لست متشائما أو شامتا بل متألم لدرجة الفرق (شديد الجزع، والفزع، والخوف) مما يحصل في أعز ما في قلبي ألا وهو الوطن . فإذا كان أبناء الشعب قد فقدوا الإرادة والقدرة فيما مضى على دحر الدكتاتورية، حتى جاء الأجنبي ونجح في تحقيق ذلك، لكن بعد أن تكبدنا أفدح الخسائر البشرية، والمادية، وكذلك علاقات الثقة مع الآخرين .
في حالة قد نكون فيها معذورين في بعض جوانبها، لأن الجلادون أستطاعوا حبك خططهم التسلطية الماكرة في هذا المجال وتشكيل أعتى قوة بوليسية في العالم، ولكن لا عذر لنا بعد أن آل الأمر الينا، وأصبح لدينا صندوق اقتراع على درجة مقبولة من الحرية، وقلة تأثير الضغوط الداخلية الخارجية، وليس اختفائها نهائيا كما كنا نتمنى .
توجهنا نحوها بصلابة لنقول كلمتنا، ونحن نتحدى كل الصعوبات والعقبات والفخاخ التي نُصبت لإعاقة اشتراكنا بها، كي يسمع العالم رأينا، فيستنبط منه علاقتنا بالدكتاتورية، وكيف أننا نعشق الحرية، ولكن وللأسف يبدو أن ذلك أثر على حسن اختيارنا، فاستعجلنا الذهاب إلى من لا يستحق لنفوضه أمرنا، وهذا ليس بالجديد على أبناء العراق، الذين أجبروا الأمام علي (ع) على اختيار أبو موسى الأشعري، ليكون ناطقاً باسمهم ليدمر الحجة الشرعية على من يخرج على ولي الأمر، الذي اتفق عليه المسلمين، وهذا ما نسمعه هذه الأيام من الذين يجيزون الصلاة خلف السكارى، والفاسقين، لأنهم يمثلون ولي الأمر كما يروجون .
أن كل الدلائل تشير إلى أن التدهور نحو الأسفل يجري بسرعة، ولا يوجد من يستطيع أن يوقفه أحد كما هو واضح من كل المعطيات والنتائج الواضحة على الأرض والتي لا تقبل الشك، لأن البناء يحتاج إلى جهد شاق وزمن طويل، في حين أن الهدم يحصل متسارعا وبجهد أقل بكثير .
السبب وراء كل ذلك هو سوء طالعنا، وثقتنا بمن توجوا رؤوسهم بالعمائم المحمدية، ومحمد (ص) منهم براء، مثلما تبرأ فيما مضى من شقيق ابيه وعمه أبا لهب، وهذا ما يؤكد لنا أن النبي لا علاقة له بهذه العمائم الكاذبة المنافقة .
نعم نحن الذين ساعدنا أناس أقزام للتربع على كرسي حكم كبير، لوطن أكبر وأعرق، من دون أن نحسب بدقة قدرة هؤلاء الخائبين، الهاربين، على الوفاء للوطن وتأريخه الزاهر .
لقد أجهدنا نحن العراقيين علي أبن أبي طالب عن مقارعة الباطل، لعدم مطاولتنا لأعدائنا واستسلمنا للمهادنة حتى نفذ أبن ملجم من خلالها، لينقض على رأس الأمام، وها نحن نستسلم للسراق والفاسدين لنعيش في العدم، بأنتضار أن ينقض سقف منزلنا العراق على رؤوسنا بسيف الفساد والفشل حالنا حال الأغنام التي تُذبح أختها وهي تأكل حتى يأتي دورها.
مقالات اخرى للكاتب