ست ساعات وأكثر وأنا انتظر دوري في احدى الدوائر الحكومية قبل ايام أراقب الوضع وامنـّي نفسي بالخلاص كمواطنة تلتزم بالنظام وبشيء اسمه طابور .. حتى اني حفظت اسماء الموظفين خصوصا من اساؤوا للمراجعين ..ست ساعات وأكثر قضيتها وسط الحشود المرهقة ,ثلاث ساعات منها خارج البناية نتوقع ان يطل علينا احدهم ليقطعنا اشلاءً بحزام ناسف او دراجة مفخخة,ثلاث ونصف ساعة اخرى داخل بناية اعداد المراجعين فيها معقولة ولا تستوجب من عشرات الموظفين هذا التأخير خصوصا ان بعض المراجعين قد غادروا لعدم اكتمال ملفاتهم ,ست ساعات وأكثر ولم احسب وقت الذهاب والإياب وسط زحمة ألشوارع لاني مواطنة تعرف جيدا حقوقها وواجباتها لكن المواطنة تخبرني انه لا قيمة لها عند بعض النفوس .
بعد الانتظار المرير والإرهاق فوجئت بمنادي ينادي علينا انه وجد اضابيرنا مرمية على طاولة الاستعلامات ومكتوب عليها (يراجع غدا) رغم انها مكتملة ولا تنقصها سوى تشريفة من قبل السيد المدير حفظه الله
ما جعلني أتساءل هل هذا هو القانون الذي تطالبوننا بإتباعه ؟؟ وعندما نتبعه هل ستحترموننا وتقيموننا كمواطنين مهذبين نرغب ان نكون في مصاف الدول العادية وليست العظمى هل نحترم النظام والطابور لنجد ملفاتنا مرمية في سلة المهملات او على مكتب الاستعلامات ؟؟ عن أي نظام تتحدثون رحمكم الله ..عن نظام لا يطبق إلا على المهذبين ؟
اما اهل النيافة وكبار القوم تمر ملفاتهم وبكل وقاحة امام ناظريك الى مكتب المدير لأنهم امنوا العقاب.
بعد استرجاع ملفي خاطبتهم بكل صراحة(انتم موظفون وتستلمون راتبا من الدولة لقاء خدماتكم شكرا لأنكم تتعبون لكن هذا واجبكم ومن واجبي كصحفية ان اخبركم انكم اسأتم التصرف مع الناس وعليكم ان تتعلموا الاخلاق المهنية) لأجد بعضهم يشد الهمّة في انجاز المعاملات وتختفي ملامح الوقاحة وقلة الضمير من وجوههم , سبحان الله اتخشون الصحافة ولا تخشون من رب يراقبكم أو من حكومة ربما تصرفكم عن وظائفكم وتستبدلكم بآخرين ؟؟
عندها فقط ...ادركت كم نحن شعب مغبون ولا قيمة لنا كمواطنين
مقالات اخرى للكاتب