كثيرا ما تصيب أمثال أهلنا البسطاء كبد الحقيقة وتظهر الأحداث صحة مغزاها وعمق حكمتها وهي على كثرتها لم تترك شاردة أو واردة الآ وتناولتها لتضع للحصيف المتنور مساراً للتصرف الحكيم أزاء مايواجهه من مواقف ,أسوق هذه المقدمة وأنا أتذكر ما ررده والدي على مسامعي من أن (رمانتين بفد أيد ماتنلزم) وهو مثل يعطى لتحديد أسبقيات العمل عندما تتحدد الموارد تجنبا لتشتت الجهد وضياع تحقق الأنجاز. ويذكرنا تا ريخ الحرب العالمية الثانية بان المانيا النازية كانت منتصرة وتحقق النجاحات المتتالية لغاية منتصف عام1942في أوربا وشمال أفريقيا ضد قوات الحلفاء(فرنسا وبريطانيا ..) وكانت تحتفظ بالمبادأة التي هي أولى مبادئ الحرب لصالحها. لكنها ما أن شرعت بعمليات بارباروسا الهادفة الى أجتياح الأتحاد السوفيتي وفتحت الجبهة الثالثة في الشرق المضافة لجبهة افريقيا في الجنوب وحائط الأطلنطي في الشمال وأعلنت الحرب على الولايات المتحدة (بعد ان نشبت بين الاخيرة وخليفتها اليابان) حتى تشتت مواردها وباتت تتلقى الضربات الموجعة من كافة الجهات وصولا الى سقوط برلين وأنتحار ألفوهرر المغروربعد أن تلاقت فيها جيوش الشرق والغرب.
مايعنينا من هذه المقدمة هو أن مستقبل دولتنا وشعبنا مرهون على كف عفريت ونحن نسمع ونرى كل يوم المعطيات التي تؤشر بوضوح لايقبل الشك على أسقاط وتفكك هذه الدولة وأبادة الغالبية العظمى من شعبها بأيديهم أنفسهم عبر أشعال أورار حرب أهلية طائفية لايتكهن احد بنهايتها تغذيها أيدي العمالة العربية والأقليمية الصهيونية وتخطط لها بحرفية مهنية عالية المستوى وبسيناريو متقن الأداء يهدف الى قلب الحقائق أمام الرأي العام العالمي ويصور المعتدي والمتآمر والمأجور والخائن بصورة المضطهد والمظلوم والمدافع عن حقوقه المشروعة.لتبدأ بعدها صفحة العدوان الشامل والأبادة الممنهجة والتفكك المنطقي المشرعن من قبل المنظمات والمؤسسات التي باتت وسيلة وغطاء قانوني للتغطية القانونية بأيدي القوى الغاشمة كجامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي وغيرها من المنظمات الدولية التي أضحى وجودها مكرس لهذا الغرض الدنئ. لقد سبق لي ان كتبت دراستين متعلقين بهذا المنحى وهما (سيناريو العدوان السلفي الصهيوني المحتمل في المنطقة) و (عوامل تقويض الأمن القومي ومرتكزات بناءه) اشرت في كليهما الى وجوب أتخاذ الخطوات اللازمة لتدارك الأنزلاق في مهاوي مايراد لنا ان نقع به...ولكن المؤسف والمحبط للآمال بان ليس لدينا من جهة معنية بأمر ما يطرحه أبناء هذا الشعب المهدد أذ ليس هناك من مؤسسات تعني بالدراسات الأستراتيجية بحيث تقيم وتحلل وتستختلص الآراء التي تقدم اليها وتوصي بالأجراء الواجب أتخاذه أزاء ما يستجد من أحداث مؤثرة في الأمن القومي. أن التهديد الواقع اليوم والمتعاظم في المستقبل القريب يتطلب تنسيقا عالي المستوى بين الكتل السياسية التي تمسك بدفة قيادة البلد للسلطات الثلاثة أضافة الى الأعلام الوطني . وأن أستعداء اقليم كردستان في الظرف الراهن يمثل خندقته لصالح القوى المضادة في ظرف تحتاج به الحكومة الوطنية الى حليف قوي ضد أشرس المخططات العدوانية وشبح الحرب الأهلية وبالطبع ان لهذا التحالف ثمنه الذي يتطلب التنازلات التكتيكية عملا بمبدأ(اليريد شي يعوف شي) أن حق تقرير المصير مكفول لكل بني البشر في القانون الدولي والكرد أحرار في التمتع بهذا الحق لهذا يتوجب علينا أن نجعل من تحالفنا معهم ذو مغزى جوهري لهم من خلال التنسيق والمشاركة وأستثمار الموارد التي تعود بالمنفعة لكلا الطرفين وان نحفزهم للأستماته دون الوطن من خلال المكاسب المشروعة التي يجنونها من أندماجهم هذا. فالتصور المخطوء بانهم عبء على ثروات الجنوب هو تصور مرحلي وقاصر أذ ان الأقليم يحتوي على الموارد الطبيعية بما يجعله غني بكافة المقاييس وفوق كل ذلك الموارد البشرية اذا ما وجهت بالأتجاه الأمثل. أن سيناريو العدوان السلفي القائم الآن في المنطقة الغربية قد قطع شوطا في صفحاته المرسومه من حيث التنظيم والتمويل والتسليح والغطاء الشرعي فبالأمس القريب وجه مجلس التعاون الخليجي نداءً الى رئيس الحكومة العراقية بتلبية مطاليب المتظاهرين من أبناء السنة والجماعة!! والأعلام المسيس يصور ما يجري من تعبئة عامة وخطابات الأبادة للشيعة وكردسة الكراديس والشروع ببناء الجيوش ضد الحكومة الوطنية المنتخبة قمع وأضطهاد ومنع للفرائض التي شرعها الله. يضاف لذلك فتاوى مشايخهم وقرضاوييهم الجاهزة عند الطلب ...وما تصريح سعود الفيصل (بأن المملكة جاهزة لمساعدة الشعب العراقي أذا ما أرادوا ذلك) عنكم ببعيد .فالنبه والحصيف يقرأ ما تحت الأسطر.فالشعب العراقي هم المعتصمون في ساحات العز والكرامة!! والمساعدة هو تدخل قوات درع الجزيره .والمتطوعون جاهزون فلم يبقى الا ان يعلن السيد رئيس الأقليم الثائر ضد احفاد الصفوية المناضل طارق الهاشمي وصحبه الغر الميامين من امثال رافع العيساوي واحمد العلواني وعلي حاتم ووووو... ندائهم الى أخوتهم بحماية أبناء السنة والجماعة المضطهدين من عملاء ايران حتى يأتيك رجال الجيش الحر والجيش الملكي المقيد .... أما نحن فلا زلنا ولم نبرح تخاصمنا على المطامع والمناصب والأمتيازات الزائلة. فهل من مدكر؟؟؟؟؟؟
مقالات اخرى للكاتب