم المتحضّر الذي يتوق للسلام وللتعايش وللتكافل ولاحترام القيم الإنسانية للكائن البشري، أيًّا كان لونُه أو جنسُه أو دينُه أو مرجعُه أو مذهبُه. فمثلُ هذا التنوع غنى وثراء أينما وُجد وترعرعَ ونما. والعراقُ نموذجٌ متميّزٌ منه وله.
وأختم حديثي بما وردَ على لسان عضو البرلمان التركي محمد علي أصلان، عن حزب الشعوب الديمقراطي، على هامش المؤتمر الإسلامي المنعقد في بغداد في كانون ثاني 2016، بالقول: «إنّ بلاد الرافدين كانت منذ القدم بيئة الاعتدال التي نشأت وتعايشت في أجوائها جميعُ المذاهب الإسلامية، وأنّ العتبات المقدسة المنتشرة في أغلب مدن ومحافظات البلاد دليل آخر على التنوع الثري».
فهل لنا في العراق أولاً، وفي البلدان العربية والإسلامية اليوم، من وقفة إستدراكية إستغرابية علنية لما يحصل من أعمال عنف وتكفيرٍ مدانة بكلّ الأعراف بسبب خطاب الكراهية القائم؟ وهل لنا أيضًا، من شجاعة رجولية وإنسانية بمراجعة مدنية شاملة تعود بالعراقيين إلى ثرائهم الروحي الأصيل وتنقلهم إلى ديار الألفة والتعاضد والتكافل وفق ميزان أخلاقي، كانوا يتسابقون في سابق الأيام لتجسيده جميعًا؟ فصفاتُ القدوة الحسنة، ليس لها زمان ولا مكان، لا دين ولا طائفة، لا لغة ولا عرق، حين تتجسّد في بوتقة المصالحة العراقية والوطنية على السواء، والتي تعني من جملة ما تعنيه الألفة والتسامح ومحبة الآخر وتقويم المعوجّ والالتقاء حول ما يجمع وليس الانجراف حول ما يفرّق.
فما يجمع أكثر ممّا يفرّق!
مقالات اخرى للكاتب