كتب لي بعض الأصدقاء معاتبين أن مقالاتي ومنشوراتي – في الآونة الأخيرة – أخذت تأخذ طابعاً عاطفياً (عنيفاً)..مما أفقدها (أحترافيتها) وتوازنها المعروف كما وأضعف حياديتها المعهودة في رصد وتحليل الأوضاع الجارية والحوادث المتلاحقة في الساحة العراقية ..!!
وقد أجبت أصدقائي بأني لم أغير ولم أبدل في كتاباتي ، ولم أنجرف عاطفياً ولم أركب موجة العنف كما فعل البعض ..بل هو أستمرار لنهج (وطني) رسمته لنفسي لاأميل عنه ولاأحيد …ثم أنا أستغرب عن أي (حيادية ) يتحدثون ..هل يقصدون الحيادية بين الوطن وأعدائه ..أم بين الحشد الشعبي وداعش الإرهابي …. كلا وألف كلا …لاحيادية لنا بين الوطن وأعدائه ..!!
وإذا كان مقصودهم بأني تجاوزت (الخطوط الحمر) في تعرية بعض السياسيين وفضحهم والمطالبة بمحاكمتهم بتهمة التحريض على بعض مكونات الشعب الأساسية وتعريض السلم الأهلي للخطر..فهذا ليس تجاوزاً مني ..بل هو أضعف الإيمان تجاه هؤلاء المخربين المدسوسين (كالسهم الغادر) في قلب العملية السياسية والذين لايبغون من وجودهم فيها سوى خلط الأوراق وتحطيم التجربة الجديدة في العراق والنيل منه وتقسيمه وتفتيته إنسجاماً مع توجهات ورغبات دول أقليمية (معروفة) لاتريد الخير للعراق أبداً…!!
ثم تمنيت عليهم أن يراجعوا مقالاتي ومواضيعي السابقة وهي تعد (بالآلاف) – والحمد لله – والموجودة والمنشورة أغلبها على مواقع الأنترنت المختلفة وفي مواقع وأرشيف الصحف التي تعاملت معها وعلى صفحتي الشخصية (ايسبوك) ليقرأوها ويتمعنوا فيها جيداً هل يجدون فيها أن هنالك تراجعاً عن المبادئ العامة لأسس المقالة أو الموضوع الصحفي ..أو هل يجدون أن هنالك فرقاً بين تناول القضايا وتحليل الأحداث بين مقالات الأمس واليوم ..!؟ أبداً لايوجد أي تغيير في هذا المجال …!
نعم.. توجد ثمة صبغة جديدة طرأت على مواضيعي ومقالاتي بعد العاشر من حزيران عام 2014..ألا وهي صبغة (القول الفصل) وماهو بالهزل ..وذلك لأن الوطن أصبح مهدداً بوجوده ..مهدداً بكيانه ..مهدداً بحضارته مهدداً ببقائه ..فأصبح عملي له صبغة (خاصة)…. هي صبغة الردع المباشر والصفع المباشر على كل أفّاك زنيم ..يريد بالعراق سوءاً وبأهله شراً .. أنها صبغة فضح وكشف هؤلاء الذين يحلبون من خيراتنا ويأكلون من موائدنا ثم يبصقون في قدورنا صباحاً ومساء دون أن يطرف لهم جفن أو يتمعر لهم وجه .. أنها صبغة تحقير وصفع وجوه هؤلاء الخونة والعملاء الذين ماأنفكوا يحرضون (الأعراب واليهود) على قتلنا وأستئصالنا وأبادتنا ويطلقون علينا أوصافاً ماأنزل الله بها من سلطان (من صفويين وعملاء وفرس ومجوس ورافضة ومليشيات..) وغيرها من الصفات المشينة ويكيلون لنا التهم الرخيصة في كل لقاءاتهم وتصريحاتهم …ولاكأننا شركائهم في هذا الوطن ونعيش معهم منذ آلاف السنين ، فهم يتهجمون علينا ويقلقوننا ….وفي نفس الوقت هم آمنون بيننا يتنعمون ويأكلون ويستلمون رواتبهم أولاً بأول دون تأخير .. وبالواقع هم الخونة والعملاء ، فهم من أدخل داعش علينا وصفقوا لهم وسكتوا عنهم وتغاضوا عن أفعالهم وأنتهاكاتهم في أعراضهم وشرفهم ..ولكن ظهرت غيرتهم وأستفزتهم (ضياع بضع ثلاجات ..أو فقدان بضع مبردات) في تكريت…!!!
لاتخافوا أصدقائي …سأبقى كما عهدتموني قلماً صادحاً بالحق ..مطالباً بالتعايش السلمي بين جميع العراقيين …مروجاً للدولة المدنية التي نحلم بها جميعاً ، لاأغير ولاأبدل …وأبقى ذلك القلم المجند لخدمة العراق ..نعم ..أنا علقة من تراب سومر …
أنا طينة من أرض أور ..لازالت تغتسل كل يوم بماء الفرات ….تستقر في جذر نخلة عراقية شامخة ….مخضّرة زاهية تطاول السماء …رغم قساوة الدهور وصروف الزمان ..!!
مقالات اخرى للكاتب