روى القياديُ بالقائمة العراقية ظافر العاني في يومياته على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي (فيس بك)، أمس (الأحد) تفاصيل منعه من دخول محافظة الانبار التي قال انه دخلها بسيارة "كيا" وسيرا على الاقدام بمعية رئيس كتلة القائمة العراقية في البرلمان العراقي سلمان الجميلي ونائبين اخرين.
وذكر العاني في يومياته انه توجه أمس الأول (السبت) الى الرمادي بسيارته الخاصة ومعه الجميلي الذي يسير أمامه بموكبه الرسمي لحضور احتفالية اعلان بدء الحملة الانتخابية لقائمة "متحدون" في الانبار, لكنه "فوجئ بزحام لامثيل له عند السيطرة العسكرية الأولى عند مشارف الانبار واسمها سيطرة الصقور وهي نفس السيطرة التي حدثت بقربها سابقا معظم محاولات الاغتيال التي تعرض لها سياسيو القائمة العراقية بما فيها محاولتي اغتيال الدكتور سلمان الجميلي" وبين العاني إنه "ترجل من سيارته وصعد الى جوار الجميلي على أمل تجاوز الزحام بأسرع وقت" باعتبارهما في موكب رسمي.
واضاف "لكن احد الضباط طالبنا بالانتظار قليلا ريثما يوجه نداء للحصول على موافقة مرور الموكب الى الانبار". ويزيد العاني في هذه اللحظة التفت يمينا فوجدت عددا من السيارات الرسمية الواقفة على جنب، وفيها النائب احمد المساري، والنائب مظهر الجنابي، وهما من قائمة "متحدون" ذاهبون الى نفس الحفل، فاكدوا انهم منذ ساعة ونصف ينظرون موافقة اجتياز السيطرة.
ويزيد "تذكرت انه قبل أسبوعين صدرت قائمة تتضمن منعا بالخروج من بغداد لـ (١٩) من الشخصيات السياسية كنت والدكتور سلمان من بينها. نفت وجودها الحكومة رغم أننا شاهدناها".
وبعد حديث مع الضابط المسؤول، يقول العاني تأكدت إنه لن يسمح لنا بالمرور، قررت أنا والدكتور سلمان بترك الموكب والصعود بسيارة أجرة، وقال الجميلي للضابط: "سيادة النقيب سنترك الموكب هنا الى ان يأتي الأذن بالموافقة وسنذهب بسيارة أجرة"، وقبل ان يكمل جملته رميت بنفسي في سيارة كيا (مطركعه) لم أشاهد الى الآن اكثر منها عتقاً واهتراءً، كان حظنا أنها اول سيارة يسمح لها بالمرور بعد تفتيشها. وكان السائق رجل طيب طاعن في السن واكثر عتقا من سيارته.
"صعد معي الدكتور سلمان وطلبنا من السائق ان يوصلنا للرمادي، وتحرك السائق ولكنه ما ان تهادت السيارة قليلا في مشيتها، حتى هجم عليه الجنود وسحبوا أقسام بنادقهم في وجهه، وقد امتلأ وجه الرجل بالخوف.- قف قف واذا تتحرك خطوة واحدة نرميك!!
إنزل، قالها سلمان ونزلت خلفه.
فاقترحت على صديقي الجميلي: مارأيك ان نقطعها مشيا للرمادي؟
ومشينا معا، ولكننا فوجئنا بان جنود السيطرة وضباطها يركضون وراءنا محاولين منعنا حتى من المشي..
ويقول العاني: ومشينا بالسرعة التي يسمح بها عمرنا ولياقتنا البدنية التي ضاعت في مكاتب العمل السياسي وولائم القوزي، وقد اضطر النقيب على مجاراتنا والمشي معنا وهو يحاول إقناعنا بالعودة، دون جدوى.
كان منظرنا ملفتا لانتباه الناس التي اصطفت سياراتها المتجهة لبغداد بثلاث طوابير طويلة تكاد لا ترى من فرطها. وكثير منهم ترجل من سيارته عارضا علينا خدمة توصيلنا للرمادي، وكنا نعتذر لهم خوفا عليهم لانه كلما اقترب أحدهم منا كان النقيب وجنوده ينهره ويهدده بالعودة لسيارته شاهرين السلاح بوجهه.
رجانا النقيب ان نتوقف عن السير فآمر الفوج في طريقه إلينا هنا، رد عليه ابو مصطفى (الجميلي) قائلا: نحن سنمشي وعليه اللحاق بنا لأننا لن نقف بانتظار مجيئه. مشينا مسافة ليست قصيرة، وهي ربما كيلومترين او أقل، وكانت تلك واحدة من الاوقات السعيدة التي كنت اتمناها مع سلمان، ولكن التسكع هذه المرة لم يكن بريئا كالسابق، كان تسكعا سياسيا بامتياز، قاتل الله السياسة حتى المشي وراءه أجندة.
فجأة جاءت من الطريق الترابي الجانبي عشرات السيارات التي نزل منها ركابها والتفوا حولنا متضامنين معنا وتهور بعضهم للاحتكاك بالجنود فمنعناهم وقلنا لهم ان هؤلاء إخواننا وهم ليسوا طرفا في المشكلة، أنها قضية سياسية، وعاد النقيب وجنوده.
عدد كبير من هؤلاء المواطنين كانوا من قبيلة جميلة التي هبت لمناصرة ابنها سلمان عندما سمعوا بالمضايقات التي يتعرض لها، خصوصا وأننا كنا قد وصلنا الصقلاوية التي تحوي مضارب قبيلة جميلة، وانفعل الناس فقطعوا الطريق الدولي على الجانبين بحشودهم البشرية، ونزل مئات اخرون من سياراتهم من الجانب الآخر عندما شاهدونا، وتطور الامر منذرا بالسوء، وماهي إلا دقائق معدودة حتى جاء المقدم الركن آمر الفوج، وهو رجل دمث ومتعاون، ويعرف انها قضية سياسية لا ناقة له فيها ولا جمل.
طلب منا ان نمهله دقائق ريثما يتصل بقياداته، وتكلم مع احد، مخاطبه بقوله سيدي الموضوع مقلق، الناس قطعوا الطريق الدولي على الجانبين، ونحن وسط الحشود البشرية والدكتور سلمان والدكتور ظافر مصران على الذهاب الى الرمادي ولو مشيا على أقدامهم، توجيهاتكم سيدي؟
أغلق مقدم حسن موبايله وقال وقد إنفرجت أساريره.
- حصلت الموافقة وستأتي سيارات موكبكم الموجودة في السيطرة.
ويقول العاني بنهاية مقاله: "عندما انتهت الاحتفالية وبعد غداء القوزي قال لي الأخ مظهر الجنابي عضو مجلس النواب: مارأيك ان تأتي معي انا والدكتور احمد المساري في موكبنا الى بغداد.
قلت له معتذرا :- لا عيني، لا شكراً، لن اصعد في موكب رسمي لشخص عنده خلاف مع الحجي.
مقالات اخرى للكاتب