ولدوا في احياء هادئة بعيدة عن العامة ..ولدوا ورائحة المسك والعنبر الشامي(المهداة لهم من قضآء الشامية) تتضوع في حجرات منازلهم....حين يتقيلل اﻵبآء في سراديب باردة في قيض الشمس الحارقة تجد وجوههم بيضآء متوردة تعجب الناظرين...يخرجون من كهوفهم الباردة بعد ان يصرخ شاعرنا بهم..
نزلت تجر الى الغروب ذيوﻻ
... صفرآء تشبه عاشقا متبوﻻ
قصدت الشام مهاجرا والربيع آثاره باقية في حدآئق دمشق التي طالما تغنى بها الشعراء...وصلنا عل على الثانية صباحا وقضينا تلك الليلة في اسرة على احد الفنادق القريبة لسوق الحميدية...وانتقلنا الى حي اﻻمين حيث العمل اﻻسﻻمي يقتصر على دعاء كميل والتظاهر البائس لقلة عددنا...كنا الوجبة اﻻولى التي دخلت مهاجرة ﻻ نتجاوز ال20 نفر مع عوائلنا...
كان احدنا في تصوراته ان قنينة الغاز لم تفرغ اﻻ وهدام حسين قد انتهي وولى....زارني صديقي المرحوم صادق كرماني(ابو ياسر)
وكان قد سفر منذ عام 1970 واختار العيش في جنوب لبنان..وتطور به اﻻمر الى ان
اصبح والشهيد مصطفى شمران يعملون معا لتدريب الحرس الثوري
لغاية قيام الثورة في ايران....
قال لي يا ابا ياسر لقد انتهت كل قناني الغاز منذ1970 وهدام وزمرته لم ينتهوا...توكل على الله والرجوع الى االوطن دعه ورآءك....
بدء اﻻقارب والمعارف يهاجروا الى سوريا....واﻻموال بدءت تنفد شيئا فشيئا...اقترح احد اﻻخوة بان نذهب معا الى صديقه ايام الجامعة وهو احد احفاد احد مراجع الشيعة آنذاك...لنعرض عليه مشروع اسكان المحتاجين من العوائل في بيت المرجع الشيعي..
من زقاق الى زقاق...وصلنا الى باب 2×5متر...طرقنا الباب...واذا بشاب خلوق هادئ وآثار النعمة بانت على وجهه...الحوش مساحته ممكن يكون1000 متر مربع تتوسطه نافورة ما الناء الصافي ابآؤه اﻻثنان يلعبون بهدوء ....جلسنا في اوفيز واسع جدا وطاولة من صاج على تلفونات من الطراز اﻻسود القديم...عرضنا عليه اﻻمربلطف...بان هناك عوائل قد تحتاج لغرفة من بين عشرات الغرف في الطابقين فارغة...ﻻن هذا البناء يعتبر مدرسة متروكة وهي ملك ﻻحد التجار السوريين اهداها للمرجع ﻻنه سيد...والرجل يريد ان يدخل الجنة....
رفض رفضا قاطعا.....
سمح مرة واحجة قرءنا دعاء كميل وكان الواسطة الشيخ محمد باقر الناصري...
عدت الى طهران 1984... واذا بحفيد المرجع يشتري بيت في كرج سعره فاق العشرين مليون تومان...
للعلم رجاءا...الرجل عطلة بطلة...ﻻ شغل وﻻ عمل...
فقط يحضر البروتوكول المسآئي الذي يقام على شرف البيوتات...
بيت كبة ودولمة....مع وحبات مشاوي....
اقول كثير من شبابنا انحرف من الدين الى العلمانية..كثير من النساء تعرضن للذل والهوان...من جرآء كظة ظالم وسغب مظلوم..
هؤﻻء حين تذكرون اسمآءهم...اذكروها بدون رتوش والقاب رجاءا..ﻻن زوجات الشهداء وابنآءهم يبقى في خاطرهم...
ﻻبد ان نرتقي ﻻطروحة امير المؤمنين عليه السلام...فهل من مدكر؟؟
دمتم عصاميون