بسبب الأوضاع والظروف السيّئة جدّاً (عاطفياً ، ونفسيّاً ، واقتصاديّاً ، واجتماعيّاً ، وسياسيّاً ،وثقافيّاً ، وتلفزيونيّاً ، واذاعيّاً ، وفيسبوكيّاً ) .. أصبحتُ أنامُ كثيراً . أنامُ الى درجةٍ قريبةٍ من السُبات . أنامُ الى درجةٍ أصبحتُ معها شبيهاً بدُبٍّ بُنيّ .. حتّى انّ الذين يعرفون (عماد عبد اللطيف) ، لم يعودوا يتعرّفونَ عليَّ "جسديّاً" ،إلاّ اذا سمعوا صوتي .
وكُلما استيقظتُ ، سمعتُ ، أو قرأتُ ، أو شاهدتُ ، من على شاشة التلفزيون( الذي لا سُلْطَةَ لي على تشغيله ، والتحكّم فيه ) شيئاً سيّئاً يُعيدني فوراً الى النوم . وهكذا أعودُ الى غرفتي التي تشبهُ "الكهَفَ "المنزليّ ، لأنامَ مرّةً أخرى . وعندما أدخلُ الى سريري "الأمين" ، أحتضنُ وسادتي الخالية ، وأحلمُ بـ "التينِ والزيتونِ" ، واتمنى أن لا استيقظَ إلاّ بعد "ثلاث مائة سنين .. وازدادوا تِسْعا".
وهكذا استيقظتُ هذا اليوم ، عند صلاة المغربِ ، فإذا بمذيعة الـ BBC غير الفاتنة ، تقولُ شيئاً أجْفَلَني رُعْبا.
لم أصدّقْ ما سمعتْ.
لذا دنوتُ بعينيّ الكليلتينِ من شاشة البلازما الضخمة ، وقرأتُ في "السبتايتل" نصّ الخبر :
[اوباما يقول ، إنّ على السعودية أن تعتادَ على تقاسُم المنطقة مع ايران ] .
وكما تعرفون ، فأنا انسانٌ بسيطٌ جدّاً ، وطيّبٌ إلى درجة السذاجةِ المُفرطة . و مُتفائِلٌ جدّاً ،إلى درجةِ أبدو معها مُتشائِماً جدّاً . لذا فإنّني أتمنّى أن يُخبِرُني أصدقائي من المُحلّلين السياسيين ، والخبراء الستراتيجيين ، وأساتذة الأمن الوطني ، والقومي ، والأقليمي ، والدولي ، عن الأسئلةِ "الفطيرةِ" الآتية :
- هل أنّ السيّد اوباما يريد ان يقول للسعودية وايران : هيّا .. تقاسما المنطقة بينكما .. فلا مانعَ لدينا ؟
-هل هذا يعني أنّ السيّد أوباما يقولُ لنا : عليكم أن تعتادوا على أن تكونوا ، أمّا من حصّة السعودية ، أو من حُصّة ايران ؟
- هل هذا يعني أنّ السعودية ستعتادُ على ذلك ، وأنّ ايران ستعتادُ على ذلك ، لأنّ السيّد أوباما يُريدُ ذلك ؟
- ماذا سيحدث لو أنّ أحداهُنّ رفضت التعوّدَ على ذلك ؟.
- ونحنُ . نعم نحنُ . على ماذا سنتعوّدْ ؟ هل سنتعوّد على السعودية ، أم نتعوّد على ايران ؟ .
- وماذا سيحدثُ لنا ، لو أنّنا لم نتعوّد على أيّ منهنّ .. و زعَلَ علينا السيّد أوباما ؟.
أصدقائي الأحبّة ، من المُحلّلين السياسيين ، والخبراء الستراتيجيين ، وأساتذة الأمن الوطني ، والقومي ، والأقليمي ، والدولي .
أنا نائمٌ الآن .
وعندما استيقِظْ ، أُريدُ أن تكونَ إجاباتاكم جاهزة عن اسئلتي هذه ..
لأقرأها وأنا أتثائَبْ .. وأعودُ الى "كَهَفي" .. لأنام .
مقالات اخرى للكاتب