شاب يافع نحيف الجسم قوي اﻻرادة...ذو عقل نابغ بالوراثة...هاديء الطبع يعيش في رغد ﻻن والده قد جال اوروبا والخليج كونه من مهاجري أواخر الستينات من القرن الماضي...
هذا الشاب المؤمن الحذق ﻻنه البكر بالنسبة ﻻخواته الثﻻثة...فقد كان امل والديه به ان يقود المسيرة من بعدهم ويكمل الشوط الطويل ويحقق آمآلهم الدينية ...
وشآء الباريء عز شانه ان يكون هذا الشاب طالبا عندي في للمرحلة اﻻعدادية وكنت معجبا بادبه وذكائه احساسه المرهف ..
كان يبدو مﻻكا في ذوقه ويبدو ذالك على مظهره الخارجي...
وكلما حمى وطيس جبهات القتال عﻻ صوت اﻻخ السيد ابا زهير (مسؤول امور تربيتي)في وقفة اصطفاف طﻻب مجمع الشهيد الصدر (قد) ليبث في ارواحهم الصافية النقية حماسا هدفه تحشيد اكبر عدد ممكن لﻻلتحاق بجبهات القتال...
وللمرة اﻻولى اشترك حبيبنا الشاب مع مجموعة من الشباب رفقة بعض المعلمين وعلى رأسهم المدير اﻻخ السيد ابو بشرى الياسري....لم يكن لوالده علما بذهابه؟؟!!!فبادر والده للسفر الى جبهة الجنوب ﻻرجاع ولده ﻻنه شاب لم يبلغ الرشد الجهادي بعد..
والذي اثاره انه وجد كافة الطﻻب
وجهوا للقتال لﻻمام ..واﻻخوة باقون في المواقع الخلفية...ﻻ ادري لماذا اغلب الناس تستهويهم المواقع الخلفية؟!!....يعني يا اخوان الحرب الطاحنة هي في اﻻمام وليس بالخلف....
قالوا له ارجع يا ابن الحلال واكسر الفتنة ونحن نتعهد بارجاعه سريعا....عاد الرجل وعاد ولده من بعده بايام ولكن وقعت الى جانبه قنبلة فأدت الى اصابته باحتجاج..
ﻻم الوالد لوما شديدا لﻻخوة المسؤولين على ذهاب ولده الى الجبهة....
صاحبت الشاب بعد اصابته فتكلمت معه في بيتي ووجدته فعﻻ خارج التغطية....فقد المعلومات...ﻻ يتذكر كثيرمن لﻻشياء...اوصآني والده بكفالته وتدرسيه واعادته لوضعه السابق..واستغرق اﻻمر اسابيع....
وفي صبيحة احد اﻻيام رفع اﻻستاذ صوته من جديد...يا خيل الله اركبي...والتحق الشاب مرة اخرى دون اخذ أذن من والديه...
هذه المرة الى الجبهة الشمالية حيث احتدم القتال بين المجاهدين العراقيين ومنهم طﻻبنا اﻻعزاء مع منافقي خلق الذين جندهم هدام حسين اللئيم للقتال ....
وحمل من حمل من الشهدآء الى طهران وكان من ضمنهم طالبي العزيز الذي اصيب بشظية في وجهه الكريم...نزل الخبر كالصاعقة على نفوس والديه....
واخبروا المجلس اﻻعلى ومن قاده للمعركة دون علمهم اﻻ يحضروا في مراسيم التشييع في مقبرة بهشتي زهرآء ....
كنت مع والده في المقبرة حين بدء اﻻخوة بحث التراب على قبر الشهيد السعيد...لكن بقي والده بعيدا بعيدا ﻻ يريد اﻻقتراب من قير ولده ﻻنه زعﻻن عليه...وحين انفرج المعزين عن القبر....بدا الوجوم على وجه والده و أراد المغادرة من المكان...
امسكته اهزه هزا...صارخا بوجهه..
يا اخي ابنك اﻻن يستقبله الرسول الكريم والزهرآء والحسن والحسين عليهم السﻻم فﻻ تكن قاسيا ..ارجو منكان تسامحه اللحظة قبل ان تغادر المقبرة....
انتفض والده واسرع الى قبر ولده
ورمى نفسه على تراب القبر مناديا...
روح حبيبي انا راضي عليك...ليش تركتني وذهبت دون وداعي ووداع امك واخواتك الثﻻثة؟؟
لقد بكينا معا...طويﻻ طويﻻ..
رجعت معه وانا اسنده ﻻنه انهار حين وعى بانه ولده حقا لن يعود... وان لقائهم فقط سيكون في الجنة باذنه تعالى....
انه الشهيد السعيد...
مقداد يوسف الفضل..
الفاتحة على روحه الطاهرة...
دمتم لﻻسﻻم مخلصين